فاتن حموي من بيروت: رحل الفنان عازار حبيب عن عمر يناهز 62عاماً إثر نوبة قلبية حادّة، رحل بهدوء فقلبه لم يعد يقوى على المواجهة في ظلّ ما عاناه من تهميش على مدى سنوات، كان يشعر بالإحباط من الساحة الفنية وآثر الابتعاد، قال أخيراً إنّه صائم عن الكلام، ولن يفتح فمه بكلمة حول ما يحصل باسم الفن من جرائم تطال اللحن والكلمة والفن أولاً وأخيراً. رحل الحبيب تاركاً إرثاً من أغنيات منحت عشّاق الفن الراقي مساحات واسعة وخصبة من الأحاسيس، رحل كاتباً quot;ع جبين الليلquot; قصة عشقه للفن، وترك أغنيات ملأى بالرّقة والهدوء والعذوبة ستبقى طالما بقيت quot;كوار العسلquot;، غازل حبيبته بأكثر من أغنية وسألها quot;شو قولكquot; ووشوشها بـquot;لولاكي يا ملاكيquot; ، أعطى صديقه كلّ ما تختزنه معاني الصداقة وقال له quot;إنت رفيقي يا صديقي وأغلى من خيي الحقيقيquot;، ناجى قريته وباقي قرى الوطن... غنّى إلى أن قال quot;احترنا شو بدنا نغنيquot;. يا مَن سكنتَ بقلب الأغنية التي زرعتها ولملمت حنانها، سننتظر حنانك الذي لملمته وجمعته في سماء الفن، ومع كلّ ليلة ستصدح النجوم quot;ليلية بترجع يا ليلquot; وستسأل عنك وستلوم مَن قهر قلبك وأوجعك حتى الموت. ولا اعتراض طبعاً على حكم الله، لكّن مَن عرف عازار حبيب عن كثب، يعرف جيداً أنّه التزم الصمت لشدة الألم والحزن على ما تشهده الساحة الفنية من موبقات.
عازار حبيب من مواليد لبنان، بلدة حواش قضاء راشيا، عام 1945، كان في بداياته أحد أعضاء فرقة غربية ثم اتّجه للغناء باللغة العربية واشتهر في الثمانينيات بكثير من الأغنيات مثل quot;يا رايح ع ضيعتناquot;، quot;صيدلي يا صيدليquot;، quot;شو قولك فينا نرجعquot;، quot;مش مهمquot;، quot;نانا ناناquot;، quot;بدك زقفةquot;، quot;عم تكبر الفرحةquot;، وغيرها الكثير الكثير.
كما عمل عازار حبيب في مجال التأليف والتلحين لكثير من المطربين والمطربات وفي عدد من المسرحيات الغنائية في لبنان والدول العربية، وكان عضواً في نقابة الفنانين المحترفين في لبنان وفي لجنة المراقبة لصندوق تعاضد الفنانين.
هذا وتُقام الصلاة على روح الراحل عند الثانية عشرة من ظهر اليوم (السبت) في كنيسة السيدة في الفنار.الصلاة على روح الراحل عند الثانية عشرة من ظهر اليوم في كنيسة السيدة في الفنار.
,