حذر تقرير أميركي من خطورة بعض زجاجات الرضاعة التي تشكل خطرا على صحة الأطفال لاحتوائها على مادة كيميائية سامة.

حمل تقرير وضعه المعهد الأميركي المكسيكي لبحوث رعاية الصحة العامة ومقره في العاصمة المكسيكية معلومات تثير القلق. فهو تحدث عن مادة تدخل في صناعة معظم الأدوات المنزلية البلاستيكية منذ سنوات طويلة، وبالأخص زجاجات الرضاعة للأطفال وتتسبب في أضرارا صحية كبيرة. والمقصود هنا مادةquot;بيسفنول أي quot;التي تتواجد ايضا في صناعة مواد البناء وقطع غيار السيارات وغلافات الاقراص المدمجة وحشوةالاسنان.
والنقاش الحاد اليوم بين العلماء حول ما اذا كان لهذه المادة التي لها مفعول يشبه مفعول الهرمون الانثوي الاستروجين تأثير سلبي على الصحة، بينما يصف مكتب الصحة الفيدرالي لسلامة المواد الغذائية في الولايات المتحدة ذلك بانه ادعاءات لا صحة لها. وبالنسبة لصناعة المادة الاصطناعية المسماة بوليكربونات ويصنع منها الورنيش والصمغ وغيرها فان مادة quot; بيسفنول أي quot; من المواد الأساسية التي تعتمد عليها الصناعات الكيمائية. ويتم سنويا إنتاج الملايين من الأطنان منها وتحقق أرباحا طائلة. ولانها تدخل في صناعة الأكياس التي تلف بها المواد الغذائية المجمدة او المحفوظة فان آثارها تظل عالقة وتجد طريقها الى أعضاء جسم الانسان.
والتقرير الأميركي المكسيكي اعتمد في مضمونه على تجارب أخضع خلالها للفحص والمراقبة أكثر من 2500 شخص على مدى ثلاثة أعوام، حيث كان يحلل يوميا بولهم، فعثر لدى 93 في المئة من المشاركين وبالاخص من النساء والأطفال على اثار لمادة quot;بيسفنول أيquot;. ولقد فتح هذا التقرير النقاش مجددا بين العلماء ومصانع الاغذية حول ما اذا كانت العناصر الهرمونية في هذه المادة نشطة وتلحق الضرر بالانسان ام لا، لذا يجب التأكد من ذلك. ودعّم العلماء حججهم بالقول خلال أعوام طويلة وجدت أدلة بان تراكم كميات من مادة quot;بيسفنول أيquot; قد تشكل خطرا على حياة الانسان.
وفيما يتعلق بالتجارب التي أجريت على الحيوانات تشكل موقفان، ففي الوقت الذي أكدت فيه التحليلات التي مولت من قبل مصانع لانتاج المواد الغذائية المجلدة والمحفوظة بانه لا مبرر للقلق من ان تدخل مادة quot; بيسفنول أي quot; صناعة أدوات واغراض منزلية يستعملها الانسان اشارت الدراسات المستقلة بان هذه المادة يمكنها ان تسبب تلفا لنمو الأعضاء التناسلية او الجهاز العصبي. والاكثر عرضة لهذه المخاطر هم الرضع والأطفال. فالام تنقل المادة التي امتصها جسمها لسنوات الى جنينها عندما تكون حامل وعن طريق حليبها عند إرضاعه، يضاف الى ذلك إرضاع الطفل بزجاجة بلاستيكية تدخل مادة quot; بيسفنول أي quot;. وسبق ان أكدت دراسات أجريت في كوريا الجنوبية ومؤسسات أميركية اخرى هذا الأمر، بعد العثور على بقايا مكثفة من هذه المادة في الحيوانات التي اجريت عليها تجارب، كما وان الحكومة الكندية اعلنت في شهر نيسان( ابريل) الماضي منع بيع زجاجات رضاعة للاطفال مصنوعة من مادة بوليكربونات. ولقد اظهر المكتب الوطني لعلوم السموم الذي فحص مادة quot; بيسفنول أي quot; بتوكيل من وزارة الصحة الأميركية قلقه من تأثيراتها السلبية على الانسان كما ظهر خلال التجارب التي اجريت على الحيوانات، لذا من الافضل ان تستخدم الام اذا ما امكن زجاجات الرضاعة المصنوعة من الزجاج بدلا زجاجات البلاستيك.