القبعة رمز أناقة شخصية اليوم بعدما كانت بالأمس رمزًا لمكانة اجتماعية أو لرأي سياسي أو توجه اجتماعي. القبعة ليست بكْماء، بل تشي بالكثير عمّن يرتديها. لكنها تشي بصمت.

إيلاف من بيروت: في عام 1952، تحدثت جوين رافيرات، حفيدة تشارلز داروين، عن طفولتها الفيكتورية واصفة إياها بـ "حياة التعذيب بالقبعات... المثبتة بشعر منتفخ مليء بالدبابيس الطويلة والقاتلة". في ذلك الوقت، كان والداها يعتقدان أن رأسًا بلا قبعة يُصاب بالحرارة صيفًا وبالبرد شتاءً... لكن هذا الكلام كان في الواقع عذرًا.

القبعة كانت في حينها بيانًا اجتماعيًا يدل على مكانة الشخص. لكن هذه اللغة السرية ضاعت الآن ولم تعد تعني الخضوع للقواعد الإجتماعية، بل تحولت إلى موضة أو خيار شخصي لا يدل على شيء سوى على ذوق من يعتمرها.

لكن تصريحات معتمري القبعة اليوم أعلى من تصريحات أسلافهم: قبعات بيسبول تعلن عن فئة بسيطة أو حتى فقيرة - في بعض الأحيان غير مقنّعة. ونادرًا ما يؤخذ الرجال الذين يرتدون القبعات في منازلهم على محمل الجد. أما القبعات ذات الحواف الواسعة فهي دلالة على البذخ.

يوم في سوق رافينا

هؤلاء ليسوا رجال مافيا، بل مجرد أشخاص عاديين في منطقة رافينا خرجوا من منازلهم لإتمام بعض الواجبات أو التسوق، في زمن كانت فيه قبعة "فيدورا" شبة إلزامية. تقول بعض النظريات إن القبعة سقطت من الموضة بعد الحرب العالمية الثانية، لأنها كانت تذكّر الرجال بأيام خدمتهم في الجيش.

ليليان راسل (1860-1922)

في عام 1886، ذهب عالم الطيور فرانك تشابمان إلى مانهاتن حيث كانت القبعات المزينة بالريش هي خيار نساء نيويورك الأول. كانت الأزياء الخاصة بالقبعات مزدحمة بالريش، وأحيانًا بالطيور المحشوة بالكامل، مستوحاة من شخصيات مثل ليليان راسل، وهي نجمة هزلية للأوبرا من بيتسبيرغ.

يشار إلى أن راسل قامت بتوحيد الفتيات في زيغفيلد، وقاتلت من أجل حق المرأة في التصويت، لكنها لم تدعم قضية النساء اللواتي ناضلن بنجاح من أجل سنّ أولى القوانين لحماية الطيور في الولايات المتحدة الأميركية.

القبعة هي الأهم

قبعة سوداء كبيرة من تصميم دار "ميزون مارغيلا"، تم تنسيقها مع سترة من صوف الكريب الأسود المزدوج (2335 جنيهًا إسترلينيًا، 3045 دولارًا).

قبعة البيسبول

قبعة البيسبول غطت الفروقات الإجتماعية على مدى عقود. إنها خيار الرؤساء وضباط الشرطة والقوادين على حد سواء. اعتمادها خارج الملاعب الرياضية جعلها تفقد معناها ورمزها الأساسي، وهو الروح الرياضية.

تانيا ماليت (1960)

هل هذه قبعة؟ قد تكون صدفة اجتمع فيها الريش الأبيض والهواء للحظة. لكنها في الواقع صورة للممثلة تانيا ماليت ترتدي قبعة وظيفتها الوحيدة هي إظهار جمالها.

الفتاة ذات اللؤلؤة

قبعة القوس باللون الأسود، ثمرة تعاون بين Mother of Pearl وعلامة Prudence Millinery. فستان مرقط من Mother of Pearl (595 جنيهًا إسترلينيًا، 895 دولارًا).

يوم سباق في غانا (1961)

قبعات الرجال تدل على أنهم من غرب إفريقيا، لكن السيدة الجالسة وراءهم تبدو كأنها في كنتاكي ديربي أو رويال أسكوت. شرّع بو بروميل (Beau Brummell) قواعد اللباس لمثل هذه المناسبات في بداية القرن التاسع عشر.

جاكلين كينيدي (1961)

كانت جاكي كينيدي تكره القبعات وتقول إنها تجعل رأسها تبدو كبيرة. لكن القواعد التي يجب أن تتبعها السيدة الأولى مختلفة، خصوصًا في الأماكن العامة.

حماية من الشمس أم أساسيات الموضة؟

قبعة سوداء من علامة إليوربي التجارية، متوافرة عبر موقعMatcesFashion.com &(270 جنيهًا استرلينيًا، 353 دولارًا). فستان منقط من الكريب بلون الكستناء والعاج من تصميم ريجينا بيو (725 جنيهًا إسترلينيًا، 1050 دولارًا).

اللباس التقليدي البوليفي (1997)

في العادة، تربط هذه القبعة بالفراغ السريالي، لكن صُممت في الحقيقة للبحارة والرجال الذين كانوا يعملون بجهد في نهاية عصر الرأسمالية. جلبها عمال سكك الحديد البريطانية إلى بوليفيا في عشرينيات القرن العشرين، فأدركت نساء الكيشوا وأيمارا أنها تلائم أزياءهن.

السيد دات (1955)

أخذ هنري كارتييه بريسون كاميرته إلى مزارع الكروم في Chouzy-sur-Cissé في عام 1955. وكان السيد دات هو بطل الصورة. كانت القبعة السوداء صورة نمطية مثبتة في العقول البريطانية منذ عشرينيات القرن التاسع عشر، عندما جلب بائعو البصل تجارتهم إلى المنطقة، ومعها قبعاتهم.

قبعة قش

قبعة القش كبيرة الحجم من لولا (570 جنيهًا إسترلينيًا، 735 دولارًا).

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "إيكونومست". الأصل منشور على الرابط:

https://www.1843magazine.com/style/the-line-of-beauty/the-secret-language-of-hats