يُطلق على المنظومة البيولوجية لتغيير الحمض النووي اسم "كريسبر"، ويمكن لهذه التكنولوجيا المعروفة باسم "تحرير الجينات" أن تغيّر حياة كل شخص وكل شيء على كوكب الأرض. وهذا القول على ما يبدو فيه من مبالغة هو رأي العديد من كبار العلماء المختصين بهندسة الوراثة والكيمياء البيولوجية.

وشارك في اكتشاف منظومة "كريسبر" عام 2012 البيولوجية الجزيئية البروفيسورة جنيفر دودنا مع فريق من العلماء الآخرين في جامعة باركلي في كاليفورنيا. &وقالت دودنا في مقابلة مع بي بي سي "إن مختبرات في انحاء العالم اعتمدت هذه التكنولوجيا لتطبيقات على الحيوان والنبات والبشر والفطريات وغيرها من البكتيريا، بل أساساً كل نوع من الكائنات العضوية التي تدرسها هذه المختبرات".

ويقول العلماء إن البكتيريا حين تتعرض&الى هجوم ينتج قطعة من المادة الوراثية تتوافق مع التسلسل الوراثي للفيروس المعتدي.&وتستطيع هذه القطعة من المادة الوراثية، بالتوافق مع بروتين اسمه كاس 9، أن تستهدف الحمض النووي للفيروس المعتدي وتفتته وتبطل مفعوله.

وبمقدور العلماء الآن أن يستخدموا العملية نفسها مع الحمض النووي باضافته أو إزالته أو تصليحه.&ومما له أهمية بالغة انها عملية رخيصة، وبالتالي تقوم بتسريع كل اشكال البحث العلمي، من بناء نماذج معدلة وراثيًا للأمراض التي تصيب البشر الى البحث عن طفرات وراثية تسبب المرض أو توفر وقاية منه.

ونظرا الى ان التكنولوجيا ما زالت حديثة نسبياً، فإنها لم تُختبر على البشر حتى الآن، ولكن العديد من هذه الاختبارات دخلت مرحلة التخطيط. &&

وكان شكلان من اشكال تحرير الجينات اختُبرا سريرياً حتى الآن، استُخدم أحدهما للمساعدة على مكافحة السرطان في المريضة البريطانية ليلى ريتشاردس. &وكانت ليلى مصابة بشكل شرس من سرطان الجلد وفشلت معها كل العلاجات السابقة.&وبذلك تكون اول شخص والشخص الوحيد حتى الآن الذي أُنقذت حياته بتكنولوجيا تحرير الجينات أو "كريسبر". &

ولم يقترح عالم حتى الآن تنمية أجنة محرَّرة وراثياً بتكنولوجيا "كريسبر"، لكنّ فرقاً عديدة في الصين اجرت ابحاثاً اساسية واصبحت بريطانيا اول بلد يمنح موافقته الرسمية على تحرير الجينات في أجنة بشرية لأغراض البحث العلمي. &

ولكن هذا البحث أخذ يقرع نواقيس انذار بين المعترضين على تحرير الجينات لأسباب اخلاقية.&ويعتقد هؤلاء أن الأبحاث العلمية في تعديل الأجنة البشرية وراثيًا قد لا تخضع لضوابط كافية بل يمكن ان تصبح ابحاثاً مفتوحة يجريها مختبر في مكان ما لتصنيع أول أطفال معدلين وراثيًا.

وقالت البروفيسورة دودنا في حديثها لبي بي سي، إنها لا تريد ان تبالغ في تقديم الوعود، ولكنها تشعر بأن الأمراض ستُعالج باستخدام تكنولوجيا "كريسبر"، وهي تريد تمكين الأطباء السريريين والعلماء من ترجمة ذلك الى واقع.

اعداد عبد الاله مجيد عن بي بي سي نيوز على الرابط أدناه&
http://www.bbc.co.uk/news/health-36439260