القلائل من سكان الاوروغواي يعرفون ان اسم بلدهم يعني النهر الذي تعيش فيه الطيور الملونة. فهذا البلد يجمع أكبر عدد من أنواع الطيور الغريبة والرائعة، الى جانب طبيعة خلابة رغم عدم توفر مرتفعات او جبال او براكين فيها.


ما يميز الأوروغواي عن غيرها من بلدان المنطقة ان حوالي 88 في المئة من سكانها لهم جذور فرنسية واسبانية وبرتغالية وبريطانية ويعود ذلك الى حقبات الاستعمار، دمجت ثقافاتهم لتصبح ثقافة واحدة اضافة الى آثار لحضارة قبائل من الهنود الحمر.

ولقد استطاعت الاوروغواي عام 2008 عقب الأزمة المالية التي تعرضت لها ما بين عامي 1998 و2002 تخطي التبعات معتمدة على نمو اقتصادي وسياحي كبيرين بعد ان حسنت اوضاع المدن السياحية وجعلت مطارها دوليا( مطار كاراسكو) يستقبل طائرات من أوروبا ايضا فتحولت الى منافس سياحي للبرازيل وللارجنتين حتى ان سكان الدولتين يقصدونها لقضاء الاجازات فيها. ومن اهم المناطق العاصمة مونتفيديو وكولونيا دل سكرامنتو حيث حافظتا على المعالم التاريخية فيها من مباني وازقة وشوارع وساحات ما ساهم في جذب السياح اليها مع تحسين وضع المنتجعات السياحية البحرية والبرية لتزيد المناظر الطبيعية من جمالها خاصة بعد بناء فنادق من كل الدرجات السياحية.

متاحف ومسارح

وتتميز العاصمة مونتفيديو بكثرة المتاحف المختلفة والمسارح حيث تعرض فرق دولية كثيرة اعمالها الفنية وتقام سنويا عدة مهرجانات موسيقية ويكلل هذه الانشطة مهرجان رقصة التانغو بايقاع خاص وهي بالنسبة لسكان اوروغواي مثل التانغو للارجنيتينين.

وتتميز الاوروغواي عن بقية بلدان المنطقة بمناخها المعتدل ما يمكن السائح من زيارتها في أي وقت في السنة والسباحة ان في البحر او النهر كالنهر الأسود او نهر اوروغواي او نهر ريو دي لا بلاتا. وطبيعة البلد الجغرافية هادئة، فهضابها قليلة الارتفاع تجلس عند اقدامها مساحات شاسعة من الحقول ما يجعلها بلدا اخضرا لكثرة أشجارها مثل الصنوبر والكينا والسرو والأرز. ويجد السائح عند تجوله أنواعا غريبة من الأزهار والطيور والحيوانات الأليفة مثل السلاحف الكبيرة والببغاوات وطيور الطنان والبومة.

شواطئ رميلة لا نهاية لها
وبالاضافة الى العديد من المنتجعات السياحية هناك الشواطئ الرملية الرائعة كشاطئ ريفيرا أوروغواي الصخرية لمحبي المغامرات والمنتجعات البحرية الصغيرة التي تصطف مثل عقد اللؤلؤ على طول ساحل المحيط الاطلسي إضافة الى مناطق ساحلية تشكل لوحدها قرى سياحية رائعة مثل كاراسكون واتلنتيدا وبيريابوليس.
ويعشق السائح منطقة بونتا دل استا منذ قدومه خاصة في الصيف حيث تقام المهرجانات السياحية المختلفة، وتتميز عن غيرها بكثرة الفيلات الفخمة فيها المنتشرة بين الاشجار ما دفع بالكثير من اغنياء العالم الى شراء منازل او فيلات هناك، وشجعهم على ذلك كثرة ملاعب الغولف بالقرب منها وتعتبر الرياضة المفضلة للكثير منهم. ويقصد الكثير من السياح بونتا دل استا لوجود أصابع يد مغروسة بالرمال لفنان من تشيلي يعتقد البعض بانها تجلب الحظ لذا يحاول التقاط صور الى جانبها.

منابع مياه ساخنة
ومن يريد الاسترخاء والصحة عليه ان يقصد شمال شرق الاوروغواي حيث تكثر فيها منابع المياه الساخنة والمعدنية مثل اكوابارك اكوامانيا، والنبع الوحيد في المنطقة من المياه المالحة والمعدنية هو نبع دايمان ومياهه تعالج أمراض جلدية كثيرة.& وأكبر حديقة مائية في أميركا الجنوبية هي ينبوع سالتو غرندي المالح. ومن اجل التمتع بالطبيعة يمكن قضاء بعض الوقت في مزارع أبقت على طابعها الريفي وتحولت الى مراكز سياحية تقدم للسائح كل وسائل الراحة والاستجمام مثلا في منطقة نيكانور، ويمكن للزائر الاستيقاظ باكرا اذا أراد قطف الفاكهة او المشاركة في حلب البقر أو إطعام الدواجن او القيام بنزهة في الفجر بين الحقول.

مهرجانات ثقافية
ولمشاهدة المهرجانات الفنية والثقافية على الزائر ان يقصد منتيفيديو وتقام في ساحاتها التي تعبق برائحة التاريخ الاسباني لوجود مباني تعود الى القرن الـ 18، منها الحي القديم وتجسد المباني هناك العمارة الاسبانية القديمة والأزقة الضيقة التي مازالت تضاء بالمصابيح ليلا وتؤدي الى ساحة الاستقلال او ساحة سالفو وهي بوابة المدينة وفيها أجمل المتاحف وتقام فيها اشهر المهرجانات الفنية والانشطة الثقافية على مدار السنة.

أشهر منارة
ولا بد من زيارة ساحة الاستقلال في العاصمة التي يتوسطها نصب تذكاري ومبنى الاتصالات وهو اعلى مبنى ( علوه 157 مترا) يمكن من سطحه إلقاء نظرة عليها وعلى المحيط، ومن هناك يمكن السفر بالسيارة او الحافلة الى كولونيا دل ساكرومانتو التي وضعت على لائحة الأونيسكو من اجل حماية مبانيها ذات العمارة البرتغالية وتعود الى عام 1680 والمدينة مليئة بالمعالم التاريخية وكل أزقتها مرصوفة بالحصى التقليدية وفي حيها القديم أشهر منارة للسفن في العالم.

شاطئ بونتا دل استه الذهبي
ومن يفضل الشاطئ ما عليه سوى التوجه الى بونتا دل استه الشاطئ الذهبي والمياه الزرقاء والمناظر الطبيعية التي تحبس الأنفاس، ويوصف هذا الشاطئ بسان تروبي الفرنسي ومن هناك يمكن الوصول بالقارب الى جزيرة غوريتي او جزيرة لوس لوبوس حيث افضل مواقع السباحة او الغطس واشهر متحف بحري. وللتمتع اكثر بجمال الطبيعية البحرية هناك عروض سخية لرحلات بحرية اما في قوارب شراعية او محركات ويوفر الغواصون المحترفون الفرصة للسائح من اجل الغوص معه للتصوير في أعماق البحر والتقاط صور لأغرب أنواع الأسماك والحيوانات البحرية. ولا تقل بيريابوليس جمالا عن بقية المناطق ففيها غابات صغيرة مليئة بالطيور والازهار ويقصدها هواة التصوير.
&

&


&