وزير الاعلام السوري محسن بلال يتبادل الحديث مع وزير الاعلام اللبناني طارق متري خلال جلسة لمؤتمر وزراء الاعلام العرب في دمشق (أرشيفية)

قال وزير الإعلام السوري الدكتور محسن بلال إن احادية القرار التي طبعت التصرف الأميركي لأعوام بدأت تهتز، وأكد الوزير السوري لـ quot;إيلافquot; انه سيبدأ قريبًا جولة على دول في أميركا اللاتينية تهدف إلى تعزير العلاقات الثنائية، ولتقديم الشكر لمواقفها الداعمة لقضايا المنطقة. وتوقف بلال عند خطاب أوباما الذي وجهه إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة، وقال إن كل وعود الرئيس الأميركي لم تتحقق على الرغم من أنّ خطابه لاقى ترحيبًا واسعًا لدى الأوساط العربية.

بيروت: وقال الوزير بلال لـ quot;إيلافquot; إنه سيبدأ بعد أيام، موفدًا من قبل الرئيس بشار الاسد، جولة على عدد من دول أميركا اللاتينية لشكرها على موافقها الداعمة للقضايا العربية والتباحث في سبل تعزيز العلاقات معها، والإطلاع على توجهاتها لتكوين محور فاعل يشكل أداة ضغط على المجتمع الدولي بحيث تخرجه من دائرة الإنصياع الى التفرد الاميركي بمصائر الدول والشعوب.
وأوضح بلال أن تحركه يأتي انسجامًا مع النهج الذي وضعه الرئيس الاسد من منطلق أن سوريا ليست معزولة عن العالم بل هي جزء أساس فيه وعليها الإنفتاح والتعامل مع كافة الدول بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق أماني الشعوب العربية.

وفي حديث الى التلفزيون السوري، توقف الوزير بلال عند الخطاب الذي ألقاه الرئيس أوباما في القاهرة وما ورد فيه من كلام وأفكار لقيت ترحيبًا واسعًا لدى الاوساط العربية خصوصًا لجهة إعلان التزامه بتحقيق السلام العادل والشامل للموضوع الفلسطيني لمسألة الصراع العربي ــ الاسرائيلي، وتأكيده فصل الإسلام عن الإرهاب والتعهد بجعل العراق أكثر أمنًا واستقرارًا، الى غير ذلك من العناوين التي بشرت بعهد اميركي جديد يصحح صورة أميركا في أذهان الناس ويزيل آثار السلبيات التي طبعت العهد السابق.

ورأى بلال أن كل ما وعد به الرئيس الاميركي لم يتحقق شيء منه، لافتًا على سبيل المثال ــ الى طلبه من اسرائيل وقف بناء المستوطنات، فإذا بها تضاعف من إنشائها من دون أن تحرك الإدارة الأميركية ساكنًا، ومن هنا التساؤل كيف يمكن للرئيس الاميركي الذي لم تصغ إليه اسرائيل أن يأتي بالسلام الى المنطقة، علمًا أن إسرائيل نفسها غير راغبة فيه، على الرغم من سماع بعض الأصوات المنادية بالسلام والمتقدة لسياسة الحكومة الاسرائيلية بهذا الشأن.

وأورد وزير الإعلام السوري في هذا السياق ما نشرته صحيفة quot;هآرتزquot; الاسرائيلية قبل ايام، حيث وصفت وزير الخارجية افيغتور ليبرمان بالرجل غير المرحب به في الشرق الاوسط وأميركا بعد أن حول وزارته الى مقر للتهريج والعبث، واعتبرت أن اسرائيل في أيدي حكومة غريبة شاذة تخدع مواطنيها وأصدقاءها، وكرر بلال التزام بلاده بالسلام العادل والشامل، عارضًا ما بذلته في هذا الإتجاه بدءًا من مؤتمر مدريد الذي أرسى نظرية الأرض مقابل السلام، وشدد على تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، كما ذكر بمبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت العام 2002، وقوله بعد ذلك في قمة الكويت التي عقدت هذا العام، بأن للصبر حدودًا في مسألة الإلتزام بها.

وبدا وزير الإعلام السوري الدكتور محسن بلال متفائلاً الى أبعد الحدود في ما يخص مستقبل العلاقات السورية ــ اللبنانية إذ قال إن اللقاء الذي تم بين الرئيس بشار الاسد ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري شكل نقطة تحول وفاصلاً بين عهدين، عهد ما قبل الزيارة، وهو العهد المؤلم والمحزن والمفجع، وعهد ما بعد الزيارة الذي نتطلع فيه جميعًا الى التعاون البناء والمنظم والصادق على قاعدة الإحترام المتبادل وجعل العلاقات بين البلدين نموذجًا لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية ــ العربية.

وأكد بلال أن لبنان المعافى القوي مع الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري وحكومة الوحدة الوطنية التي حرصت سوريا على تشكيلها بالتعاون مع المملكة العربية السعودية ولبنان الجيش والمقاومة والصمود، لا خوف عليه بعد اليوم.

وردًا على سؤال يتعلق بتخوف بعض اللبنانيين من أن يعود الوجود السوري الى لبنان من الشباك بعد أن خرج من الباب، أجاب بلال أن محبة الشعب السوري لأخيه الشعب اللبناني، ما يجمع بين الإثنين من روابط قربى وغيرها، إضافة الى عاملي التاريخ والجغرافيا أكبر من أي وجود، وهي الضمان الحقيقي للرقي بالعلاقات الى درجة الإمتياز

.