لا يتظاهر سكان براغ على رأس كل ساعة بشكل منتظم بالقرب من الساحة القديمة للمدينة كما يبدو للوهلة الأولى بالنسبة للسائح الذي يزور براغ للمرة الأولى وإنما يكمن هدف التجمع الذي يمكن مشاهدته طوال ساعات النهار والمساء في التطلع لدقائق قليلة إلى الساعة الفلكية الموجودة على الجهة الجنوبية من برج بلدية العاصمة القديم .

تعتبر ساعة براغ الفلكية من أهم المعالم في براغ وفي تشيكيا وفي أوروبا كونها تعتبر تحفة فنية وتاريخية ودليلا على المستوى الرفيع للعلوم وصناعة الساعات في تشيكيا خلال القرن الخامس عشر وما أعقبه الأمر الذي يظهر من خلال حقيقة أن ثلاثة أرباع قطعها تزال أصلية أي لا تزال هي نفسها التي بدا العمل بها منذ القرن الخامس عشر حتى الآن .
تتألف الساعة من 350 جزءا وقطعة تتوزع على ثلاثة أجزاء رئيسية، الأول يشكله الجزء الفلكي الذي يمكن عن طريقه قراءة الأوقات والدورات الفلكية وموقع الشمس والبروج الفلكية وموقع القمر فوق أو تحت الأفق وموقعه بالنسبة للشمس ، والثاني يتضمن روزنامة أو تقويماً فلكيا على شكل دائرة قام بتركيبها الرسام يوزيف مانيس في القرن التاسع عشر، فيما يتضمن الجزء الثالث الموجود في الأعلى نافذتان صغيرتان تتضمنان تماثيل خشبية صغيرة لرسل المسيح تتحرك بشكل دائري على راس كل ساعة حيث يطل الحواريون منها
بترافق مع قرع للأجراس وحركات تؤديها تماثيل لهياكل عظمية صغيرة، أما عند الانتهاء من التنبيه إلى الوقت فيخفق ديك بجناحيه معلناً اكتمال الساعة كما كان يحدث ذلك قبلعدة قرون.
وتشير المصادر التاريخية التشيكية إلى أن أول إشارة إلى هذه الساعة ظهرت في 14 تشرين الأول أكتوبر من عام 1410 ويتبين منها بان احد الساعاتيين و اسمه ميكولاش قام بهذا العمل الفني وقد اعتمد في ذلك على حسابات احد أفضل علماء الفلك والرياضيات البراغيين آنذاك وهو يان شيندل الذي كان طبيبا خاصا للملك فاتسلاف الرابع وترأس جامعة كارلوفا بدءا من عام 1410 وكان زميلا للمصلح الديني التشيكي المعروف يان هوس .
وتوارى الشكل الأصلي لساعة laquo;اورلويraquo; خلال الحرب الهوسية، غير أن الساعة عادت إلى الظهور مجددا في منتصف القرن الخامس عشر بعد أن أصلحها وطورها يان هانوش ومن بعده يان تابورسكي وأخذت الشكل الأقرب إلى الشكل الحالي. وشهدت الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية قصفا تعرض له وسط براغ الأمر الذي جعل مبنى بلدية المدينة يصاب والى تضرر ساعة اورلوي بشكل بالغ ولذلك طلبت بلدية العاصمة بعد الحرب من شركة هايتر المشهورة للساعات تقييما حول مدى الأضرار التي لحقت بالساعة وحول إمكانيات تصليحها فنصحت الشركة بإزالة الجسم الميكانيكي من الساعة وتركيب آليات جديدة غير أن احد العاملين في الشركة وبتجاهل واضح لقرار شركته قام بفك الساعة وإصلاحها ثم أعاد تركيبها الأمر الذي جعله ينقذ الساعة ويبقيها على تميزها كواحدة من أقدم ساعات الحائط في العالم .
ويعترف العديد من المشرفين على هذه الساعة في بلدية براغ بان فهم آلية عملها يصعب على غير المختصين إدراكه تماما غير أن الساعة تظل رغم ذلك واحدة من أهم أثار العاصمة التشيكية وبالتالي فان المرور في براغ من دون زيارتها سيعني عدم مشاهد اهد المعالم الأساسية للعاصمة التشيكية.