سان خوسيه: يعتقد معظم الوالدين ان طفلهم سوف يستغني عن الحفاضات مع بداية ذهابه الى الروضة، وهذا اعتقاد صحيح لكن ليس دائما. فالطفل عادة يتعلم في سن الثالثة او الرابعة السيطرة على عمل المثانة ووظائف الامعاء. وفي الكثير من الاحيان يتمكن من ذلك في النهار فقط الا انه يحتاج خلال الليل الى الحفاض، وهذا طبيعي جدا كما تقول طبيبة الأطفال الأميركية نانسي جونسون في تقرير لها نشر في مجلة ماديكل كير الاميركية .

إلا ان القلق يصيب الوالدين عندما يصل الطفل الى مرحلة دخول المدرسة الابتدائية ولا يستطيع السيطرة على التبول. فتبول الطفل في هذا السن في السرير محرج أيضا للطفل والوالدين لكنها ظاهرة طبيعية تصيب الكثير من الاولاد.
أما السبب فيكمن في القدرة على تنظيم عمل المثانة والامعاء التي تختلف بدورها من طفل الى آخر . والتخلص من تلك العادة قد يتطلب وقتا وصبرا من قبل الوالدين، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم توبيخ الطفل أو معاقبته.

واستمرار التبول اللارادي قد تكون أسبابه نفسية أو مرضية منها اضطرابات هرمونية أو الاصابة بالسكري او التهابات في الجهاز البولي وهو ما يتطلب علاجا طبيا.

طفلي في السادسة ويتبول
تقول الدكتورة جونسون عندما يواصل الطفل في سن السادسة التبول اللارادي ليلا يجب تحديد الأسباب عبر استشارة طبيب. ففي الطب هناك السلس البولي الاساسي وسلس البول الثانوي. فاذا ظل الطفل منذ ولادته وحتى بلوغه سن السادسة لا يتحكم بالبول ليلا يسمى ذلك السلس الاولى لكن اذا ما مر عليه وقتا طويلا اي حوالي ستة أشهر على الاقل دون التبول في السرير عندها يصبح الحديث عن التوبل او السلس الثانوي.

وسبب السلس الثانوي غالبا ما يكون نفسيا، من أثر ولادة طفل جديد في العائلة اخذ كل اهتمام الوالدين على سبيل المثال أو بسبب خلافات بين الوالدين او انفصالهما، عندها يشعر الطفل بالاهمال . هنا يحتاج الطفل الى عناية خاصة خلال النهار كي يشعر بالاطمأنينة النفسية فتكون النتيجة ايجابية، إلا ان السلس الاولى ليس له علاقة بالحالة النفسية، والاعتقاد السائد اليوم ان السبب يكمن في عدم نضج الدماغ، وهذا يعني ان آلية العمل في الدماغ التي تسير حالة الاستيقاظ اللارادي عندما يشعر الانسان بضغط المثانة لم يكتمل نموها بعد.

وأظهرت بحوث جديدة ان التبول ليلا سببه أيضا نقصان هرمون مايسمى" ب اي دي اتش" او فازوبرسين وتنتجه الغدة النخامية، فالكثير منه يقلل من البول، ومهمة هذا الهرمون مراقبة توازن الماء في الجسم عن طريق تأثيره على الكلى وعلى مقدار الماء التي يجب الاحتفاظ بها او افرازها.

كما ثبت أيضا ان الغدة النخامية لها تأثير على ايقاع الليل والنهار في ادرار البول، وان هذه الغدة تفرز كمية اكبر من فازوبرسين في الليل اكثر من النهار ما يترتب على الانسان الذهاب الى المرحاض ليلا اقل من النهار. وبالنسبة للأطفال الذين يتبولون لااراديا فان نظام الليل والنهار لانتاج هذا الهرمون لم يتطور بالكامل لديهم ما يسبب عدم انتاجه تماما، لذا لا عجب ان يواجه الطفل مشكلة في الليل لان المثانة تكون ممتلئة.

العلاج
ينصح بعض الاطباء النفسيين إخضاع الطفل لتدريب بسيط لكن مكثف كي يتعلم السيطرة على المثانة بنفسه، مثلا الطلب منه تأجيل التبول لمدة دقائق قليلة فهذا يساعد على مرونة عضلات المثانة وتقوية العضلات التي تتحكم بعملية التبول.

كما يطلب منه المشاركة بلعبة بسيطة ، ففي كل مرة لا يتبول فيها ليلا يرسم شمسا واذا ما تبول عليه ان يرسم غيمة وبعد أسبوع يعد المرات وعندما يشعر بان عدد الشموس أكثر من الاقمار يشعر بالسعادة وبانه اصبح مسؤولا عن عدم تبوله في السرير وعلى الوالدين مكافأته على نجاحه.

إلا ان بعض الحالات تتطلب استشارة طبية فقد تكون الأسباب صحية. فعدا عن إصابة الطفل بالسكري او التهاب المثانة يمكن معالجته بعقاقير تحتوي على عنصر ديزموبريسين وهو مادة منتجة صناعيا ولها موصفات هرمون فازوبرسين الذي يقلل من البول في الليل. ومفعول هذا العقار يبقى حوالي ثمان ساعات لذا يجب اعطاءه للطفل قبل ذهابه الى السرير، وليس له أي مفعول سلبي على إدرار البول في النهار، وهذا بالتالي يؤدي الى تحسن حالة الطفل النفسية.