إيلاف من لندن: تم الإعلان عن اختيار كلية مارلبورو، المدرسة السابقة للأميرة كيت، لتكون الوجهة التعليمية القادمة للأمير جورج، حسب تقارير مطلعة. وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة طويلة الأمد للعائلة الملكية، حيث من المتوقع أن يلتحق بها أيضًا شقيقاه الأصغر، الأميرة شارلوت والأمير لويس.

الكلية، التي تقع في مقاطعة ويلتشير، تمتد على مساحة 286 فدانًا وتُعتبر واحدة من أرقى المؤسسات التعليمية في المملكة المتحدة، حيث تبلغ تكلفة الدراسة السنوية فيها حوالي 59 ألف جنيه إسترليني. وقد تم اختيار المدرسة بعد دراسة دقيقة لجميع الجوانب، بما في ذلك البيئة التعليمية والبنية التحتية والأهم من ذلك، التدابير الأمنية.

أولوية الأمن: اختيار دقيق للسكن
الأمير جورج، البالغ من العمر 11 عامًا، سيكون أول أبناء العائلة الملكية الذين يلتحقون بالكلية. وقد تم تخصيص "منزل C1" ليكون مقر إقامته داخل الحرم المدرسي. هذا المنزل الداخلي، الذي يضم 59 طالبًا، يقع في قلب الكلية ضمن ساحة الكلية الرئيسية، مما يجعله موقعًا استراتيجيًا من الناحية الأمنية.

ويوضح مصدر داخلي أن المنازل "الخارجية"، الواقعة على طريق باث خارج الحرم الرئيسي، تُشكل مخاطر أمنية أكبر بسبب موقعها المنعزل وضرورة التنقل بين المباني. ويقول المصدر: "الأمير جورج سيحتاج للبقاء في أحد المنازل الداخلية لضمان سلامته".

يُعد اختيار هذا المنزل خطوة مهمة في تخطيط إقامة الأمير، حيث يوفر موقعه المركزي تحكمًا أفضل في الحركة ويقلل من مخاطر التعرض لأي تهديدات أمنية محتملة.

هيكل الكلية وتوزيع المنازل
تتكون كلية مارلبورو من 16 منزلًا طلابيًا، ستة منها مخصصة للبنين، وستة للفتيات، وأربعة منازل مختلطة. تمتد هذه المنازل عبر الحرم الرئيسي وبعض المناطق المجاورة في البلدة. يوفر هذا التوزيع خيارات متعددة للطلاب ولكنه يتطلب اهتمامًا خاصًا بالأمن، خاصة للأفراد من العائلة الملكية.

وقال أحد المطلعين على المناقشات المتعلقة بالتحاق الأمير جورج بالكلية لـ"GBN": "المحادثات تسارعت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، حيث يُنظر إلى هذه الخطوة بعناية فائقة من قبل العائلة. الجميع في الكلية، من الآباء إلى الإداريين، يتحدثون عن هذا الحدث".

زيارة الأمير جورج للكلية عام 2023
في عام 2023، قام الأمير جورج، برفقة والديه الأمير وليام والأميرة كيت، بزيارة استكشافية إلى كلية مارلبورو، التي تقع في مقاطعة ويلتشير، للتعرف على البيئة التعليمية والبنية التحتية للكلية. هذه الزيارة، التي جرت بهدوء بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، حملت أبعادًا استراتيجية للعائلة الملكية، حيث شكّلت فرصة لتقييم مدى ملاءمة الكلية من جميع النواحي قبل اتخاذ القرار النهائي بالالتحاق.

الزيارة لم تكن مجرد إجراء رسمي، بل جاءت مدفوعة بالطابع الشخصي، إذ تحمل الكلية ذكريات خاصة للأميرة كيت، التي أمضت فيها سنواتها الدراسية. كونها على دراية بالبرامج التعليمية ومستوى الرعاية المقدمة للطلاب، كانت الأميرة كيت بمثابة المرشد الأمثل لتقييم الكلية باعتبارها الوجهة التعليمية التالية لأطفالها.
وخلال الزيارة، استعرضت العائلة الملكية المرافق التعليمية المتطورة للكلية، والتي تشمل مناهج أكاديمية قوية وبرامج رياضية وفنية متميزة. كما أُجريت محادثات مع الإدارة بشأن التدابير الأمنية، والتي تُعد أولوية قصوى لعائلة تنتمي إلى النظام الملكي. وتضمنت الزيارة جولة شملت المنازل الطلابية، بما في ذلك "منزل C1"، الذي تم اختياره لاحقًا ليكون مقر إقامة الأمير جورج داخل الحرم المدرسي.

تجربة جيمس ميدلتون: وجهات نظر مختلطة
قدم جيمس ميدلتون، شقيق الأميرة كيت ميدلتون، وجهة نظر مركبة حول تجربته في كلية مارلبورو، وهو ما أثار اهتمامًا واسعًا بالنقاش حول بيئة المدرسة وطريقة تعاملها مع طلابها.
في مقابلة أجريت معه العام الماضي، تحدث جيمس بصراحة عن الجوانب الإيجابية والسلبية التي مر بها أثناء سنواته في الكلية. رغم وصفه للمدرسة بأنها "رائعة" واعتباره نفسه محظوظًا بالالتحاق بها، إلا أنه وجه انتقادات واضحة للنظام الذي وصفه بأنه يركز بشكل مفرط على النجاح الأكاديمي والرياضي.
وقال جيمس: "ربما كان انتقادي الأكبر هو التركيز الشديد على ما يُعتبر نجاحًا، سواء في الدرجات أو في الفرق الرياضية الأولى. كان هناك تركيز مفرط على الأفضل دائمًا – الأفضل في الصف، الأفضل في الرياضة، الأفضل في كل شيء".

كانت الفرق الرياضية جزءًا أساسيًا من تجربة جيمس في مارلبورو، لكنه أشار إلى وجود تباين كبير في الاهتمام الذي تلقته الفرق المختلفة. وأوضح أن الكلية كانت تضم ثمانية فرق رياضية في كل رياضة، لكنها ركزت بشكل خاص على الفرق الأولى فقط. وأضاف جيمس: "لم أكن أبدًا ضمن الفرق الأولى. شقيقاتي كنَّ ناجحات جدًا وحققن إنجازات كبيرة في تلك الفرق، لكنني شعرت أنني عالق في القاع".
أشار جيمس إلى أن هذا التفاوت في الاهتمام كان له تأثير على الطلاب الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الصفوف العليا، حيث شعروا بأنهم أقل تقديرًا. وقال: "كان ذلك شعورًا صعبًا، لأنه كان يبدو أن النجاح يُقاس فقط بالوجود في القمة".

فيما يتعلق بالجوانب الشخصية لتجربته، أشار جيمس إلى أن الكلية ربما فشلت في اكتشاف بعض التحديات التي واجهها في تلك الفترة. وقال: "كانت هناك أشياء كنت أجدها صعبة، ولكن لم يتم ملاحظتها أو معالجتها بشكل كافٍ. أعتقد أنه لو تم اكتشاف هذه الأمور مبكرًا، لكان من الممكن أن يساعدني ذلك في التعامل مع نفسي بشكل أفضل".
وأضاف جيمس أن الشعور بعدم القبول أو الفشل كان له تأثير طويل الأمد على ثقته بنفسه. وأوضح: "ربما لو شعرت بمزيد من القبول آنذاك، لما كنت شعرت أنني قد فشلت. كان بإمكاني إدارة توقعاتي بشكل أفضل، وربما تجنبت بعض التحديات التي واجهتها في المستقبل".

ورغم انتقاداته، لم يُنكر جيمس أن مارلبورو كانت بيئة مميزة وقدمت له فرصًا فريدة. وقال: "لا يمكنني أن أنكر أنها كانت مدرسة رائعة، وأشعر بأنني محظوظ لأنني التحقت بها".
تعكس تصريحات جيمس ميدلتون جانبًا شخصيًا من التجربة الدراسية في مارلبورو، وهي تجربة لا تزال تلقي بظلالها على الخيارات التعليمية للعائلة الملكية اليوم. وبينما أبدى جيمس ملاحظاته حول الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، فإن التجربة الناجحة لشقيقاته، بما في ذلك الأميرة كيت، تلقي الضوء على تنوع النتائج والفرص التي توفرها المدرسة.

موازنة التعليم والأمن
إن اختيار كلية مارلبورو يمثل توازنًا دقيقًا بين تقديم تعليم من الطراز الأول وضمان أقصى درجات الأمان للأمير وأشقائه. وقد أثار هذا القرار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية، حيث تُعتبر هذه الخطوة علامة على استمرار تقاليد العائلة الملكية في توفير تعليم متميز لأفرادها.

* أعدت إيلاف التقرير عن "GBN": المصدر