يعتبر سايمون من شركة آي بي أم أول هاتف ذكي مهد الطريق للثورة العالمية في قطاع الاتصالات. وبمناسبة مرور 20 عاما على ميلاد سايمون في آب (أغسطس) سيكون الهاتف نجم المعرض الجديد في متحف العلوم في لندن موضوعه تاريخ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
&
وكان سايمون استخدم أحدث ما متوفر في تكنولوجيا الكومبيوتر عام 1994 وأدخلها في هاتف محمول لإطلاق جهاز تتعدى وظيفته الاتصالات الهاتفية بكثير. إذ كان سايمون أول هاتف محمول من سماته تطبيقات برمجية مع شاشة لمسية وقلم ستايلس يتيح للمستخدم رسم تخطيطات وتحديث تقويمه وكتابة الملاحظات وارسال الفاكسات واستلامها.

وسيكون سايمون المحتفى به في جناح "عصر المعلومات" الدائم عندما يُفتتح في متحف العلوم في 25 تشرين الأول (أكتوبر) ، جهازا امتلكه مدير مشروع في الولايات المتحدة كان يستخدمه لاستلام التصاميم الهندسية وتوقيعها وإعادتها بفاكس الهاتف دون ان يحتاج الى طباعة أي شيء على الورق.

سايمون وميزات غير عملية مقارنة بأجهزة اليوم

ولكن سايمون كان يزن 500 غرام وعمر بطاريته لا يزيد على ساعة واحدة وبالتالي لم يكن عمليا كجهاز محمول. كما ان سعره البالغ نحو 900 دولار وقتذاك كان غاليا على غالبية المستخدمين. وكان سايمون لا يعمل إلا في الولايات المتحدة ولم تكن هناك انترنت على الأجهزة المحمولة وبالتالي كان متعذرا استخدامه لكتابة رسائل على البريد الالكتروني من دون ربطه بالشبكة عن طريق كومبيوتر شخصي.

ولكن رغم فشل سايمون تجاريا فانه فتح الطريق لتطوير جيل جديد من الأجهزة التي تجمع بين وظائف الهاتف المحمول والمساعد الرقمي الشخصي. ولم تُنحت عبارة "الهاتف الذكي" إلا في عام 2000 عندما أطلقت شركة اريكسون هاتف آر 380 الذي كان أول جهاز يستخدم نظام سيمبيان التشغيلي.

ودخلت ثورة الهاتف الذكي مرحلة النضج عام 2002 باطلاق بالم أو أس تريو الذي كان من سماته شاشة لمسية ولوحة مفاتيح كاملة ثم سلسلة هواتف بلاك بيري كورك التي لاقت إقبالا واسعا في العالم التالي.

آيفون أسرع تطور تقني

ولكن اهتمام المستهلكين بهذه التكنولوجيا لم يبدأ بالتزايد بوتائر متسارعة إلا في عام 2007 بهاتف آيفون من أبل الذي أطلق نجاحه موجة من الأجهزة المماثلة من شركات مثل سامسونغ واتش تي سي وايل جي وسوني. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن محللين ان مبيعات الهواتف الذكية ستمثل 88 في المئة من اجمالي مبيعات الهواتف الخلوية بحلول عام 2018.

ويمكن القول ان الهاتف الذكي منذ ميلاد سايمون قبل 20 عاما أحدث انقلابا في طريقة العمل والحياة واللعب في العصر الحديث. ولكن سيتعين على الهاتف الذكي ان يواصل التطور للحفاظ على هيمنته خلال السنوات العشرين المقبلة في مواجهة النمو المتسارع للكومبيوترات اللوحية ومعالم حقبة جديدة من الأجهزة التي تُرتدى تلوح في الأفق.&