سليمان يطوي صفحة الإنتخابات لإستيائه من عون وحزب الله

ميشال سليمان قائداً للجيش

إيلاف من بيروت: بدا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان منشرحاً وهو يجيب عن سؤال زائره حول التغيير الذي طرأ على حياته بعد مرور عام على إنتقاله من دفة العسكرية وقيادة الجيش إلى دفة السياسة وقيادة البلد : quot;مازلت أصحو باكراً عند السادسة صباحاً وأستمر في العمل حتى ساعة متأخرة من الليل، مع إستراحة عند الغداء والعشاء اللذين أدعو اليهما قيادات وشخصيات حرصاً مني على التواصل والإستماع إلى الآراء المختلفة. ظننت أن الوضع في رئاسة الجمهورية لن يكون متعباً كما هو الحال في قيادة الجيش لكن تبين لي العكس. هذا ما لمسته في السنة الأولى من تولي الرئاسة، لكن الأمر بدأ يختلف بعض الشيء الآن quot;.

ويشرح الرئيس ما عناه فيقول:quot;بداية كان علي quot;التأقلمquot; مع مسؤوليات ومهام رئيس الجمهورية. فهناك ملفات وتقارير يجب الإطلاع عليها وإتخاذ القرارات بشأنها، ناهيك عن التحضير لجلسات مجلس الوزراء مع الإشارة إلى أن جدول أعمال بعضها يحتوي على أكثر من 150 بنداً ما يعني أن مجرد قراءة عناوينها يتطلب وقتاً ليس بالقليلquot;.

ويتوقف الرئيس سليمان هنا للإشارة الى أمر له دلالته الكبرى من وجهة نظره وهو إنعقاد جلسات مجلس الوزراء برئاسته في القصر الجمهوري لا في المقر المخصص لذلك الذي ما وجد إلا بعد حرب quot;داحس والغبراءquot; التي إندلعت بعد إقرار إتفاق الطائف وتحت شعار تعزيز صلاحيات رئيس الحكومة السني على حساب رئيس الجمهورية الماروني. ويتابع رئيس الجمهورية حديثه عما شغله في السنة الأولى من عهده فيؤكد أن مسألة إعادة لبنان الى الخارطة العربية والدولية تطلبت أسفاراً عدة ومجهوداً كبيراً إذ كان عليه أن يقوم بالسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال في زمن لا يتجاوز الثماني و الأربعين ساعة، لافتاً إلى أن كل غياب عن لبنان وحتى ليوم واحد يعني تراكم الأوراق على المكتب الرئاسي.

وعند تناوله موضوع الإنتخابات النيابية في منطقة جبيل تحديداً، لا يخفي سليمان إنزعاجه من رئيس كتلة الإصلاح و التغيير النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وحزب الله، خاصًّا الأول بالنسبة الأعلى من الإستياء . ويقول في ذلك إنه سبق أن إلتقى الجنرال هنا ( يشير إلى المكان الذي كان يجلس عليه الأخير) وأبلغه صراحة أنه يحب ناظم الخوري ( مستشاره السياسي السابق ) والمرشح عن المقعد الماروني في جبيل لكنه يعرف في الوقت نفسه أن نتائج الإنتخابات في المنطقة لن تكون لصالح من يحب ورفيقيه في لائحة المستقلين مصطفى الحسيني وإميل نوفل بل لصالح عون، ومن هنا تمنى عليه أن يتفهم الوضع ويدع المنافسة محصورة بين مرشحي لائحة الإصلاح والتغيير وفريق 14 آذار الممثل بمنسق أمانته العامة المرشح فارس سعيد .

لكن ما آلمني - يتابع الرئيس- أنه لم تمض ساعات على اللقاء المذكور حتى راح العماد عون quot;يقوّصquot; على رئيس الجمهورية ويتهمه بالتدخل في الإنتخابات، وإطلاق يد أجهزة تابعة له لتفعل فعلها في هذا المجال، وجاراه في هذا الإتهام سليمان فرنجية . وبلغه أن هناك من راح يدلل إلى حركة شقيقه غطاس سليمان ( مختار عمشيت مسقط رأس الرئيس ) الداعمة للائحة المستقلين وكأن المراد أن تنسلخ عائلته عن بيئتها وتجلس ضمن أربعة جدران.

ويصارح الزائر رئيس الجمهورية بأن قضية تدخل الرئيس في الإنتخابات لم تكن لتبلغ هذا المدى لو لم يثبّتها رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بقوله إنه طلب من فخامتك إخراج المرشح إميل نوفل من المعركة الإنتخابية لصالح فارس سعيد وهذا ما حصل بالفعل. quot;هذا غير صحيح على الإطلاقquot; يسارع الرئيس إلى الرد مشيراً إلى أن عزوف نوفل عن المضي في الإنتخابات مرَده إلى حسابات أجراها الأخير بينت له ضآلة الأصوات التي كان سيحصل عليها لو إستمر فيها، ولم يأت نتيجة نصيحة أو تمنٍ تلقاها منيquot;.
وفيما أكد سليمان أنه لم يكن في وارد الرد على متهميه بالتدخل في الإنتخابات لو لم يناشده رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن يفعل ذلك، حمّل جعجع مسؤولية تشويه موقف رئيس الجمهورية quot; بعد أن إكتفى بالإفصاح عما طلبه مني و أخفى جوابي الرافض لهذا الطلبquot;. وكشف الرئيس سليمان انه إتصل بالنائب ستريدا جعجع وأبلغها إمتعاضه الشديد مما فعله زوجها.

وعملا ً بمبدأ التوافق الذي أنتخب على أساسه وبأن quot;صدره كبيرquot; يتسع لإنتقادات من هنا وهناك وإن جاءت ممن يحتسبهم أصدقاء يعلن رئيس الجمهورية أن الإنتخابات أضحت من الماضي وقد طوى صفحتها، لكنه قبل أن ينطق بذلك تساءل إذا ما كان العماد عون سعيداً بالنتائج الذي حصل عليها وبفوز أنطوان زهرا (القوات اللبنانية ) على صهره الوزير جبران باسيل في البترون، وبالخسارة الكبرى التي مني بها في الأشرفية.