بغداد: تنتشر البدانة بين النساء العراقيات لتصبح ظاهرة بارزة في الشارع مثلما في المؤسسات والدوائر حيث تتواجد المرأة. تبلغ البدانة أوجّها بين النساء ممن تجاوزن السادسة والعشرين ، وكلما كبر سن المرأة زاد وزنها في المجمل العام ، كما ان هذه النسبة لا تقتصر على فئة معينة من النساء ، لكنها تزداد بصورة أكبر بين ربات البيوت والعاطلات عن العمل.

إذا كان الرجل العراقي يلجأ الى الى الرياضة و اتباع أسلوب غذائي معين للقضاء على السمنة فان النساء يلجأن ، إضافة الى ذلك ، الى جراحة التجميل كبديل عن التمارين الرياضية ومراكز اللياقة البدنية التي تتطلب جهدا ووقتا لا يتوفران لدى الكثير من النساء. ولا تقتصر أضرار البدانة على الشخص البدين نفسه بل تؤثر في الفعاليات الاقتصادية المجتمعية ، وتضعف القدرة على العمل اضافة الى ما تسببه من الأمراض . ولا تتوفر احصائية دقيقة عن عدد النساء البدينات في العراق ، لكن الدكتورة صباح محمد ترى ان نحو 75 بالمائة من النساء العراقيات يعانين من الوزن الزائد ، في شكل تجمعات من الشحوم في البطن والخاصرة والفخذين.

وتشير صباح الى ان أغلب النساء اللواتي يعانين من الأمراض هن من النساء البدينات ، عدا ان أغلبهن لا يمارس فعاليات رياضية وصحية تقلل من السمنة. تتابع صباح: ما يميز المرأة العراقية أنها قصيرة القامة ، ومعدل طولها يبلغ نحو 160 سم ، كما تبلغ اوزان النساء بعد الثلاثين اكبر من الوزن المثالي الذي يتناسب مع الطول والوزن وهو 63 كيلوغراما. وتضيف صباح: اضافة الى قلة الحركة والإفراط في الأكل والغذاء غير الصحي الذي يحتوي على الدهون والسكريات ، فان لحبوب منع الحمل دورا كبيرا في زيادة الوزن بسبب احتوائها على هرموني الاستروجين والبروجسترون الذين يسببان نقص السوائل وزيادة الوزن .

وتشير آخر إحصائية حول نسبة البدانة في العراق والصادرة من منظمة الصحة العالمية العام 2010 إلى ان نسبة السمنة في العراق ارتفعت الى 19% للإناث. واحدى دلائل البدانة ما تصرح به أم فرح (45 سنة) التي تعاني من فرط الزيادة الكبيرة في الوزن اذ يبلغ وزنها نحو مائة كيلوغرام ، فيما لا يتعدى طولها ال 155 سم . وفي محاولة لتقليل وزنها لجأت ام فرح الى حبوب طبية للنحافة ، لكن ذلك لم يحقق النتائج المطلوبة . وبحسب المعايير الطبية ، لا تعتبر السيدة بدينة الا اذا تجاوزت 73 كغ اما اللواتي وزنهن 65- 73 كغ فهن زائدات الوزن .rlm; وما يثير في الامر ، انتشار ظاهرة اللجوء الى الجراحة التجميلية لشفط الدهون وإزالة السمنة.
إلا ان ما يقلق بحسب خبيرة التغذية كوثر حسن قلة ارتياد مراكز اللياقة البدنية من قبل النساء لتقليل الوزن عبر الرياضة ، وفي بغداد فان نسبة اقبال النساء اكبر مما هو عليه في المدن الاخرى حيث تنعدم تقريبا نسبة الاقبال على هذه المراكز التي هي نادرة أيضا.

الجراحة التجميلية

تقول سهير محمد الموظفة في البنك انها تفكر في اللجوء الى خيار الجراحة التجميلية بعدما فشلت في اتباع حمية غذائية تقلل من وزنها. وتتابع : ممارسة الرياضة في مجتمع محافظ امر صعب حتى في البيت حيث تتعدد مشاغل الشؤون المنزلية . وسعت سهير الى تقليل وزنها عبر اتباع نصائح غذائية لكن ذلك لم يسفر عن نتيجة . الناشطة الاجتماعية كوثر حسن تشير الى حملات التوعية التي تقوم بها منظمات نسوية بالتعاون مع الجهات الصحية ، بعدما لوحظت ظاهرة النساء البدينات بشكل بارز في المجتمع. وبحسب حسن فان فعاليات التوعية تشمل حث النساء على تجنب تناول والدهون واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة.