بعد الارتفاع الحاد في مستويات تلوث الهواء الأسبوع الماضي، اتخذت السلطات الفرنسية إجراءات جذرية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، في حين أشارت بعض أصابع الاتهام إلى ألمانيا باعتبار انها المسبب الأول.


هل يقع اللوم حقاً على ألمانيا بتسببها بأزمة تلوث في فرنسا أدت إلى منع نصف سائقي السيارات في باريس من استخدام سياراتهم يوم الاثنين؟ وهل ألمانيا هي المسبب الأول في العجز الذي وقعت فيه خزائن الدولة والذي تبلغ قيمته 16 مليون يورو لتوفير وسائل النقل العام مجاناً للمواطنين؟

فرضت فرنسا قيوداً على سائقي السيارات في باريس هذا الأسبوع، في محاولة لمعالجة ارتفاع مستويات التلوث التي تشكل خطراً على صحة المواطنين. ويعتقد الخبراء أن نسبة الجزيئات الملوثة في هواء العاصمة وصلت إلى درجة خطيرة يمكن أن تخترق الرئتين ونظام الدم.

لكن البعض أشار إلى أن حركة المرور في باريس ليست السبب الوحيد في تلوث الهواء الفرنسي، باعتبار أن الملام الأول هو زيادة استخدام ألمانيا لمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم بعد أن قررت برلين التخلص التدريجي من استخدام الطاقة النووية في أعقاب كارثة فوكوشيما في 2011.

رياح شمالية ملوثة
وأشارت صحيفة quot;ليزيكوquot; الفرنسية إلى أن الخرائط الأوروبية تظهر أن تلوث الجسيمات هذا الأسبوع ناجم عن الرياح من الشرق، قادمة من ألمانيا، ومثقلة بالجسيمات الملوثة. وأشارت الصحيفة إلى أن quot;الوضع البيئي غير الصحيquot; في ألمانيا سببه الاستخدام المتزايد لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وخصوصاً تلك الموجودة في الغرب، بالقرب من الحدود مع فرنسا وهولندا وبلجيكا. وخلصت quot;ليزيكوquot; إلى أن محاولة الحد من استخدام السيارات الفرنسية لن يساهم بشكل فعال في معالجة أزمة التلوث.

من جهتها، اعترفت وزارة البيئة في ألمانيا أن إنتاج الفحم قد زاد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لكنها أصرت على أن محطات الطاقة الجديدة أقل تلويثاً للبيئة. وذكرت الوزارة في حديث لصحيفة quot;لو فيغاروquot; الفرنسية أنه من غير المرجح أن تكون ألمانيا مسؤولة عن تلوث الهواء في باريس. وقالت المتخصصة في تلوث الهواء ماريون فيبيغ إن محطات الفحم الألمانية مسؤولة عن عشرة في المئة من الانبعاثات من الجسيمات الملوثة، لكنها أضافت: quot;نحن أيضاً عرضة للتلوث القادم من بولندا وحتى من فرنسا أيضاًquot;.