بيروت: تقع محمية بنتاعل على الكتف الشمالي لمدينة جبيل التاريخية شمال العاصمة بيروت وهي اصغر المحميات الطبيعية في لبنان لكنها الاكثر غنى وتنوعا بيولجيا فضلا عن اعتبارها موقعا حيويا للطيور المهاجرة. تم انشاء المحمية بمبادرة اهلية من ابناء بلدة بنتاعل في العام 1981 الذين قدموها لوزارة البيئة وكانت بمثابة الحديقة الطبيعية الاولى في لبنان وتبلغ مساحتها 5.1 كلم مربع.
وتعتبر المحمية غطاء نباتي محمي غني بالتنوع البيولوجي حيث تتكاثر فيها اشجار الصنوبر والسنديان والنبق والقطلب فضلا عن كونها موقعا مهما للمولعين بعلم الطيور ومراقبتها. وكانت لجنة محمية بنتاعل قد عقدت مع جمعية المربع الاخضر اتفاقا تقوم الاخيرة بموجبه باجراء مسح للنباتات في المحمية ولاسيما الطبية والعطرية منها لما لها من منافع اقتصادية واجتماعية وسياحية واقامة محاضرات توعية عن اهمية هذه النباتات وضرورة الحفاظ عليها وتدريب 10 مرشدين بيئين والترويج للسياحة البيئية داخل المحمية.
وقالت رئيسة جمعية المربع الاخضر الدكتورة فيفي كلاب في تصريح لوكالة الانباء الكويتية ان الجمعية قامت بدعم من صندوق الامم المتحدة بدراسة النباتات الموجودة في المحمية على مدى ثلاث سنوات. واضافت لقد تم احصاء وتحديد 333 صنفا ينتمي الى 67 فصيلة من بينها 60 صنفا معروفا بخصائصه الطبية لدى العامة وهو رقم مهم مقارنة مع المحميات الاخرى في لبنان ومساحتها.
واشارت كلاب الى ان هذه المحمية فريدة من نوعها في لبنان من حيث الموقع والتربة والارتفاع. وقالت ان من بين الاصناف التي وجدت داخلها اثنان يستوطنان في لبنان فقط في حين ان عددا كبيرا منها محصور وجوده في منطقة الشرق الاوسط في العالم. وقالت كلاب الى انه تم دوليا تصنيف الجبل المقابل للمحمية الذي يفصله عنها مجرى ماء كممر مهم للطيور المهاجرة من اوروبا واسيا الى افريقيا ذهابا وايابا الامر الذي يجعل منها موقعا علميا مهما لمراقبة هذه الطيور ومكانا مثاليا للمولعين بعلم الطيور.
واقدمت الجمعية بالتعاون مع لجنة المحمية وخبراء في علم النبات وعلم الطيور والسياحة البيئية على تدريب 40 ناشطا بيئيا من شباب القرى المجاورة للمحمية ليكونوا مرشدين داخلها بالاضافة الى اصدار منشورا عن المحمية وقرصا مدمجا عن النباتات التي تم احصاؤها. وتعهدت الجمعية بمتابعة التعاون مع لجنة المحمية لتسويق الزيارات محليا ودوليا وتنسيق رحلات منظمة بمساعدة المرشدين البيئين فضلا عن العمل على شق ممرات جديدة داخل المحمية.
التعليقات