&تواجه النساء اللواتي تعرضن لمستويات عالية من مبيدات "دي تي تي" خلال حمل أمهاتهن بهن خطرا يزيد أربع مرات تقريبا للاصابة بسرطان الثدي على ما أفاد باحثون أميركيون.


تابع الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة "كلينيكال اندوكرينولودجي اند ميتابوليزم"، بنات نساء شاركن في برنامج صحي لمؤسسة كايزر بين عامي 1959 و1967 في كاليفورنيا.
وفي تلك الفترة كان استخدام مبيدات "دي تي تي" منتشرا جدا وكانت هذه المادة تتكدس في الدهون الحيوانية وتدخل تاليا في السلسلة الغذائية البشرية. ورصدت هذه المادة السامة التي اعتبر انها تؤثر على وظيفة الغدد في مشتقات الحليب ومواد غذائية اخرى.

ومنعت "دي تي تي" في السبعينات في الكثير من الدول لكنها لا تزال مستخدمة في أفريقيا وفي آسيا لمكافحة انتشار الملاريا. وأنجبت النساء اللواتي شاركن في دراسة المؤسسة وكان لديهن جميعا مستوى يمكن رصده من مادة "دي تي تي" في الدم، 9300 طفلة. وتمكن العلماء من تحديد كمية ال"دي تي تي" في الرحم من خلال تحليل عينات الدم المأخوذة في تلك الفترة من النساء الحوامل او بعد الانجاب مباشرة والتي تم الاحتفاظ بها.

ومن خلال الاطلاع على الاحصاءات الطبية وإجراء مقابلات مع النساء المعنيات، تبين للباحثين ان النساء اللواتي كان لدى امهاتهن مستوى عال من "دي تي تي" في الدم، يواجهن خطرا اكبر باربع مرات تقريبا للاصابة بسرطان في الثدي وذلك بمعزل عن السوابق العائلية في هذا المجال. وهذه الاصابات بالسرطان عادة ما تكون في مرحلة متقدمة اكثر لدى تشخيصها. وقد تم احتساب مستوى "دي تي تي" لدى امهات 118 امرأة اصبن بسرطان الثدي و354 امرأة اخرى لم تصب بالسرطان.

ورم "إستروجين إيجابي"

وتبين ان 83 % من اللواتي اصبن بسرطان الثدي كن يعانين من ورم يوصف بانه "إستروجين ايجابي". وكانت دراسات سابقة بينت ان "دي تي تي" يؤثر على الاستروجين ويحفز انتاج البروتين "اتش اي ار 2". ويعتبر سرطان الثدي من نوع "اتش اي ار 2" قويا جدا.

وقالت باربرا كون من معهد الصحة العامة في بيركلي في كاليفورنيا "انها الدراسة الاولى التي تظهر رابطا مباشرا بين تعرض الحوامل لمادة كيميائية وعواقب طويلة الامد على صحة بناتهن".
وكانت دراسات أخرى أظهرت ان التعرض لمبيدات "دي تي تي" قد يؤدي الى تشوهات وتراجع في خصوبة النساء وارتفاع في احتمال الاصابة بمرض السكري عند البلوغ.

&