نصح خبراء بضرورة إجراء فحص للرجال الذين يعانون من مراحل متقدمة من سرطان البروستاتا بهدف الكشف عن جينات عائلية قد تؤثر على العلاج ويمكن أن تنتقل إلى أبنائهم.

وبحسب فريق بحث دولي، فإن أكثر من شخص بين كل عشرة في مراحل متقدمة من سرطان البروستاتا يحمل جينا معيبا ورث من أحد الأبوين. ومن بين هذه الجينات، جين (BRCA1) المرتبط بمرض سرطان الثدي والمبيض.

وتعد هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيو إنغلاند الطبية"، الأكبر من نوعها حتى الآن. وشملت الدراسة نحو 700 مريض يعانون من سرطان بروستاتا في مرحلة متقدمة، وتوصلت إلى أن "نسبة كبيرة" منهم ولدوا بتحور في الحمض النووي.

وقد يستفيد الأشخاص الذين لديهم هذه الجينات من علاجات حديثة بالعقاقير التي تستغل الشفرة الجينية التالفة لتحديد أماكن خلايا السرطان وقتلها.

خطورة موروثة

يصاب واحد من كل ثمانية أشخاص بسرطان البروستاتا في حياتهم. وتزيد بعض أورام البروستاتا ببطء شديد وقد لا تسبب مطلقا أي أعراض أو ضرر، لكن بعض الأورام الأخرى، وهي تمثل نحو الثلث، تكون أسرع نموا وقد تكون قاتلة.

ويبحث الخبراء عن وسائل لتحسين التعرف على السرطانات التي قد تكون أكثر إثارة للقلق، ويعتقدون أن فحص جينات الشخص قد يساعد في ذلك.

وأجرى البروفيسور يوهان دي بونو، من معهد أبحاث السرطان بلندن وزملاؤه، اختبارا عن طريق اللعاب لفحص الحمض النووي لـ692 شخصا في مراحل متقدمة من سرطان البروستاتا.

وأظهر الاختبار أن نحو 12 في المئة منهم ورثوا تحورات في الحمض النووي يقول الخبراء إنها قد تكون السبب الرئيسي لإصابتهم بالسرطان.

ويعتقد البروفيسور دي بونو أن تشخيص الإصابة بهذه الطريقة قد يحسن من العلاج.

وأوضح أنه من المبكر جدا القول بضرورة إجراء فحص لعائلات كاملة للكشف عن هذه التحورات أو الطفرات، لكن هذا قد يصبح منطقيا في المستقبل.

وأضاف: "لكوننا أطباء فإننا نعرف جميعا (حالة) المرضى الذين يقولون إن والدهم أو جدهم كان يعاني من السرطان. نحتاج إلى إجراء تجارب لتقييم هذه الخطورة، ومن ثم يمكننا البحث عن استراتيجيات وقائية".

وأشار إلى أنه إذا تبين أن الخطورة عالية، فإن الرجال الذين لديهم أعلى مستوى من الخطورة قد يفكرون في إزالة البروستاتا لديهم كإجراء احترازي. وذكر أن الأطباء يجرون بالفعل جراحة وقائية مشابهة لسرطان الثدي والمبيض المرتبطة بجينات "BRCA".

لكنه حذر من أن الأمر لا يزال مبكرا، وهناك حاجة لمزيد من الدراسة لتقييم هذه النتائج. واتفق الدكتور آيان فريم، من مؤسسة سرطان البروستاتا في بريطانيا، مع هذا الرأي، قائلا إن إجراء "فحص في المستقبل لجميع الأشخاص الذين يعانون من سرطان البروستاتا للكشف عن هذه التحورات قد يساعد في اختيار العلاجات الأكثر فاعلية لهم".

وأكد على أن لا يزال "هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به لمعرفة كيف يمكن إجراء ذلك (الفحص) في بيئة سريرية معتادة، ولدراسة العواقب للأشخاص وعائلاتهم".

وقال الدكتور عمران أحمد، من مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية، إنه "مع تراجع التكلفة، فإن النهج الذي يعتمد على دراسة التسلسل الجيني للسرطان والمستخدم في هذه الدراسة سيكون أكثر أهمية، ويجعل من الممكن إجراء فصح منتظم لجميع الأشخاص الذين يعانون من مراحل متقدمة من سرطان البروستاتا للكشف عن التحورات الجينية الموروثة".