أشرف الرئيس السنغالي ماكي سال الخميس في داكار على افتتاح متحف "حضارات السود"، المشروع الذي يرجع إلى حوالي نصف قرن ويرمي للاحتفاء بإنجازات "السود" منذ بداية البشرية وحتى الفترة الحالية.&


وقص الرئيس السنغالي شريطا رمزيا وكشف عن لوحة أمام مدخل هذا المبنى الضخم، بعد سبع سنوات من إطلاق ورشة البناء خلال عهد سلفه عبد الله واد. وأجرى ماكي سال الذي يسعى للفوز بولاية ثانية خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في فبراير، زيارة قصيرة لهذا المتحف بصحبة رئيس جزر القمر غزالي عثماني وهو رئيس الدولة الأجنبي الوحيد الذي توجه إلى داكار للمناسبة، إضافة إلى وزير الثقافة الصيني الذي مولت بلاده إنشاء هذا الصرح في مشروع تفوق قيمته 30 مليون يورو.

وحضر مئات المدعوين في قاعة المسرح الوطني الكبير المجاور عرضا غنائيا راقصا يمزج بين التقاليد والحداثة ويتضمن لفتة تكريمية للأسلاف ولكبار الأسماء في تاريخ السود من مارتن لوثر كينغ إلى توماس سانكارا.

ومن شأن تدشين متاحف معاصرة في أفريقيا أن يدحض الذريعة المتداولة بشأن نقص البنى التحتية والتي يسوق لها أصحابها على أنها عائق أمام الاستجابة لمطالب بلدان أفريقية باستعادة أعمال مسلوبة من إرثها الثقافي، وهو مسار أكدت فرنسا وبلدان أخرى رغبتها في تسهيله.

هذا المتحف الجديد البالغة مساحته 14 ألف متر مربع قادر على استيعاب 18 ألف قطعة تراوح بين الآثار من البشر الأوائل الذين ظهروا في أفريقيا قبل ملايين السنين، وصولا إلى منشآت فنية معاصرة على ما يؤكد مديره حمادي بوكوم.

ويأتي تدشين هذا المتحف بعد أسبوعين على تسليم تقرير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعده أستاذان جامعيان من فرنسا والسنغال تضمن توصيات بتسهيل إعادة الأعمال الفنية المسلوبة من المستعمرات السابقة في أفريقيا.
&