أعلنت هيئة الصحة في أبوظبي عن تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا، بعد أن اكتشفت الحالة الأولى في الامارات قبل أسبوع. وأضافت الهيئة أن المصابين يتمتعون بحالة صحية مستقرة وتم عزلهم كإجراء احترازي.


أبوظبي:أعلنت هيئة الصحة في أبوظبي مساء اليوم الخميس، عن تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، لافتة الى أنها وبالتعاون مع وزارة الصحة، قامت بإجراءات التقصي الوبائي بشكل فوري كما هو معمول به في مثل هذه الحالات فور اكتشاف الحالة الأولى قبل أسبوع، حيث تم فحص ما مجموعه 136 فردًا يمثلون الطاقم الطبي المتابع للحالة وأفراد أسرة المريض.
وأظهرت نتائج التقصي الوبائي وجود أربع إصابات جديدة جميعها تتمتع بحالة صحية مستقرة، وتم عزلها كإجراء احترازي لمنع انتقال العدوى للآخرين، حيث تثار مخاوف كبيرة الآن من انتشارها في الإمارة.
وأكدت وزارة الصحة الإماراتية أنها على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، للاطلاع على آخر المستجدات العالمية حول هذا الفيروس، مشددة على أنه لا يشكل تهديداً للصحة العامة، وعليه، فإن الوزارة تطمئن الجميع بأن الحالات المكتشفة حول العالم، لاتزال محدودة الانتشار، وأن الوضع الصحي الحالي لا يتطلب أية إجراءات لحظر السفر إلى أي دولة في العالم، كما أنه لا يتطلب إجراء فحوصات مبكرة في منافذ الدول، ولا فرض أية قيود على التجارة.
وأشادت الوزارة بالتعاون والتنسيق القائم بين جميع الجهات الصحية في الدولة لمتابعة شؤون الوضع الصحي، وحرصها الدائم على صحة وسلامة الجميع.

أول إصابة
وفي الحادي عشر من تموز (يوليو) الجاري، أعلنت هيئة الصحة في أبوظبي تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لدى رجل في الـ82 من العمر في أحد مستشفيات الإمارة، حيث كان المريض يتلقى العلاج من مرض السرطان. وكانت الهيئة قد قامت بالتنسيق مع وزارة الصحة والهيئات الصحية والجهات المعنية بهذا الشأن في الدولة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة والاحترازية لمنع تفشي المرض، إلا أن الأمر لا يبدو سهل السيطرة، بعد اكتشاف 4 اصابات جديدة.
وفي أيار (مايو) الماضي، أعلنت فرنسا أن رجلاً في الـ65 نقل إلى المستشفى بعد إصابته بالفيروس التاجي، وذلك خلال قضاء إجازة في دبي، إلا أن وزارة الصحة الإماراتية أعلنت آنذاك أنه لم يتم تسجيل أي إصابة في البلاد.
وأعلنت أول حالة وفاة سببها الفيروس في حزيران (يونيو) 2012 في السعودية، وحسب آخر احصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية في 7 تموز (يوليو) الجاري 2013 تم تشخيص 82 حالة مؤكدة في العالم، توفي منهم 45.
وتسجل النسبة الأعلى في السعودية بـ65 حالة و38 وفاة، موزعة في مدن مختلفة، إلا أن أكثرها تركزت في منطقة الإحساء، والدول الأخرى التي ثبت وجود حالات فيها هي بريطانيا، قطر، الاردن، فرنسا والإمارات. ومن الملاحظ أن لجميع الحالات المرضية التي وقعت في أوروبا وتونس صلة ما بالشرق الأوسط سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة.
حالة الفيروس خطيرة
وذكرت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا أنها تجري مشاورات مستمرة حول الفيروس فيما يحاول الخبراء فهم كيفية عمله، ولم تصدر المنظمة أية توصيات أو قيود على السفر حتى الآن، لكنها دعت الدول إلى تسجيل ومتابعة الإصابات التنفسية غير المعتادة، حيث أعلنت لجنة طوارئ المنظمة أن الفيروس التاجي الشبيه بفيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارز) ليس quot;حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام عالميquot;.
وأصدرت اللجنة التي تضم 15 خبيرًا دولياً أمس الأربعاء قرارًا بالإجماع بعد الاستماع إلى تقارير من السلطات في السعودية ودول أخرى، ظهرت فيها إصابات بالفيروس التاجي.
وقالت المنظمة في بيان أصدرته في جنيف، إنه quot;بناء على هذه الآراء والمعلومات المتاحة حالياً، قبلت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان، تقييم اللجنة بأن حالة الفيروس التاجي الحالية خطيرة ومبعث قلق كبير، لكنها لا تمثل حالة طوارئ للصحة العامة تثير قلقًا عالميًا في الوقت الحاليquot;.
طبيعة الفيروس
ويؤدي فيروس كورونا إلى الإصابة بمشاكل تنفسية والتهاب رئوي ويتطور بسرعة إلى إصابة المريض بالفشل الكلوي، وهو ينتقل بين البشر لكن لا يبدو أنه شديد العدوى، خلافًا لفيروس quot;سارسquot; المشابه، والذي تسبب بأكثر من 800 وفاة قبل نحو 10 سنوات بعد أن انطلق من الصين.
وفيروس كورونا الجديد أو quot;كورونا نوفلquot;، هو فيروس تاجي تم اكتشافه في 24 أيلول (سبتمبر) 2012 عن طريق الدكتور المصري محمد علي زكريا، المتخصص في علم الفيروسات في جدة السعودية. ويعتبر الفيروس السادس من فصيلة الفيروسات التاجية، أطلق عليه في البداية عدد من الأسماء المختلفة مثل شبيه سارس أو سارس السعودي في بعض الصحف الأجنبية، وأطلق عليه مؤخرًا فيروس متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي.