قال علماء بريطانيون وبرازيليون إن فيروس زيكا وصل أميركا الجنوبية، قبل عام من إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في البرازيل عام 2014. ودحضت هذه الدراسة الأخيرة إحدى أشهر الفرضيات حول أصل انتشار المرض، والتي تقول إنه جاء مع مشجعي كرة القدم. ونشرت الدراسة في دورية جورنال ساينس، وأشارت نتائجها إلى أن الفيروس وصل أمريكا اللاتينية، في الفترة ما بين مايو/ أيار وديسمبر/ كانون الأول، من عام 2013. وتفصل فترة زمنية طويلة ذلك الوقت عن وقت اكتشاف الحالات الأولى للمرض، عام 2015. كما استبعدت فرضية أخرى بارزة، تقول إن الفيروس وصل خلال بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة، عام 2014. ويتطلب تعقب أصل الفيروس جهدا شاقا في علم الأنساب الجيني. وحلل الباحثون الشفرة الجينية لسبع عينات من مرضى فيروس زيكا، في أنحاء البرازيل. وفي البداية اكتشف الباحثون أن كل الفيروسات كانت مرتبطة للغاية بعضها البعض، مما يشير إلى أنها وصلت البرازيل عن طريق شخص واحد فقط. لكن فيروس زيكا لا يزال يتحور سريعا. وسمحت الاختلافات البسيطة بين كل عينة للعلماء بتأسيس شجرة عائلة لهذه الفيروسات، وتقدير الوقت الذي وصلت فيه السلالة الأولى للفيروس إلى البرازيل. وخلص العلماء إلى أن الفيروس وصل في الفترة ما بين منتصف إلى نهاية عام 2013. وقال البروفيسور أوليفر بايبس Oliver Pybus من جامعة أوكسفورد لبي بي سي: "لا يمكننا أن نحدد على وجه الدقة كيف دخل الفيروس إلى أمريكا اللاتينية، لكن يبدو بشكل مؤكد أنه كان موجودا في القارة، قبل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2014". ويرتبط انتشار فيروس زيكا في أمريكا اللاتينية بقوة بالانتشار الذي حدث في جزر بولينيزيا الفرنسية عام 2013. وبينما قد يعتبر هذا مصدرا محتملا للانتشار الأخير للفيروس، إلا أن الباحثين يقولون إن نقص العينات من الدول الأخرى، خاصة دول جنوب شرق آسيا، يجعل من الصعب عليهم التأكد من ذلك. وقال الدكتور "نونو فاريا"، الباحث المشارك بمعهد "إيفاندرو شاغاس" في البرازيل، إن البيانات كانت "متسقة" تماما مع التقديرات التي تقول إن زيكا قد يكون سببا في عدم اكتمال نمو المخ. لكنه حذر من أن هناك حاجة لمزيد من البحث، لكي يمكن التأكيد على الارتباط بين الأمرين، وأضاف: "سوف يكون لدينا صورة أكثر وضوحا عن الفيروس، في وقت لاحق من العام الجاري". وقال البروفيسور مارتن هايبرد، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، معلقا على نتائج الدراسة: "فكرة أن حالة واحدة لفيروس تؤدي إلى هذا الانتشار الواسع للمرض ربما تكون مستغربة". وأضاف: "لكن قياسا على نماذج من انتشارات أخرى لفيروس زيكا، وكذلك فيروس حمى الضنك المرتبطة به إلى حد كبير، يشير إلى أن هذا ليس أمرا استثنائيا". وأردف: "في الظروف المناسبة ومع وجود بعوض كاف وأماكن مزدحمة بالأشخاص، فإن الفيروس يمكن أن ينتشر سريعا".صغر حجم الرأس
- آخر تحديث :
التعليقات