الصمت الانتخابي سيد الموقف في لبنان بإنتظار الصناديق غداً

ايلاف من بيروت: بعد ان بدأت اليوم فعليا عملية حبس الانفاس والتصاريح الاعلامية مع تسارع العد العكسي للاستحقاق الانتخابي قبل فتح صناديق الإقتراع، وتتابع الاطراف السياسية عملية حشد ناخبيها وتعبئتهم للادلاء بأصواتهم وتوضع اللمسات الاخيرة على التحضيرات للانتخابات وذلك عملاً بقانون الإنتخاب.


في هذه الأثناء تقول مصادر متابعة ان كل ما انجز الى اليوم من تحضيرات انتخابية لا يساوي سوى 60 % من العملية الإنتخابية، ذلك ان 40 % منها يتوقف على صوابية العمل يوم الإنتخاب من فتح الصناديق عند السابعة صباحا الى اقفالها عند السابعة مساء. فماذا يعني ان يكون الناخب مع هذا او ذاك ولا يشارك في العملية الإنتخابية؟ وعليه تضيف المصادر ان الربح في بعض الدوائر الحساسة التي تشهد تنافسا قويا يقف عند قدرة هذا او ذاك في تأمين ناخبيه الى اقلام الإقتراع.


وتوقفت المصادر عند المعلومات التي تدفقت بغزارة خلال الساعات القليلة الماضية حول حجم مشاركة المجنسين من خارج لبنان وداخله. وإذا صحت المعلومات عن نقل ما لا يقل عن 5000 ناخب ارمني الى المتن ودائرة بيروت الأولى وزحلة من المدن السورية ( حلب، اللاذقية والحسكة ومناطق اخرى في دمشق وضواحيها) فإن الكثير من المعطيات ستتبدل وستكون الأفضلية للوائح المعارضة. لكن مصادر مطلعة من الأكثرية قالت ان في هذه الأرقام تضخيما لا يرقى الى المنطق.


الحملة على الرئيس

توقفت اوساط سياسية عند الحملة التي يشتّها بعض من في المعارضة على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على خلفية التركيبة الانتخابية الجديدة في جبيل والتي ادّت الى انسحاب المرشحين اميل نوفل ومحمود عواد من المعركة الانتخابية علما ان الرئيس سبق وأكد اكثر من مرة عدم تدخله في الشأن الانتخابي لا من قريب ولا من بعيد، لا في جبيل ولا في غيرها، وانه رئيس للجميع وعلى مسافة واحدة من الجميع. واذ استنكرت هذه الاوساط حملة التجني على الرئيس سليمان ومقام الرئاسة دعت الجميع الى ابقاء مركز الرئاسة ومن فيه بمنأى عن الصراع الانتخابي وبعيدا عن تصفية حسابات البعض السياسية ومزايداتهم الانتخابية.
من جهتها لاحظت اوساط جبيلية ان تركيبة الوضع الانتخابي الجديدة في جبيل وضعت فريق 8 آذار في حال من التوتر والارباك الشديد مما ادّى الى القاء التهم يسارا ويمينا خصوصا في اتجاه رئيس الجمهورية فيما الجميع يعلم بأن الرئيس سليمان كان تعرّض لهجوم مركّز من قبل العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية وحزب الله قبل المستجدات التي حصلت في جبيل اخيرا.


وشددت هذه الاوساط على ان المعركة بالتالي أصبحت واضحة وقد سقط القناع عند 8 آذار الذي لا يريد رئيسا قويا ولا دولة واحدة ولا جيشا واحدا. وأكدت ان رئيس الجمهورية كما البطريركية المارونية هما على مسافة واحدة من جميع الافرقاء السياسيين، ولا يدعمان فئة على حساب فئة اخرى. وتاليا فان القاء التهم يمينا ويسارا لا يقدّم ولا يؤخّر انما سيزيد الناخب المسيحي عزما لأن هذه الانتخابات هي فعلا انتخابات مصيرية وسيذهب في 7 حزيران للرد على كل هذه الشائعات والتصويت في كل الدوائر المسيحية مع الدولة او ضد الدويلة.


مصادر سياسية مراقبة للاواضع الانتخابي في جبيل عن كثب اكدت ان الامور كما كانت عليه لم تكن تعتبر معركة رابحة في ظل وجود ثلاث لوائح ما يتيح للائحة العماد ميشال عون الفوز فيما كان البعض يراهن على انسحاب منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد من المعركة الانتخابية. وعندما دقت ساعة الحقيقة وكل طرف بقي على موقفه ، وبعدما وصلت الامور الى حائط مسدود وبقيت ايام قليلة على اجراء الانتخابات، تكثفت الاتصالات على اكثر من محور وخط وتحرك سعاة الخيرمن المستقلين في جبيل في محاولة لاقناع المرشح اميل نوفل بالانسحاب لصالح الدكتور سعيد ما يسهّل اكثر امكانية ضمان الفوز او تسجيل خرق، في وقت استأنف فيه كل من رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع تحركهما بعدما حسم لهما الرئيس سليمان موقفه من موضوع المعركة الرافض لأي تدخل لا من قريب ولا من بعيد، علما ان جعجع اصرّ قبل ان يتحرّك في موضوع جبيل على استئذان رئيس الجمهورية كون المرشح نوفل محسوب عليه ومن دون اعلام عن فحوى الاتصالات التي سيجريها ومع من، وتبلغ من الرئيس سليمان رفضه التدخل في الموضوع. وعلى هذا الاساس انطلق جعجع في تحركه.


وسجلت أوساط محايدة سلسلة عوامل دفعت الى تسارع التطورات في جبيل اهمها: المهرجانات الاخيرة للائحة المعارضة والمواقف التي اطلقت خلالها والغمز من مقام الرئاسة ما خلق ردة فعل عند الجبيليين ضغطت على المرشحين لاعادة تنظيم الصفوف. دخول حزب الله اللافت والمثير على خط تنظيم المهرجانات وتولي امر حماية المرشحين. اصرارالمرشح الدكتور فارس سعيد على متابعة المعركة والمواقف الجريئة التي أطلقها في مهرجاناته والتي سجلت مشاركة لافتة ونبرته السياسية المرتفعة والذهاب الى النهاية في تأييد مسيرة العهد ومشروع الدولة ضد الدويلة ورفض اي سلاح غير شرعي ، ونجاحه في شد العصب المسيحي نحوه وتأييده في كافة مواقفه.


وتوقفت الاوساط عند حملة الشائعات الكثيرة التي رافقت اعلان انسحاب المرشحين نوفل وعواد وأدرجتهما في اطار التشويش على المسعى الانتخابي الذي انجز امس. ودعت المصطادين في الماء العكر الى الكف عن محاولاتهم الفاشلة وخوض الانتخابات بكل روح ديموقراطية ومن دون اللجوء الى الاساليب الرخيصة. ودعت الى التوقف عند قسم نوفل بأولاده عند نفيه ان يكون رئيس الجمهورية قد طلب منه الانسحاب من المعركة. في هذه الاثناء عقد المحامي جان حواط اجتماعا في دارته في جبيل للمفاتيح الانتخابية وقوى وفاعليات جبيلية وابلغ اليهم خلاله تأييده اللائحة المستقلة والمتحالفة مع 14آذار ودعمه مشروع الدولة ضد الدويلة ودعم مسيرة العهد.

وعن احتمالات الفوز والخسارة في الانتخابات غدا، يتوقع خبراء استطلاعات الرأي أن يفوز تحالف الثامن من آذار بفارق طفيف وأن يقضي على الأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها تحالف 14 آذار الا أن في ظل تفشي عمليات شراء الأصوات وعودة مغتربين للإدلاء بأصواتهم ربما يكون من الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات التي قد تتمخض عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وإن كان وضع حزب الله فيها سيكون أقوى.والوضع هذا، يرى محللون ان الاحتمال ضئيل في حدوث تغير كبير في سياسة الحكومة اللبنانية او أن يفرض حزب الله اجندة غير مستساغة بالنسبة الى واشنطن.

على صعيد آخر نقلت وكالة quot;رويترزquot; عن محللين اميركيين ان هناك احتمالا ضئيلا في أن تقطع الولايات المتحدة المساعدات العسكرية تماما عن لبنان اذا فاز حزب الله وحلفاؤه في الانتخابات لان الجانبين يريدان تجنب المواجهة.لكن هذا الفوز يمكن أن يؤدي الى خفض المساعدات العسكرية الأميركية للقوات المسلحة اللبنانية في الأعوام القليلة المقبلة .

لا مصلحة للجانبين

ونظرا الى الحظر الذي تفرضه واشنطن على تمويل الجماعات التي تعتبرها quot;ارهابيةquot; فمن الممكن أن يجبر فوز حزب الله إدارة الرئيس باراك اوباما على إعادة النظر في مدى استحقاق اي حكومة يشارك فيها حزب الله لتلقي التمويل من الولايات المتحدة.وقال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في بيروت في 22 ايار quot;سنقيم شكل برنامجنا للمساعدات بناء على تشكيل الحكومة الجديدة والسياسات التي تدعو اليهاquot;.وأشار بعض المحللين الى أن قطع المساعدات ليس في مصلحة اي من الجانبين نظرا الى مفاتحات الولايات المتحدة تجاه سورية وايران وإحجام حزب الله وحلفائه المرجح عن عزل أنفسهم تماما عن الغرب.

لن تدير ظهرها

واستبعد ادوارد ووكر سفير الولايات المتحدة السابق لدى مصر واسرائيل أن تدير الولايات المتحدة ظهرها للبنان. واشار الى أن حزب الله على الارجح لن يفرض المسألة بمطالبته بالحصول على مناصب امنية رئيسية في الحكومة.وقال: quot;بشكل عام وجدنا وسيلة للالتفاف حول المنظمات المصنفة على انها إرهابية. انا واثق تماما من أننا نستطيع الوصول الى طريقة لفعل ذلك. واعتقد أن حزب الله سيجد طريقة للتعاون في ذلكquot;.

عزلة عميقة

وقال جون الترمان مدير برنامج الشرق الاوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية quot;من مصلحة حزب الله وواشنطن عدم الدخول في مواجهة.quot; واعتبر انquot;حزب الله له مصلحة في أن يتمتع بالنفوذ لا أن يفوز لأنهم اذا فرضوا هذه المسألة يمكن أن يجدوا أنفسهم في عزلة عميقة عن الغربquot;. الا أن المشاعر في الكونغرس الأميركي قد تختلف.

المشكلة في الكونغرس

واشار ديفيد شينكر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى الى ان quot; إدارة اوباما سوف تستنكف على ما أعتقد قطع التمويل... لكن الكونغرس قد يمثل مشكلة اكبر وسوف يتطلع الى خفض المساعدات الخارجيةquot;. وذكر معاون لأحد أعضاء الكونغرس طلب عدم نشر اسمه إنه اذا فاز تحالف الثامن من آذار quot;سيكون علينا إعادة تقييم توجه سياستنا...من المرجح الى حد كبير بحث خفض التمويل ، لكن رد الفعل هنا سيكون سلبيا جداquot;.

فرنسا تنفي

وفي شأن ليس بعيدا عن اجواء الانتخابات و نتائجها المتوقعة،نفت فرنسا على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها ايريك شوفالييه ما يشاع عن دور فرنسي في اطلاق فكرة المثالثة في لبنان، جازما ان بلاده لم تتطرق ابدا الى هذا الموضوع وهي لا تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون لبنانية داخلية من هذا النوع.


تقرير quot;الوطنquot;

وكانت صحيفة quot;الوطنquot; الكويتية أوردت تقريرا فرنسيا حمل عنوان quot;ايران والتوازن الجغرافي - السياسي في الشرق الاوسط quot;أعدته لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية وجاء فيه quot;ان ايران تسعى لنسف التوازن السياسي الحالي القائم بين الطوائف في لبنان والمستند إلى اتفاق الطائف، وذلك لخلق توازن جديد لمصلحة الشيعة وزيادة نفوذ حزب الله السياسي في البلادquot;.


اتفاق جديد

واشار الى ان طهران تعمل من اجل دفع الافرقاء اللبنانيين إلى اقرار اتفاق جديد لتقاسم السلطة بين سائر الطوائف على اسس مختلفة وبشكل يؤدي إلى تعزيز دور الشيعة ونفوذهم في ادارة البلاد، معتبرا ان الهدف الحقيقي من التحالف الذي أقامه حزب الله مع الجنرال عون بتشجيع من ايران، هو العمل معا لنسف اتفاق الطائف لتقوية صلاحيات الشيعة وليس لتعزيز دور المسيحيين .