يعاني 1,8 مليون ألماني من الرجفان الاذيني، ومن تسارع نبض القلب عموماً، وهي حالات تضاعف مخاطر الزهايمر بحسب دراسة كورية نشرت في مجلة جمعية القلب الأوربية.

إيلاف من كولون: تقول الدراسة من جامعة يونيسي الكورية الجنوبية في سيؤول إن على المعانين من اضطراب عمل القلب أن يحذروا أكثر من غيرهم، لأن الإصابة بمرض الزهايمر تتضاعف لديهم بسبب سرعة النبض.&

والرجفان الأذيني مرض قلبي يؤدي إلى اضطراب نبض القلب وإلى سرعة النبض. ويمكن للرجفان الأذيني، في حالة عدم معالجته، أن يؤدي إلى الإصابة بعجز القلب ومضاعفات أمراض القلب، وبالسكتات الدماغية التي تؤدي بدورها إلى إصابة الإنسان بالخرف والزهايمر.

لا ترتفع نسبة الرجفان الأذيني بين البالغين عن2,2%، لكنها ترتفع مع تقدم السن لتصل إلى16 % بين أفراد الفئة العمرية70-80 سنة. ولا يزيد عدد دقات القلب في الحالة العادية عن60-100 نبضة في الدقيقة، لكنه مع الرجفان الأذيني قد يزيد عند 100 دقة في الدقيقة ويسبب الإعياء وقصور النفس والدوران.

وفي الرجفان الأذيني لا تصدر الايعازات الكهربائية في القلب عن عقدة الجيب sinus node وتنتقل عشوائياً إلى عضلات القلب. تنبض حجرتي القلب العلويتين (الأذين) بشكل عشوائي وغير منتظم وبشكل غير متناسق مع الحجرتين السفليتين (البطينين) للقلب.&
قد تكون نوبات الرجفان الأذيني متقطعة، أو قد تصاب بالرجفان الأذيني الذي لا يزول تصبح دائمة وتتطلب العلاج. الرجفان &نفسه لا يهدد الحياة عادة إلا انه حالة طبية خطيرة تتطلب أحياناً علاجاً طارئاً.

جلطات دماغية منمنمة

وتشير الدراسة، التي أجراها فريق عمل يقوده الباحث بويونغ يونغ، إلى أن الرجفان الأذيني يؤدي إلى إصابة الإنسان بجلطات دماغية منمنمة. وتقود هذه الـ"ميني" جلطات إلى تغيرات وتشوهات في الأوعية الدموية الدماغية الدقيقة تسبب انقطاع الأوكسجين والتغذية عن الخلايا العصبية في الدماغ.

مع مرور الوقت، تؤدي هذه الجلطات الدماغية الصغيرة إلى ضعف الذاكرة وضعف القدرات الذهنية للإنسان وقدرته على الكلام. وتظهر الدراسة أن الرجفان الأذيني، واضطراب نبض القلب، تضاعف خطر الإصابة بالخرف"الوعائي"(Vascular). وهو نوع الخرف الذي ينجم عن قلة انتشار الدم ووصول الأوكسجين إلى الخلايا الدماغية.

يضاعف خطر الزهايمر

شملت الدراسة الكورية الجنوبية 262611 شخصاً لا يعانون الخرف أو الرجفان الأذيني وتزيد أعمارهم عن60 سنة. أصيب 10435منهم بالرجفان الأذيني خلال فترة الدراسة التي دامت سبع سنوات. وتم تشخيص معاناة2522 منهم من الخرف (24%).

وكانت نسبة الخرف بين أفراد المجموعة الأخرى، الذين أصيبوا بالخرف، ولكن لم يعانوا من رجفان أذيني، هي 14% (36322 شخصاً). وانخفض خطر الإصابة بالخرف بين 3092 شخصاً، ممن أصيبوا بالرجفان الأذيني، وكانوا يتعاطون العقاقير المخففة للدم أو الأدوية المضادة لتخثر الدم، بنسبة 39%.

وكتل الباحث يونغ &ان هذا يعني أن اضطراب نبض القلب عموماً أدى إلى زيادة مخاطر التعرض إلى الخرف بنسبة31%، كما يعني أن الرجفان الأذيني ضاعف خطر المعاناة من المرض أكثر من مرتين (أكثر من 200%).

اعتبر الباحثون زيادة نسبة الخرف الوعائي على الخرف التقليدي بين المعانين من الرجفان الأذيني، بين الذين شملتهم الدراسة، دليلاً على دور الجلطات الدماغية المنمنة في زيادة مخاطر الزهايمر.

العقاقير الخافضة لضغط الدم قد تقلل مخاطر الزهايمر

أدى عقار نيلفاديبين، الخافض لضغط الدم، إلى تحسين انتشار الدم في أدمغة المعانين من الزهايمر، بحسب دراسة سريرية هولندية جديدة. وتحسن عمل مركز الذاكرة ومركز التعلم في أدمغة المعانين من الزهايمر بفضل نيلفاديبين بنسبة20% بالمقارنة بذاكرة ومعارف مجموعة أخرى تلقت علاجاً كاذباً (بلاسيبو).

وقال البروفيسور يورغن فون دير رادبود، من جامعة نيمجن الهولندية، أن هذه الدراسة قد تفتح آفاق علاج جديد، وان العقار يمكن أن ينفع أكثر مما قد يضر. أجريت الدراسة على66 معانياً من الزهايمر نالوا عقار نيلفاديبين طوال ستة أشهر، ثم تمت مقارنة النتائج مع مجموعة البلاسيبو بعد انتهاء فترة الدراسة.

وكانت دراسات سابقة ربطت بين ارتفاع ضغط الدم وتضاعف مخاطر الإصابة بالزهايمر. واعترف البروفيسور فون رادبود بأن الدراسة شملت عدداً صغيراً من المرضى، و انه سيحتاج إلى دراسات أشمل مستقبلاً للتأكد من دقة النتائج.