الى ان تلتقي بشخص يعاني من الاكتئاب، لا يمكن ان تتصور مدى صعوبة هذا المرض النفسي وتأثيره السلبي والمباشر على صاحبه وعلى كل من يمت له بصلة... لكن يبقى الحمل الاكبر على عاتق الشريك دون سواه.


الشريك quot;الكئيبquot; هو الذي ترونه حزينا على الدوام ويعاني من الوحدة القاتلة والخوف المستمر من دون ذكر أسباب مقنعة....quot;الكئيبquot; تزعجه رؤية الناس الفرحين فيتساءل على الدوام quot;ما الذي يجعل هؤلاء المجانين يضحكون؟ وهل من سبب؟!!quot;.

ان تكونوا على علاقة حب مع شريك يعاني من الاكتئاب، فهذه هي نصائحنا لك:

_ لا تلم نفسك:

أهم ما يجب ان تتذكره هو ان اكتئاب الشريك ليس خطاك على الاطلاق ولا داع للشعور بالذنب. فالاكتئاب مرض جدي وخطير، وهو لا يحدث بسبب شخص او حدث معين، بل هو اختلال في التوازن الكيميائي نتيجة عدة عوامل قد تكون وراثية او تراكمات من مرحلة الطفولة ...ومن المستحيل ان تسيطر عليه والحل quot;قدquot; يكون لدى معالج نفسي مختص دون سواه.

_ لا تجعل سعادته مهمتك وحدك:

هنا ايضا يجب ان تتذكر انك لست المسؤول عن مرضه، بالطبع عليك المحاولة في اسعاده وخلق جو من الدفئ والحنان من حوله لكن بالاغلب هذه الخطوات لن تأتي بنتيجة، لتجد نفسك مصابا في خيبة امل مدمرة آخر النهار. الكآبة مرض بكل ما للكلمة من معنى، والاجواء المضحكة والمسلية اشبه بمحاولة رش الماء فوق المحيط وانتظار تغيير.

_ لا تأخذ تصرفاته بشكل شخصي:

الاكتئاب يمكن أن يجعل الناس يتفوهون بأشياء سيئة حقا دون ان يكون المقصود منها جرح او اهانة احد. هؤلاء الناس غالبا ما يشنون هجوما عنيفا على اقرب الناس إليهم، مثل الشريك. وهنا، من المهم أن لا تأخذ كل ما يقوله أو يفعله بشكل شخصي. كذلك، إذا طلب منك ان تغرب عن وجهه، هذا لا يعني أنه لا أحبك. هذا يعني انه في هذه اللحظة بالذات ليس مستعدا لرؤية احد او التكلم بأي مسألة.

_ تقبل عدم تفهمه:

من المحتمل ان تعيش مع شريك كئيب دون ان تعرف الاسباب الحقيقية لكآبته. قد يكون ميسور الحال، من عائلة كريمة، بهي الطلعة، يملك وظيفة جيدة... ومع هذا يعاني من الكآبة. هنا، لا تصعب الامور على نفسك اكثر بالتساؤل عن سبب اكتئابه، فقد يكون هو نفسه يجهل السبب ولا يدري ما هذه العيشة المقززة التي يعيشها.

_ اخبره انك دائما موجود من اجله:

يكفي ان تُشعر الشريك انك تحبه وموجود دائما بقربه . ليس المطلوب منك اعطاء النصائح او التفتيش عن الحلول، يكفي عندما تراه باسوأ حالاته ان تضمه الى صدرك وتقبّله بحنان وتخبره انك تحبه.

_ استمع الى شكواه:

عندما تجده بحاجة للتكلم، حاول فقط ان تصغي اليه. هو بالاغلب يريدك ان تكون مستمع فالحلول التي تراها مناسبة قد تستفزه وتعطيه الشعور بالضعف وعدم القدرة على التحكم بالظروف. اقبله كما هو وليس كما تريده ان يكون.

_ اعطه فسحه من الحرية:

لا تخنقه بحبك واهتمامك وان طلب منك البقاء وحيدا فهذا يعني ان هذا ما يحتاجه بالظبط. خوفك من تركه وحيدا لئلا يؤذي نفسه غير مبرر، ولو اراد ان يفعلها لن يردعه احد.

_ لا تنسى نفسك:

مثلما يحتاج الشريك لبعض الوقت ليكون مع نفسه، انت ايضا لجسدك عليك حق. اخرج من وقت الى آخر برفقة الاصدقاء، واقض وقتا ممتعا ومسليا دون الشعور بالذنب. فقرار الوحدة التي يعيشها ليس بيدك وان لم تجد وسيلتك الخاصة للتمويه عن بالك، ستجد نفسك يوما ما تعاني من الاكتئاب بدورك.

_ شجعه في الحصول على المساعدة الحقيقية:

عندما تجد ان حالة الاكتئاب تتطور الى الأسوأ، فلا بد ان تطلب منه استشارة معالج نفسي للبدء بالعلاج الحقيقي. قد يرفض في بادئ الأمر ويبدي استياءا، لكن لا بأس من الاصرار او الاستعانة في هذا الموضوع بالأهل او احد اصدقائه المقربين، وبالطبع سيشكرك في احد الايام.

_ فضفض لاحد اصدقائك عما تشعر به:

ان تعيش مع شريك يعاني من الكآبة فهذا يعني جوا من الحزن على الدوام. هنا لا بد وان تتكلم بهذا الامر مع احد اصدقائك، لا بد ان تفضفض عما تشعر به. فالتكلم عن احزاننا يجعلنا نشعر اننا لسنا وحدنا في هذا العالم وهناك من يشعر بنا ويستمع لشكوانا.

_ لا تشعر بالذنب ان قررت طلب الأنفصال:

قد يصل الحال ببعض الاشخاص الى حد الاستسلام، والشعور بعدم القدرة على البقاء اقوياء قرب شخص يحتضر يوميا من الاكتئاب. لا بأس بذلك، فنحن لسنا ملائكة في هذه الحياة والانسان لا يمكن ان يعطي اكثر من قدرته. في هذه الحالة طلب الابتعاد لا يعني انك شخص سيء، بل يعني انك لم تعد تملك ما تقدمه ...وأنك بالتالي مجرد انسان.