توصلت دراسة جديدة الى ان القرود أيضا تمر بأزمة منتصف العمر وبالتالي فان الرجل متوسط العمر لم يعد قادرا على تحميل الوظيفة أو الحياة العائلية مسؤولية هذه الأزمة.



كانت ابحاث في السلوك البشري كشفت اتجاها بات ثابتا الآن يتمثل في هبوط مستوى سعادتنا بعد الطفولة حتى منتصف العمر عندما نعود تدريجيا الى الشعور بالرضا من جديد.
واكتشف باحثون الآن ان النمط نفسه يوجد بين قرود الشمبانزي والاورانغ اوتان التي تكون في ذروة سعادتها خلال السنوات الأولى والأخيرة من حياتها ولكن سعادتها تهبط الى أدنى مستوياتها في منتصف العمر.
وإذا كان من المغري للرجل متوسط العمر ان يتهم أعباء الحياة الحديثة بالمسؤولية عن برمه وتذمره فان الدراسة الجديدة تشير الى أن أزمة منتصف العمر قد تكون متأصلة في جيناتنا.

وقال البروفيسور اندرو اوزولد من جامعة وريك البريطانية ان فريقه من الباحثين يأمل بحل لغز علمي شهير هو لماذا تتبع سعادة الانسان منحنى أشبه بحرف U خلال سنوات حياته. واضاف ان فريقه وجد ان السبب ليس اقساط القرض العقاري أو الزواج الفاشل أو الهواتف الخلوية أو أي مظهر من مظاهر الحياة العصرية لأن القرود ايضا تمر بأزمة في منتصف عمرها وهي ليست مثقلة بمثل هذه الهموم.

ودرس الباحثون تقارير عن سلوك اكثر من 500 قرد أعدها الأشخاص المكلفون بالعناية بها ورعايتها أو علماء أو متطوعون آخرون عايشوها طيلة حياتهم.وقال الباحثون في ختام دراستهم هذه التقارير ان سعادة القرود تكون كبيرة عموما في سنوات الطفولة والشباب وتهبط في منتصف العمر ثم ترتفع مجددا في سن الشيخوخة.
ولا تستبعد الدراسة تأثير القوى الثقافية والحضارية على امزجتنا ولكنها تشير الى ان العوامل البيولوجية قد تكون سببا من أسباب هذا الشكل الشبيه بحرف U الذي يتخذه منحنى السعادة في حياة البشر.

ويمكن ان يُفسر هذا الاتجاه بارتباط السعادة بطول العمر ، بمعنى ان احتمالات السعادة القصوى تكون أكبر بين البشر والقرود الذين يعمرون أطول أو ان التغيرات التي تحدث في الدماغ مع تقدمنا في السن تؤثر في مستوى سعادتنا.

وقد يكون هناك تفسير ثالث هو ان البشر والقرود الأكبر سنا يمضون وقتا أكبر في عمل الأشياء التي يتمتعون بها أو أنهم يحددون لأنفسهم اهدافا ممكنة فيشعرون بالسعادة والرضا حين ينجحون في تحقيقها ، بحسب الباحثين.