إيلاف من لندن: رصدت صحيفة التلغراف البريطانية في تقرير حديث للكاتبة روان بيليغ تصاعد الاهتمام الشعبي بحقن إنقاص الوزن، في ظل تخلي شرائح واسعة من الناس عن التمارين الرياضية، وحميات الكيتو، والصيام المتقطع، باعتبارها وسائل بطيئة ومرهقة لا تواكب وتيرة الحياة العصرية.

بيليغ، التي تستهل تقريرها برصد حال بعض أصدقائها ممن باتوا "مدمنين على الظهور برشاقة"، تشير إلى أن هؤلاء يعيشون حالة قلق متصاعد إزاء الزيادة المرتقبة في أسعار هذه الحقن، والتي قد تبلغ وفق التوقعات نحو 170 في المئة. وتنقل الكاتبة عن إحدى النساء قولها: "لا شيء يضاهي شعور النحافة"، في تعبير يلخّص حالة التعلق النفسي الشديد بهذه الوسيلة السريعة لفقدان الوزن.

وتلفت الكاتبة إلى أن بعض النساء يفضلن الاستغناء عن أشياء كثيرة، ما عدا حقن فقدان الوزن التي أصبحن يعتمدن عليها في إدارة صورة أجسادهن. وتشير إلى أن إعلان الشركة المصنّعة لعقار "مونجارو" تعليق مبيعاته في المملكة المتحدة حتى اعتماد الأسعار الجديدة، أحدث حالة من الذعر الفوري بين المستخدمين، الذين يخشون خسارة وسيلتهم المفضّلة في التحكم بالوزن.

ووفق تقديرات أولية أوردها التقرير، فإن عدد متلقي هذه الحقن في المملكة المتحدة بلغ نحو 1.5 مليون شخص، ما يعكس مدى انتشارها، لا سيما في أوساط هجرت الوسائل التقليدية للتنحيف، واعتبرتها مرهقة، بطيئة، بل وربما غير فعالة.

الكاتبة، التي لا تخفي قلقها من تداعيات النقص المحتمل في المعروض وارتفاع الأسعار، تطرح تساؤلات حول إمكانية نشوء سوق سوداء لتداول هذه الأدوية، في ظل الطلب المتزايد عليها. كما تصف العقلية المرتبطة بهوس فقدان الوزن بأنها "إدمانية ومخيفة"، مستندة في ذلك إلى تجربتها الشخصية مع اضطراب البوليميا العصبي، والذي رافقها من أواخر سنوات المراهقة وحتى بلوغها الخامسة والعشرين.

وتختم بيليغ مقالها بتأمل شخصي تقول فيه: "لو لم أتعلم كيف أسيطر على رغباتي، وأتوقف عن الأكل عند أول علامات الشبع، ربما كنت سأستخدم هذه الحقن بنفسي، وربما أكون الآن على وشك نوبة هلع بسبب ارتفاع سعر جرعتي".

وتشهد أسعار دواء "مونجاررو" لإنقاص الوزن في المملكة المتحدة زيادة كبيرة بدءاً من 1 أيلول (سبتمبر)، إذ سترتفع تكلفة الجرعة 2.5 ملغ من 122 إلى 133 جنيهاً إسترلينياً، فيما ستقفز الجرعتان الأعلى (12.5 ملغ و15 ملغ) إلى 330 جنيهاً، وفق ما أوردته صحيفة The Telegraph.

ويأتي هذا التغيير بعد ضغوط مارستها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركات الأدوية لخفض الأسعار داخل الولايات المتحدة، مقابل رفعها في أسواق مثل بريطانيا. وتستهدف الزيادة المرضى الذين يحصلون على الدواء من مزوّدين خاصين مثل Boots وMedExpress، في حين ستبقى أسعار NHS مستقرة بموجب اتفاق منفصل مع الشركة المصنّعة Eli Lilly. وقد علّقت الشركة مؤقتاً تزويد الصيدليات بالدواء بالسعر الحالي لتفادي التخزين، في خطوة تستمر حتى بداية أيلول. وتنصح الصحيفة المرضى بالتواصل مع مزوّديهم للاستفسار عن الخصومات، أو التفكير بالتحوّل إلى مزوّدين مثل Pharmacy2U الذي أكد تجميد أسعاره حالياً.