يؤكد المختصون النفسيون والاجتماعيون أن الرجال يمرون بما يسمى بأزمة منتصف العمر التي تكون عادة في الخمسينيات من العمر لكن بشكل مختلف عن النساء لأنه في مثل هذا العمر يكون الشباب وما يحمل معه من مقدرة ونشاط قد ابتعد في حين لم يصلوا بعد إلى سن التقاعد .

يقول المختصون النفسيون أن الرجال في الخمسينيات يقفون في الأغلب أمام سؤال كبير في حياتهم الخاصة يتمحور حول التفكير ببدء صفحة جديدة من حياتهم مع نساء شابات أو التخلي عن هذا التفكير وتفضيل الاستمرار مع زوجاتهم وما يحمل لهم ذلك من راحة وهدوء مضمونتين .
ويرى هؤلاء أن القرار النهائي للرجل في اختيار الطريق الذي سيسلكه يتوقف على الصوت الداخلي الذي يصغي إليه معتبرين بان التوصيف الاجتماعي والنفسي للرجل في الخمسينيات هو انه رجل اكتسب تجربة غنية في الحياة وفي اغلب الأحيان يكون من أصحاب المال أو الجاه ويتمتع بنوع من الجاذبية فيما يمثل إعجاب النساء الشابات به دعوة تحدي له بينما تنتظره في المنزل زوجة تتواجد في سن التحول .
المختصون يؤكدون أن الرجال في الخمسينيات من العمر تتنازعهم الرغبات والتوق من جهة وبين الصوت الداخلي العقلاني من جهة أخرى وتتمحور حول الأفكار التالية :
الزوجة شريكة حياتية معروفة
ــ الرغبة : إن الزوجة تلتقي بها يوميا أما عندما تكون بجوار فتاة شابة جميلة فانك تمتلك شعورا لا يمكن تعويضه فالحياة معها كالسير في سيارة سريعة أي انطباعات جديدة وأدرينالين على خلاف الوضع في المنزل .
ــ الصوت الداخلي : إن هذا الوضع لا تتحمل مسؤوليته الزوجة فقط وإنما هو مسؤولية مشتركة ومن المهم في العلاقة الزوجية توفر الانسجام وفي كل الأحوال فنحن لم نعد متوحشون كي نعيش فقط من أجل الجنس والشهوات .
التمتع بالحياة طالما ذلك ممكنا
ــ الرغبة : تمتع بحياتك طالما تستطيع ذلك وطالما أن النساء الشابات يرغبن بك لأنه عندما تحل الفترة التي تفتح الحبات الزرقاء فقط الطريق نحو الوقت الجميل يكون الأمر قد أصبح متأخرا .
ــ الصوت الداخلي : ولماذا تريد تحطيم النظام الذي يعمل بشكل جيد وان كان مملا بعض الشيء وهو نظام العلاقة مع الزوجة ؟ وما هو موقف ضميرك . إن الجنس ليس كل شيء والأفضل التمتع بالراحة والهناء في المنزل .
لست عجوزا بعد
الرغبة : لقد أظهرت لي الصديقة الشابة الحياة من جوانب أخرى فمنذ بدء صحبتنا بدأنا بالتردد إلى أماكن التدريب الرياضية ولذلك تحسنت لياقتي الجسدية وشاهدت معها أفلاما لم أشاهدها طوال عمري السابق وبعد هذا يبدأ الإنسان بالنظر إلى الحياة بعيون أخرى أما الذهاب مع الزوجة مرة في الأسبوع للتسوق فلا يمكن القول بأنه كسر للحياة النمطية المملة .
الصوت الداخلي : إن امتلاك عشيقة أو صديقة شابة يعني عمليا ارتفاع التكاليف المالية بشكل كبير وعندما يكون الإنسان في الخمسينيات يتوجب عليه أن يوفر كل قطعة نقدية ولو كانت صغيرة ثم ما العيب في مشاهدة فيلم تلفزيوني مع الزوجة ثم التوجه إلى النوم في الساعة العاشرة ليلا ؟
أريد أن أكون كاملا
الرغبة : إن امتلاك عشيقة أو صديقة في الخمسينيات يمثل تحديا للرجل في الخمسينيات وبسبب ذلك يمكنه أن يتعلم الكثير من الأشياء وتغيير خزانة ملابسه وتحسين لغته الأجنبية وتعلم الرقص ولعب التنس ..
الصوت الداخلي : لن أحول نفسي إلى مهرج بعد هذا العمر ولن أصبح شخصا آخر بعد هذا العمر إضافة إلى انه يتوجب علي الاقتصاد ليس فقط في النفقات وإنما في الطاقة وعندما أريد أن تعجب بي زوجتي فيكفي أن اشتري لها باقة من الورد أو هدية صغيرة وسيكلف ذلك بالتأكيد اقل من القيام بنزهة مع صديقة شابة إلى أماكن السهر الليلية .
البداية من جديد
ــ الرغبة : لم تنجح تجربتي الأولى فقد تزوجت تلك المرة عندما كنت شابا طائشا وتصوراتي عن الحياة لم تكن على الشكل الذي عشته أما الآن فلدي فرصة كي أبدأ من جديد إلى جانب فتاة شابة وبشكل أفضل ولم لا ؟ إذا لم يتم الأمر الآن فلن يتم في أي وقت آخر.
الصوت الداخلي : وماذا إذا كان الأمر لن يؤدي إلى تحسن بل إلى تدهور ؟ وماذا تريد الآن بعد هذه السنوات من العيش المشترك ؟ ولماذا تريد الدخول في علاقة جديدة غير مضمونة النتائج وفي كل الأحوال ليس هناك أي وصفة تقول بان التغيير يمكن أن يكون نحو الأفضل ولذلك فمن الأفضل التمسك بما هو مضمون ومعروف .
الأولاد كبروا وقت الفراغ كبير
ــ الرغبة : لم يعد هناك حاجة للتفكير بالأطفال طالما تزوجوا واستقلوا ولم يعودوا بحاجة إلى رعاية وإشراف من الأهل ولذلك فالرجل يمتلك أخيرا وقتا كافيا للتمتع بحياته فلماذا لا يمضيه في المسرات ولتكن إقامة علاقة مع امرأة بنوع من السرية والكتمان تغني حياته .
ــ الصوت الداخلي : عندما يستقل الأولاد فان ذلك يعني امتلاك الفرصة للتمتع بأوقات الفراغ و القيام بما لم يتم تنفيذه في السابق بسبب العمل وتربية الأطفال وهناك الكثير من الكتب التي لم يكن هنالك وقت للإطلاع عليها أو أماكن جميلة يمكن السفر إليها مع الزوجة .
الرجل الفذ هو الذي لديه صديقة شابه وجميلة
ــ الرغبة : من الواضح بأنه خلال المناسبات التي تقام في مكان العمل فانك لن تصطحب معك زوجتك وإنما يفضل أن تأخذ معك عشيقة شابة وجميلة لان الأمر هو هنا نوع من سباق السيارات فالفائز هو من يمتلك سيارة جميلة .
ــ الصوت الداخلي : إن الفذ هو الرجل الذي يرتب أوضاع منزله بشكل جيد ويكون سعيدا فيه مع عائلته أما عندما يريد الذهاب مرة أو مرتين في العام إلى السينما أو المسرح فلا يحتاج إلى صديقة شابة فهو يتجه إلى مراكز ثقافية يريد بعدها الحديث عما شاهدنه مع أشخاص لديهم دماغ في رؤوسهم ولا يفكرون باتجاه واحد .
يصعب مقاومة العروض الكثيرة
ــ الرغبة : من الأشياء المسرة الحصول على إعجاب النساء الشابات فلماذا يتوجب الوقوف جانبا عندما يرغبن الشابات بذلك فالرجل الساذج هو الذي يرفض .
ــ الصوت الداخلي : يتوجب على الإنسان أن يرى أطول من انفه وأن لا يتهور بمجرد سماعه كلمات فارغة أو لدى مشاهدته وجوه جميلة لان الثمن الذي يمكن دفعه لاحقا لا يستحق هذه المخاطرة كما أن الشابات لا يفكرن بإقامة علاقة جدية مع الرجال في الخمسينيات وإنما فقط يقمن بالاستفزاز والتلاعب بالمشاعر.