إقرأالمزيد:

تحديات اقتصادية كثيرة تنتظر الحكومة اللبنانية المقبلة

إيلاف تسأل اختصاصيًا عن التأثير الاقتصادي لتأخير الحكومة

موسى: لبنان يعيش مرحلة رخاء اقتصادي وفقر سياسي

أكثر من عشرة ملايين ليرة مخصصات النائب شهريًا في لبنان

الإدعاء على رجل الأعمال اللبناني عز الدين بجرم الاختلاس

ترايسي أبي أنطون من بيروت: أيام قليلة ويبدأ بعدها العام الدراسي الجديد في لبنان، ولهذا العام الدراسي المتجدد سنويا ازمة اجبارية وصرخة ألم تتكرر في مطلع كل عام. الأهالي يئنون من وطأة الاقساط الدراسية في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة، والأعباء لا تقتصر على الاقساط بل تتعداها لتطال كل ما له علاقة بالمدرسة، بدءا من القرطاسية والكتب وصولا إلى اللباس الرسمي الاجباري في غالبية المدارس اللبنانية، ووسائل النقل ونشاطات العام الدراسي.... كلها مصاريف يصبح مجرد ذكرها كابوسا يؤرق أرباب العائلات اللبنانية.

شهر أيلول/ سبتمبر اللبناني تحول شهر خوف بامتياز. خوف من تحول معاناة اللبنانيين إلى واقع قد يدفعهم إلى عدم تأمين المدارس quot;اللائقةquot; لاولادهم، خصوصا في ظل السمعة quot;السيئةquot; للمدرسة الرسمية المجانية في لبنان، من دون ان يضطروا إلى اعلان افلاسهم ورفع راية الاستسلام.

فمنذ اعوام أصبحت المدرسة الخاصة حكرا على طبقة من اللبنانيين هي فئة الميسورين quot;المتنعمينquot; والمدارس الرسمية لفئة quot;الفقراءquot;، وذلك بسبب ما تتطلبه المدرسة الخاصة من متطلبات مالية قد تفوق بأشواط خلال عام واحد، معدل الدخل السنوي للمواطن العادي.

وقبل أن يدخل التلميذ المدرسة، تبدأ معاناة شراء الكتب. فهذه في غلاء مستمر لأن معظمها يتأثر بالدولار واليورو، وادارات المدارس - بعضهم يقول بالتواطؤ مع الناشرين والمستوردين- تغير بعض الكتب كل عام حتى يبلغ سعر بعضا منها 60 دولارا ما يمنع الأهالي من من شرائها مستعملة. وهنا، يقول أحد الآباء الذين تحدثوا إلى quot;ايلافquot; خلال جولة في المكتبات ان quot;القصة ما عادت توفّي معهمquot; (وهي عبارة لبنانية تدل على شجع التجار).

اما الكتب التي نجت من التغيير، فهي طوق النجاة للاهل الذين يعمدون إلى تلقف المستعمل منها وشرائها عبر عدة طرق. فإما أن يتفق الاهل في ما بينهم على تبادل كتب أولادهم، او ان يتم استبدال الكتب بأخرى مستعملة من المكتبات، رغم أن بعض اصحاب هذه المكتبات يعمد على استغلال هذا الوضع وذلك برفع سعر الكتاب المستعمل اذا ما توفرت فيه صفات الكتاب الحديث. ورغم ذلك يرى الزبون- الاب نفسه مضطراً لشرائه خاصة ان سعره مهما ارتفع يبقى اوفر من الجديد.

يقول فادي مسلّم وهو اب لولدين في المرحلة الثانوية أنه لم يعمد يوما إلى شراء الكتب المستعملة لولديه خصوصا، عندما كانا صغيرين quot;أما اليوم فالوضع أصبح لا يطاق والكتاب المستعمل لا يختلف بشيء عن الجديد في المعلومات التي يقدمهاquot; كما ان quot;الاولاد كبروا ووصلوا الى درجة معينة من الوعي تمكّنهم من المحافظة على الكتب والاعتناء بها وان كانت مستعملة.quot;

وعند الانتهاء منمسيرة العذاب مع الكتب، يأتي دور القرطاسية التي تتطلب هي الاخرى رصدا لموازنة خاصة بها تصل احيانا إلى مبالغ خيالية. فهنا لا ينفع المستعمل ولا يباع.

وبالنسبة إلى ريما عبود، أم لاربعة اطفال، quot;القرطاسية أصبحت أهم من الكتب المدرسية بالنسبة الى الأطفالquot;، خصوصا quot;في ما يقدمه التجار الذين جعلوا من التلاميذ الصغار متسوقين صعبي المراس يملكون نظرتهم الخاصة والمكلفة الى الحقائب المدرسية والأقلام المتنوعة وغيرها الكثير من المستلزمات المدرسية.quot;

عن هذه النظرة يقول روني عون المدير العام لاحد المخازن الكبرى في بيروت أن العامل التسويقي يؤدي دورا كبيرا جدا مع الاطفال. quot;فكم والد او والدة باستطاعته رفض طلب أطفاله او مقاومة دموعهم وهم يطالبون بابطالهم الكرتونيين المفضلين مطبوعين على الحقائب والاقلام ومطرات المياه وغيرها؟quot; فهؤلاء سيضعفون ويقنعون انفسهم بشراء القرطاسية مهما غلت خوفا على ابنائهم من الاحساس بعقدة ما بين الزملاء والاصدقاء الذين نجحوا في الحصول على آخر quot;موضة في القرطاسيةquot;. ويقول عون مازحا، إنما ببعض الجدية في الوقت نفسه، ان quot;سبايدرمانquot; وquot;دوراquot; وquot;هانا مونتاناquot; وquot;المصارعين الاميركيينquot; تحولوا العامل التسويقي الاهم في فترة العودة الى المدارس.

ويقول أحمد عباني، وهو رب اسرة وصاحب مؤسسة تجارية صغيرة، إنه يعيش حالة استنفار وحرب مع الأولاد كل عام عند شراء المستلزمات الدراسية. فالأطفال المتأثرون عموما بالأبطال في رسوم الكرتون quot;يصبح همهم الوحيد الحصول على صورة بطلهم على حقائبهم مما يجبرنا على تلبية رغباتهم خوفا من تأثير ذلك عليهمquot;. ويخبر عباني عن quot;وجود بدائل مقلدة في عدد من الاسواق أرخص ثمنا، تساهم في تخفيف العبء المالي الذي تتكبده كل أسرةquot;.