إيلاف سألت منسق 14 آذار فارس سعيد والنائب نبيل نقولا
يحق للسيّد مهاجمة البطريرك ... أم لا؟

هيثم الخوند من بيروت: للمرة الاولى منذ اندلاع المواجهة السياسية بين الأطراف اللبنانيين المناهضين لسورية وإيران وبين المتحالفين معهما أو ما يعرف في لبنان بقوى 14 و8 آذار/ مارس، والتوتر الكبير خلال السنوات الأربع الماضية، أطل الأمين العام لــquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله ليتولى الرد مباشرة وشخصيا على موقف للبطريرك الماروني نصر الله صفير عشية الإنتخابات النيابية حذر فيه من أخطار تهدد كيان لبنان وهويته العربية إذا ما فازت قوى 8 آذار.

شكل رد نصرالله غير المألوف، علامة فارقة في ملف العلاقة المتأرجحة بين البطريركية المارونية وquot; حزب اللهquot;. ومعلوم أن بين الفريقين بعدا شاسعا في الرؤية السياسية والوطنية، وتجزم مصادر مطلعة ان quot;حزب اللهquot; لطالما كان يتذمر في مجالس قيادييه الخاصة من بعض طروحات بكركي وبياناتها من دون أن يتطور الامر إلى مواجهة علنية، وذلك يعود طبعا إلى مراعاة الجانبين للتركيبة الطائفية للبنانيين ومنع تأويل أي خلاف طائفيا خصوصا في ظل quot;الخصوصيةquot; التي تمنع التطاول على المرجعيات الدينية.

اما بعدما خرج الخلاف عن طور الكتمان فيبدو ان السيد نصرالله رأى في كلام البطريرك صفير quot;الانتخابيquot; أحد عناصر التأثير التي حسمت وجهة شريحة من الناخبين خلال الانتخابات، ما أسفر عن السقوط المدوي للمعارضة بصوت البطريرك المدوّي ، الأمر الذي لم يهضمه السيّد ، ما دفعه إلى اطلاق مواقفه الاخيرة ضد البطريرك. غير أن المفاجأة، تمثلت في ان بطريرك الموارنة لم يسكت على الكلام الجديد في الشكل والمضمون في حقه فرد عليه من دون أن يسمي نصرالله ، مؤكدا أن quot;الانتخابات هي من أفرزت الناس ومنهم من كان رابحا ومنهم من كان خاسرا، وطبعا الخاسر ينتحل لنفسه أعذارا ليبرر خسارتهquot;، وقال إن quot;من واجبنا القول عن الأبيض إنه أبيض والأسود أسودquot;.

وعندما بدا أن المواجهة الكلامية انتهت بين الرجلين، جاء الدفاع عن كلام نصرالله والهجوم المتجدد على البطريرك من حيث لم يتوقع أحد. فالجنرال ميشال عون، زعيم quot;التيار الوطني الحرquot;، استغل وجوده في كسروان ليطلق النار كلاميا على quot;سيد بكركيquot; متسائلاً عما إذا كنا quot;في صدد صراع مسيحي- شيعي لتغطية مؤامرة التوطين؟quot;، مضيفاً أن quot;على أحبار الكنيسة ان ينتبهوا الى هذه السجالات والخطابات... واذا شاؤوا ان يكون لبنان في لبنان فعليهم ان يتبعوناquot;.

عن هذا الموضوع تحدث منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار/مارس النائب السابق فارس سعيد لـquot;ايلافquot; معتبرا أن كلام السيد حسن نصرالله quot;لا يساعد أبداً على التفاهم في لبنان وترسيخ العيش المشتركquot;، ومذكرا بما قاله عن وجود quot;لوم من سوريا أو أي جهة لإخفاق حزب الله في الانتخابات، وهذا الإخفاق يحمله حزب الله والجنرال عون الى البطريرك المارونيquot;، وأكد أن quot;ما ذهب إليه السيد نصرالله في القول إن البطريرك لم يؤشّر يوماً الى الخطر المتأتي من إسرائيل هو كلام غير صحيحquot;.

ويضيف غامزا من قناة الجنرال عون أن quot;تطاول بعض الموارنة على بكركي وسيدها، لا يعدو كونه عادة سيئة لدى من يصرّ على الضلال لتغطية توجهات وفواتير يسددها لمرجعياته الخارجية، فضلاً عن أنه محاولة لتغطية خسارة سياسية وانتخابيةquot;. ويختم سعيد بأن quot;المطلوب اليوم هو عدم التمادي في التطاول على غبطة البطريرك الماروني، وأن يبادر من يحترمون انفسهم الى الإعتذار عن الإساءة البالغة التي وجّهت الى بكركي وسيّدهاquot;.

وفي المقلب الآخر، يرى عضو quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; النائب نبيل نقولا في حديثه إلى quot;ايلافquot; أن البطريرك صفير quot;حوّل بكركي حزباً سياسياً متموضعاً من ضمن فريق 14 آذار/مارس بدل ان يبقيها مرجعية مسيحية وطنية جامعة، تقف على مسافة متساوية من كل الاطراف، وخصوصا في الشارع المسيحي.quot; وفي رأي النائب quot;العوني quot; إن هذا quot;الموقف المنحازquot; ترتبت عنه تبعات مختلفة من بينها تصويت المسيحيين ضده وصولا الى فوز لوائح التيار الوطني الحر في المعاقل المسيحية الكبرى في جبل لبنان.quot;

ويستغرب نقولا أن quot; يستسهل بعضهم شن الحملات على السيد نصر الله، رغم ما يرمز اليه من حيثية دينية، في حين يراد تحريم مجرد طرح التساؤلات على صفير عندما يتخذ مواقف سياسية ملتبسةquot;، ويقول إن quot;ازدواجية المعايير هذه لم تعد مقبولةquot;. ويختم بأن quot;البطريرك الماروني يعتبر أن من واجبه الوطني التحدّث في السياسة، لذلك يجب أن يتوقع الُرد عليه بالسياسةquot;.