Images of many of the BBC's 100 Women 2019
BBC

كشفت بي بي سي قائمة أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة لعام 2019، وورد بين الأسماء 17 اسما من البلدان العربية.

في هذا الموسم نسأل: كيف سيكون شكل المستقبل من وجهة نظر النساء؟

جاءت الإجابات من نساء من كل أنحاء العالم يعملن في مجالات متنوعة؛ بدءا من مهندسة معمارية تقترح رؤية لإعادة بناء حيّها في مدينة حمص السورية التي دمرت الحرب كثيرا من أجزائها، مرورا برؤية امرأة تعمل في وكالة ناسا وتدير مشروع إرسال طائرة حوامة إلى المريخ.

كثير من النساء المدرجة أسماؤهن على القائمة هن من البارزات في المجالات التي يتخصصن بها، ويحاولن عرض رؤيتهن لشكل حياتنا قرابة عام 2030.

هناك أخريات أيضا على القائمة لإنجازات مختلفة حققنها خلال عام 2019، مثل السياسية "الشبح" التي تحدت المافيا، ولاعبة كرة القدم التي تواجه كارهي النساء لتمهد الطريق لمن سيأتين بعدها.

فيما يلي قائمة بأسماء النساء من البلاد العربية اللاتي وردت أسماؤهن على قائمة هذا العام.

نجاة صليبا - لبنان

نجاة صليبا
BBC

تجري الأستاذة الجامعية نجاة صليبا أبحاثا رائدة على مستوى العالم حول تلوث الهواء.

نشأت نجاة في مزرعة عائلتها في منطقة ريفية في لبنان، لكنهم اضطروا للانتقال إلى المدينة أثناء الحرب الأهلية، ففتحت عينيها على واقع التلوث الهوائي المخيف في المدينة.

وشهدت أستاذة الكيمياء إصابة أصدقاء وأقارب وزملاء لها بمشاكل ومضاعفات صحية نتيجة للتعرض لمواد سامة في البيئة المحيطة، لذا فهي تأمل أن تقود أبحاثها مع الجامعة الأمريكية في بيروت إلى إمكانية معالجة عدد من التحديات البيئة التي نعيشها اليوم.

عن رؤيتها للمستقبل، تقول: "مثل القطبين الموجب والسالب اللذين يحددان الرابط الكيميائي، ومثل علامتي اليين واليانغ اللتين تمثلان توازن الطبيعة، يجب على الرجل والمرأة أن يتشاركا الحكم حتى يتمكنا من مواجهة التهديدات البيئية الحالية والمستقبلية".

أحلام خضر - السودان

أحلام خضر
BBC

تحب أحلام خضر أن تعرف عن نفسها بـ "أم كل الشهداء السودانيين"، ويلقبها كثير من أبناء بلدها بـ "أيقونة الثورة".

فقدت أحلام ابنها هزاع، وكان عمره 17 عاما، في مظاهرة سلمية ضد الوضع الاقتصادي المتردي عام 2013، فكرست حياتها للمطالبة بالعدالة لابنها، وللكفاح من أجل حقوق كل الذين قتلوا أو "اختفوا" في السودان.

منذ مقتل ابنها تشارك أحلام، التي تعمل مشرفة في روضة أطفال، في ندوات سرية ووقفات احتجاجية ومظاهرات، وتقول إنها كانت "تضرب بقسوة" عندنا كانت قوات الأمن تقبض عليها مع زملائها.

ومع انطلاق حراك ديسمبر/كانون الأول 2018 ضد حكم الرئيس المخلوع عمر حسن البشير، برزت أحلام بين جموع المحتشدين تهتف وتردد الأناشيد، وكسبت ثقة كثير من الشباب السوداني الموجود على الأرض.

تقول أحلام: "سنعيد كل حقوقنا كسودانيين، هذه ليست أحلاما بعيدة المدى؛ فبإصرارنا سيعود السودان دولة قوية لتوفر كل مقومات النجاح فيه، وأهمها حب الشباب والشابات لبلدهم".

رجاء مزيان - الجزائر

حصلت أغنية الجزائرية رجاء مزيان "Allo le Système!" على أكثر من 35 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب. تتناول أغانيها المعارضة للحكومة قضايا الظلم الاجتماعي ومزاعم الفساد وغياب المساواة، حتى أنها اضطرت لمغادرة البلد منذ سنوات بسبب إحدى أغنياتها.

تقيم رجاء الآن في مدينة براغ، ولا تزال تدعم بقوة الاحتجاجات التي اندلعت في الجزائر هذا العام والتي خرج فيها عشرات آلاف الشباب إلى الشارع مطالبين بالتغيير.

تقول رجاء إنها تؤمن بما قالته ويني مانديلا: "إلى الذين يعارضوننا نقول: اضرب امرأة وستعرف عندها أنك كمن يضرب صخرة".

رضا الطبولي - ليبيا

رضا الطبولي واحدة من نساء كثيرات يناضلن من أجل تحقيق المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، لكنها تقوم بذلك من قلب بلد يشهد حربا طويلة - هي ليبيا.

تسعى منظمة "معا نبنيها" التي أسهمت رضا بتأسيسها، للدفع نحو إشراك النساء في حل الصراع الدائر في ليبيا من خلال عدة مبادرات. وكانت الأستاذة الجامعية قد خاطبت مجلس حقوق الإنسان في جنيف هذا العام قائلة إن اجتماعات الأمم المتحدة التي تعقد على مستويات عالية لمناقشة مستقبل ليبيا قد فشلت في إشراك النساء.

تحمل رضا شهادة ماجستير في القانون الدولي لحقوق الإنسان ودكتوراه في الصيدلة.

تقول د. رضا: "مستقبل المرأة هو الآن، ليس غدا ولا بعد غد. أدعو إلى السلام على كافة المستويات وأنا واثقة من أن النساء سيتمكن قريبا من تغيير الحال السائدة في مجالات عرفت بأنها من اختصاص الرجال تاريخيا مثل بناء السلم والتوسط لحل النزاعات".

هيفاء سديري - تونس

في عمر الـ 16 أطلقت هيفاء سديري منصة غير ربحية اسمها Entr@crush لرائدي الأعمال المستقبليين؛ حيث يمكن وصلهم بمتبرعين للمساعدة في تمويل مشاريعهم. كما توفر المنصة فرصة الحصول على دورات عبر الإنترنيت في مجالات الإدارة والمحاسبة.

تقول هيفاء: "أريد أن أصحو ذات يوم لأجد أن المساواة بين الرجل والمرأة أصبحت حقيقة. سأسهر خارج البيت حتى ساعة متأخرة تلك الليلة، وسألبس ما يحلو لي دون أن أخشى أن يتحرّش بي أحد. ستكون لدي حرية السكن بمفردي إذا أردت ذلك وسيكون دخلي مساويا لدخل الرجل".

داينا آش - لبنان

ولدت الشاعرة والمؤدية داينا آش في أمريكا، وبعد عودتها للبنان بعمر الـ 16 أسست "هافن فور أرتيستس"، وهي منظمة تضم فنانيين ونشطاء من كافة الأطياف. وهذه المنظمة هي الوحيدة في لبنان التي تؤمن مساحة ثقافية وإبداعية للنساء وللمنتميين لمجتمع الميم في البلد.

تُدير داينا مع فريقها المركز دون مقابل مادي، وهذه المساحة تشجع الفنانين والنشطاء على تبادل الأدوات والخبرات والتجارب.

تقول داينا: "علينا أن نصنع الحرية، لا أن نكتفي بالمطالبة بها". أما المقولة المفضلة لديها فهي ما قالته توني كيد بامبارا:" دور الفنان هو أن يجعل من الثورة شيئا لا يقاوَم".

مروة الصابوني - سوريا

عندما اندلعت المعارك في مدينة حمص السورية، رفضت مروة الصابوني مغادرة مدينتها. وطوال تلك الفترة عملت المهندسة المعمارية على توثيق تلك الفترة في كتاب حكت فيه قصصا عن تاريخ مدينتها، وأخرى عن عائلتها وأصدقائها من خلال نظرتها ليس فقط كمعمارية، ولكن أيضاً كزوجة وأم لطفلين تحاول أن تحميهما من تأثير الحرب.

كما وضعت مروة خططا لإعادة بناء حي بابا عمرو ليكون مكانا لأبناء المنطقة على اختلاف الخلفيات التي ينتمون إليها.

تدير مروة أول موقع يتابع أخبار الهندسة المعمارية باللغة العربية، كما حصلت على جائزة الأمير كلاوس لعملها في هذا المجال.

تقول مروة: "لا وجود لمستقبل من دون وطن. آمل أن نتمكن من رفع وعي الناس حتى نبني للجميع أماكن يشعرون بالانتماء الحقيقي إلها. وليس من المبالغة القول إن أغلب المشاكل في زمننا هذا ستزول إن نجحنا بهذا ".

غادة كدودة - السودان

تساعد الدكتورة غادة كدودة نساء عدة في مناطق نائية من السودان لتوليد الكهرباء في قرى فقيرة باستخدام الطاقة الشمسية، وذلك عبر تدريبهن ليكن مهندسات يساعدن مجتماتهن المحلية.

سمتها منظمة اليونيسف كواحدة من النساء المبتكرات؛ فقد كانت وراء إطلاق أول مختبر للابتكار في السودان، والذي يمنح الطلاب مساحة للعمل المشترك ولحل المشاكل.

الدكتورة غادة مؤسسة مجتمع المعرفة السوداني والذي يعطي الباحثين الشباب الفرصة للتفاعل بحرية والتواصل مع العلماء داخل البلاد وخارجها.

تقول د. غادة: "المستقبل القريب للنساء يعتمد على إجادتنا لاستخدام أدوات التحرر لتعزيز خياراتنا".

منال الضويان - السعودية

منال الضويان فنانة معاصرة، طوال 15 عاما وهي تستكشف في أعمالها مواضيع تتعلق بالأرشيف والذاكرة وتمثيل المرأة السعودية.

عام 2018 بدأ عرض اثنين من أعمالها في الغاليري الإسلامي في المتحف البريطاني.

"أرى كل يوم روعة وشجاعة النساء من حولي، وأنا على ثقة من أن المستقبل سيكون أفضل فقط عندما تحوز هذه النساء على المكانة المناسبة لهن في المجتمع والتاريخ "

فريدة عثمان - مصر

أصبحت فريدة عثمان أو "السمكة الذهبية" في مصر عام 2017 أول شخص في بلدها يحقق عالميا رقما قياسيا في السباحة عندما حصلت في بطولة العالم للألعاب المائية على ميدالية برونزية لسباق الخمسين متر فراشة، كما حصلت على الميدالية ذاتها هذا العام للمرة الثانية.

وأصبحت فريدة مصدر إلهام لكثير من الشابات حيث تحفزهم على السباحة، وحاليا تتحضر لتحقيق طموحها بالمشاركة والفوز بميدالية في أولمبياد طوكيو 2020.

تقول فريدة: "آمل أن يتزايد في المستقبل عدد اللاعبات المميزات في مختلف الرياضات كي يمثلن مصر على المستوى الدولي. أريدهن أن يتمسكن بأحلامهن وأن يفعلن ما يجب فعله كي تتحقق تلك الأحلام".

نور شاكر - سوريا

غادرت مهندسة الكومبيوتر نور شاكر بلدها سوريا عام 2008 متجهة نحو أوروبا بسبب شغفها بمتابعة دراسة الذكاء الصنعي. وبعد أكثر من عشر سنوات ناجحة في المجال الأكاديمي، قررت تحويل مهاراتها نحو مجال الابتكار. كانت إصابة والدتها بسرطان الرئة الدافع لها لنقل خبرتها نحو عالم الدواء. وكانت النتيجة تقنيات رائدة تستخدم الذكاء الصناعي للتسريع في عملية صنع أدوية جديدة. جذب عملها اهتمام شركات دواء عالمية كما وضعتها جامعة MIT الأمريكية الشهيرة على قائمة "مبتكرين تحت سن الـ35 عاما".

"نحن على مشارف عهد جديد في مجال الاكتشافات الطبية والصحية؛ فالخوارزميات الآن قادرة وحدها على تطوير وطرح قدرات هائلة للابتكار على نحو لم نعرفه من قبل. وبذلك سيكون بقدرة الأجيال القادمة الكشف المبكر عن أمراض قاتلة، والوقاية منها، وكل هذا سيرفع من معدل الحياة ويقود إلى صحة أفضل".

سماح سبيع - اليمن

تعمل المحامية اليمنية سماح سبيع بلا كلل في ظروف شديدة الصعوبة منذ اندلاع الحرب في بلدها عام 2015.

وتقدم سماح الدعم القانوني لأهالي المعتقلين والمختفين قسريا وضحايا التعذيب. وقد تمكنت مع فريقها هذا العام من خلال عملها مع منظمة مواطنة لحقوق الإنسان من لم شمل بعض هذه العائلات. ولا تتوقف سماح عن النداء والمطالبة بإطلاق سراح الأطفال الذين لا يزالون رهن الاحتجاز، وبعدم حرمانهم من حق التعليم.

عن المستقبل الذي تتمناه، تقول سماح: "سيأتي الوقت الذي يقتنع فيه الجميع بأنه لاجدوى من الحرب، وبالتالي ستتغير كثير من الأشياء ومن ضمنها تعديل كثير من التشريعات المتعلقة بالمرأة، وبالإنسان اليمني عموما ".

العنود الشارخ - الكويت

الدكتورة العنود الشارخ واحدة من مؤسسات حملة إلغاء المادة 153 التي تنادي بإلغاء قانون ما يسمى بـ "جرائم الشرف" في الكويت.

تعمل مع عدة مؤسسات للدفع نحو المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط، وكانت أول كويتية تحصل على وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي لدفاعها عن حقوق المرأة.

تقول د.العنود: "تدريب وتمكين نساء يكن قائدات في المستقبل هو تحد كبير أفعل ما بوسعي ليتحقق في المستقبل القريب، ليس فقط في الكويت لكن في المنطقة كلها ".

آية بدير - لبنان

أسست آية بدير شركة ليتل بيتس "LittleBits" والتي اخترعت مجموعة وحدات إلكترونية ممغنطة والتي تسمح لأي شخص "بالبناء والاختراع".

المميز أنها استهدفت الأطفال وتحديدا الفتيات في عمر العاشرة. استخدمت هذه القطع في الآلاف من مدارس الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا العام أطلقت آية مبادرة بقيمة 4 ملايين دولار مولتها شركة ديزني لمحاولة لسد الفجوة بين الجنسين في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار من خلال تزويد 15000 فتاة في عمر العاشرة في كاليفورنيا بمجموعات مجانية من قطع ليتل بيتس.

تقول أية: "أنا في مهمة لضمان أن يكون كل طفل في العالم، بغض النظر عن جنسه وعرقه وبيئته، مزودا بالمهارات اللازمة له ليصنع العالم الذي يريد العيش فيه".

رنا القليوبي - مصر

رنا القليوبي رائدة أعمال مختصة بالذكاء العاطفي الصناعي. طورت برنامجا لفهم المشاعر عبر تحليل تعابير الوجه من خلال الكاميرا.

وتستخدم هذه التكنولوجيا في المركبات لاكتشاف السائقين الذين يغفون على الطريق. تنادي رنا بالمساواة بين الجنسين في مجال التكنولوجيا والذكاء الصناعي، وكانت قد حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج وشهادة أخرى من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق MIT.

"أصبح الذكاء الصنعي نقطة تحول في حياتنا: فهو يتصرف نيابة عنا على نحو متزايد؛ ويقوم بالأدوار التي كانت موكلة للبشر. أثناء تخطيطنا للمستقبل، علينا ضمان تمثيل الناس المنتمين لمختلف الأطياف في هذا المجال بغض النظر عن الجنس أوالعرق أوالسن أوالمستوى التعليمي أو أرائهم. هذا هو الضامن الوحيد لنتأكد أننا نعطي الأولوية للبشر لا لما هو صناعي ".

أيساتا لام - موريتانيا

أنشأت أيساتا لام غرفة التجارة للشباب في موريتانيا لدعم رائدات الأعمال الشابات اللاتي يكافحن من أجل الحصول على تمويل لشركاتهن الناشئة. كما أنها مدافعة عن حقوق المرأة. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدعينها عضوة في المجلس الاستشاري للمساواة بين الجنسين في مجموعة السبع.

حول أملها للمستقبل، تقول أيساتا: "يأتي الوقت الذي لا يستطيع أحد فيه إسكات أصوات النساء أو تجاهلها. يأتي الوقت الذي تعتبر فيه مشاركة المرأة في التحديات اليومية بقدر ما يشارك الرجل ضرورية. يأتي الوقت الذي فيه مكان المرأة على الطاولة غير قابلة للتقاش. هذا الوقت هو الآن ".

جواهر روبل - صومالية بريطانية

جواهر روبل هي أول امراة مسلمة ذات بشرة سوداء وترتدي الحجاب تحكم مباراة في المملكة المتحدة. بعد مجيئها إلى بريطانيا من الصومال وهي في عمر العاشرة، اكتشفت شغفها بعدد من الرياضات. واليوم تدرس جواهر الإدارة وتدريب كرة القدم، وتأمل أن تتخرج عام 2020.

تقول جواهر: "لدي حلمان: أن أحكّم مباراة نهائية في بطولة كأس العالم لكرة القدم النسائية وأن أجعل أكبر عدد ممكن من الفتيات يلعبن كرة القدم. أدعو المزيد من النساء للمشاركة وتحكيم المباريات ".