منذ ان بدأت الدول الأفريقية الثلاث غينيا وسيراليون وليبيريا تسجل حالات إصابة بفايروس إيبولا القاتل منذ شباط (فبراير) الماضي والعالم أجمع يعيش حالة من القلق من انتشار المرض وتخطيه الحدود الى أوروبا ودولنا العربية.


بدأت الدول الأوروبية والعربية تعيش حالة من التأهب واتخاذ الحيطة مع انتشار فايروس إيبولا في كل من غينيا وسيراليون وليبيريا، وخصوصا بعد التخوف من احتمال انتقال المرض عبر السفر جوا بعد شكوك حامت حول إصابة أحد المسافرين الى المغرب . وسجل الى اليوم وفاة ٧٣٠ ضحية، أي ما يزيد على خمسين في المئة من إجمالي عدد المصابين الذين تخطى عددهم الـ ١٣٠٠ مصاب.

العدوى والأعراض

لا ينتقل فايروس إيبولا عبر ملامسة الأفراد لبعضها البعض أو المعانقة والتقبيل بل ينتقل عند ملامسة دم شخص مصاب بالمرض او عبر ملامسة دم الحيوانات المصابة أو إفرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الأخرى.
وتنتشر لاحقا حمى الإيبولا بين صفوف المجتمع من خلال سراية عدواها من إنسان إلى آخر بسبب ملامسة دم الفرد المصاب بها أو إفرازاته أو سوائل جسمه الأخرى. كما يمكن أن تؤدي مراسم الدفن التي يلامس فيها أهل الفقيد مباشرة جثة المتوفى دورا في انتقال عدوى فيروس الإيبولا. وما لا شك فيه فان التواصل الجنسي يسرع العدوى بالمرض خاصة وان الفايروس ينتقل عبر السائل المنوي الحامل للعدوى خلال مدة تصل إلى سبعة أسابيع عقب مرحلة الشفاء السريري.

ويمكن للشخص أن يصاب بالفيروس من دون ظهور أعراض له لفترة تمتد من يومين الى ٢١ يوماً، وبمعدل وسطي من خمسة إلى ثمانية أيام، قبل أن تظهر عليه عوارض المرض. وفي هذه الفترة، لا يكون المرض معدياً ولا ينتقل عبر تبادل السلع أو خلال شراء الخضر والحاجيات في السوق أو داخل المحال التجارية.


تعريف المرض

تعرف حمى الإيبولا النزفية بمرض فيروسي حاد تظهر أعراضه غالبا بإصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام في العضلات والصداع والتهاب الحلق، ومن ثم التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي تتحول الى تقرحات واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء. وتظهر النتائج المختبرية انخفاضا في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات.

العلاج غير مكتشف

لم يكتشف الطب الى اليوم علاجا فعالا لمحاربة الفيروس وكل سجل من علاجات تبقى ضمن الاختبارات المخبرية. أما في ما يتعلق باللقاح فيجري اختبار العديد من اللقاحات ولكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل إتاحة أي واحد منها.

لبنان

يعيش لبنان حالة من التأهب خاصة وان كثيرًا من رعاياه يعيشون في دول أفريقية ويترددون لزيارة لبنان خاصة خلال إجازة الصيف إلا ان وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور حاول طمأنة المواطنين لاعتبار ان الوزارة تتخذ كل الاجراءات اللازمة للكشف عن أي مسافر تظهر لديه أعراض الفايروس لمجرد دخوله مطار بيروت الدولي، وعليه تتخذ إجراءات الحجر ومراقبة جميع الركاب الذين كانوا على متن الرحلة نفسها.
مصر

أما مصر فتبقى الى اليوم في مأمن من احتمال وصول المرض إليها خاصة وان وزير صحتها عادل عدوي أوضح ان الوزارة لديها تقارير كاملة عن الوباء منذ فترة، مشيرًا إلى أن الوباء ظهرت بوادره في دولة "سيراليون" وهي دولة بعيدة عن مصر، وعدد الأشخاص القادمين منها ليس بكثير، وبالتالي فإن احتمال وصول الوباء والفيروس إلى مصر ضعيف.
وأشار إلى أن الوزارة مستعدة، وتعمل على فحص القادمين من الدول المصابة خلال وصولهم المطارات المصرية، للكشف عن المرض وقتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة حياله في أسرع وقت.

بريطانيا تتأهب

تعيش بريطانيا بدورها حالة استنفار عام تخوفا من انتقال المرض إليها خاصة بعد عبور المرض الحدود لأول مرة على متن طائرة مدنية أفريقية. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن إيبولا يهدد بريطانيا، مضيفا أنه سيعقد اجتماعا حكوميا على مستوى عال لبحث تفشيه في أنحاء غرب أفريقيا.
وأشار هاموند إلى أنه لا يوجد مواطنون بريطانيون يشتبه في إصابتهم بالمرض، ولم ترد أنباء عن حالات إصابة داخل بريطانيا.
&
وفاة كبير الأطباء
&
وفي سيراليون، توفي شيخ عمر خان كبير أطباء سيراليون بمجال مكافحة إيبولا متأثرا بالمرض. وينسب إلى خان الفضل في معالجة أكثر من مائة مريض بفيروس إيبولا هذا الشهر، وكان قد تم نقله لجناح العلاج الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود بأقصى شمال البلاد.&وبذلك أصبح خان ثاني طبيب يموت بسبب المرض، وذلك بعد وفاة صامويل بريسبان، وهو أحد الأطباء الكبار في ليبيريا المجاورة في مركز للعلاج بضواحي العاصمة مونروفيا.
وسجلت في ليبيريا حالة إصابة ثالثة لطبيب، وهو الأميركي كينت برانتلي الذي يعمل بأنشطة وقف تفشي إيبولا، تم نقله الى مستشفى متخصص في مدينة اتلانتا، في ولاية جورجيا الاميركية لتلقي العلاج. ومن المفترض ان تلحق به زميلته الاميركية نانسي وايتبول والتي اصيبت بالعدوى ايضا.

من جهتها نفت الحكومة الأوغندية، صحة تقارير إخبارية تفيد بأنه قد تم تسجيل حالات إصابة بفيروس إيبولا في البلاد. كذلك اتخذت السلطات الكينية إجراءات على الحدود لمنع وصول الفيروس إليها.
&

&