لم يكن يعلم الأميركي جو ناجي أن إفرازات أنفه لم تكن مجرد حساسية أو نزلة برد كبقية البشر، بل كانت تسربات للسائل المحيط بالدماغ.


في قصة طبية غريبة ومحيرة في آن، اكتشف أطباء أن السائل الذي كان يخرج من أنف ناجي هو عبارة عن نزيف مياه الدماغ استمرت على مدى عام ونصف. ألقى ناجي اللوم بداية على الأحوال الجوية في أريزونا وتعرضه للحساسة، ولكن عندما تطور الأمر وأصبح المنديل حاجة أساسية طوال ساعات يومه وفشلت أدوية الحساسية قرر اللجوء إلى الأطباء.

الأمر طبعا عرّض جو لمواقف محرجة في العلن، حيث كان يعجز أحيانا عن الحصول على منديل في الوقت المناسب فينهمر السائل من فتحتي أنفه مسببا له الإحراج والخجل. وتبين بعد عدة فحوصات أن الغشاء المحيط بدماغ جو مثقوب وبالتالي فإن السائل يتسرب منه عبر فتحة الأنف. واعترف طبيب الأعصاب المعالج بيتر ناكاجي لصحيفة quot;دايلي مايلquot; أن هذه من الحالات التي يخطئ فيها الاطباء عادة لندرتها وتشابه عوارضها مع أمراض أخرى.

وأوضح الطبيب أن جسم الإنسان ينتج يوميا نحو 340 غراما من السائل الدماغي ليبقى رطبا ويحافظ عليه من الجفاف، وهو السبب الذي ابقى التسرب مستمرا طوال هذه الفترة. وقال أن السائل الدماغي واضح جدا بعكس السائل المخاطي. أما عن الأسباب فأرعها لإصابة سابقة في الرأس أو نتيجة تعقيدات طبية من عمليات جراحية في النخاع الشوكي. وخضع ناجي لجراحة ناجحة لم تتطلب فتح الرأس بل اكتفت بتمديدات طبية رفيعة ومتطورة من الأنف نفسه إلى مكان الثقب حيث تم استخدام جزء بسيط من غضروف الأنف للحم الثقب.