يتوقع أن يصبح العلاج عبر الإنترنت في هذا العصر الرقمي هو الأكثر انتشاراً خلال الفترة القادمة، وأن يصبح العلاج التقليدي الذي استمر لسنوات طويلة أمراً من الماضي.


يبدو أن ثمة تطور كبير سيطرأ خلال الفترة المقبلة على مجال الجلسات العلاجية التقليدية بالعيادات والمستشفيات، حيث ظهر توجه جديد خاص بإجراء تلك الجلسات والاستشارات عبر الإنترنت بعيدا عن النمط التقليدي الخاص بالجلوس على أريكة مريحة أمام الطبيب المعالج وتبادل الأسئلة والإجابات مع بعضهم البعض. وبحسب دراسة جديدة أجريت بجامعة زيورخ، فقد تبين أن الجلسات العلاجية التي جرى تنفيذها عبر الإنترنت قد أضحت أكثر انتشاراً بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة.

وقامت مواقع كثيرة مثل Breakthrough.com و California Live Visitبتكوين شبكة من المعالجين الذين يستخدمون الرسائل الفورية، رسائل البريد الإلكتروني وكذلك دردشات الفيديو من أجل التواصل مع مرضاهم ومساعدتهم. وللتحقق من مدى فعالية تلك الطريقة، طلب الباحثون من 6 معالجين أن يشرفوا على علاج 62 مريض يعانون من اكتئاب معتدل. وبعد أن تم تقسيمهم لمجموعتين، تلقت أحدهما العلاج على الإنترنت من خلال البريد الإلكتروني أو التراسل الفوري، والأخرى تلقت العلاج عن طريقة جلسات العلاج التقليدية المعروفة.

وتلقت كلتا المجموعتين 8 جلسات تتألف من أساليب علاج إدراكية. وقال البروفيسور أندرياس مايركر متحدثاً عن النتائج quot; تراجعت قيم الاكتئاب بشكل كبير لدى كلتا المجموعتينquot;. وتبين أن 53 % من هؤلاء الذين تمت معالجتهم على الإنترنت لم يعودوا مصابين بالاكتئاب، مقارنةً بـ 50 % من الذين تلقوا علاجاً تقليدياً.

وعاود مايركر ليقول :quot; اتضح لنا أن العلاج النفسي عبر الإنترنت يأتي بنتائج أفضل على المدى المتوسط. ودراستنا دليل على أن الخدمات الخاصة بالعلاج النفسي على الإنترنت هي إجراء تكميلي فعال للرعاية العلاجية التي نقوم بتقديمهاquot;.