زار السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري النائب ميشال عون في الرابية، وقال إنها ليست الزيارة الأولى ولن تكون الأخيرة، مرحبًا بعون في السعودية، ومؤكدًا على اتفاق آرائهما حول لبنان والمنطقة.

بيروت: تتواصل مساعي تحسين العلاقة بين السعودية والنائب اللبناني ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح النيابي. فبعد أربعة اجتماعات جمعت صهر عون، الوزير جبران باسيل، والسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، توجه السفير اليوم إلى الرابية، زائرًا عون في دارته، ليؤكد من هناك أن عون مرحب به في السعودية، وأن المملكة حريصة كل الحرص على لبنان وسيادته والسلم الاهلي فيهquot;، داعيًا المسؤولين والحكماء من جميع الأطراف إلى بذل الجهود الحثيثة لتقريب وجهات النظر ونبذ الخلافات وتغليب لغة الحوار.
تأتي هذه الزيارة موازية لتصريحات صدرت عن عون يلوم فيها حلفاءه في حزب الله وحركة امل على وقوفهم بوجهه في مسألتي التمديد لمجلس النواب والتمديد لقائد الجيش اللبناني، ويحملهما مسؤولية عدم التئام المجلس الدستوري للبت في الطعن الذي قدمه بقانون التمديد للمجلس النيابي.
متفق مع عون
بعد الزيارة، قال عسيري: quot;الزيارة تأتي في اطار التشاور مع الاطراف كافة، وانسجامًا مع توجيهات العاهل السعودي الحريص على الشعب اللبناني والداعي إلى أن يقوم اللبنانيون بالحوار من أجل الوصول إلى المخارجquot;. وأكد أن المملكة العربية السعودية لن تتخاذل في دعم الدولة ومؤسساتها لأنها الضامن لجميع اللبنانيين، معلنًا أنها ليست الزيارة الاولى له إلى الرابية، quot;وحتمًا لن تكون الاخيرة، وعون مرحب به في السعودية، فعلاقتنا مع عون لم تنقطع منذ أن أتيت إلى لبنان، ونحن نتفق معه في العديد من التوجهات الأساسية المتعلقة بلبنانquot;.
ولفت عسيري إلى أن البحث مع عون تطرق إلى مجمل الأمور اللبنانية، بما فيها تصريحات عون الأخيرة عن مشاركة حزب الله في القتال بسوريا. وقال: quot;اتفقنا مع عون على ما يضمن سلامة لبنان وأهله والتعاون بين أبنائه من أجل حفظ أمنهquot;.
وفي إطار هذه التصريحات، وخصوصًا تهديد عون صراحة بإعادة النظر بعلاقاته مع حلفائه، نقلت تقارير صحافية لبنانية أن وفيق صفا، مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله، استوضح عون هاتفيًا ما قاله، فما كان من عون إلا أن كرر ما سبق أن أعلنه، وذلك في اتصال لم يدم إلا دقائق معدودة.
ممارسات الحزب
في سياق متصل، وفي حديث للوكالة الوطنيّة للإعلام، شنّ عسيري هجومًا عنيفًا على حزب الله، إذ رأى أنّ ما يحصل في طرابلس وعكار وعرسال وصيدا مرتبط مباشرةً بتدخل حزب الله في الأحداث السورية، quot;فالممارسات التي يقوم بها الحزب بحق لبنان واللبنانيين تزيد من الإنقسام وتعرّض البلاد لأخطار لن تكون الطائفة الشيعية بمنأى عنهاquot;.
وقال عسيري: quot;هناك مخاوف تنذر بعواقب سلبية إذا لم يتم تدارك مسبباتها، ومن المصلحة العامة أن يعيد حزب الله النظر في السياسة التي يتبعها تجاه الطائفة السنية والطوائف الأخرى، لأن اللبنانيين محكومون في نهاية المطاف بالعيش معًا، وعلى الحزب توسيع مساحات الحوار والتقارب بدلًا من أخذ الأمور باتجاه المزيد من التوتير والتفرقة، خشية دخول البلاد في نفق مظلمquot;. وأشار عسيري الى انّ الكثيرين من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة وعلمائها وشريحة كبيرة من اللبنانيين من مختلف الطوائف لا ترضى بتصرّفات حزب الله داخل لبنان وخارجه.
ورأى عسيري أنّ المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان تتطلب قدرًا كبيرًا من الحكمة والتبصر، ودعا إلى أن يتم إفساح المجال للحكماء من كل الطوائف، ليقوموا بدور انقاذي يساعد في لجم الإحتقان والتوتر، وإيجاد المخارج المناسبة للأزمة.