حذرت السفارة الأميركية في بغداد من تهديدات quot;أمنية محددةquot; في جميع انحاء العراق ودعت رعاياها في هذا البلد الى توخي الحذر وعدم السفر عبر مطار بغداد الدولي وتغيير مسارات تحركهم وتوقيتاتها.

حذرت السفارة الاميركية رعاياها من السفر عبر مطار بغداد الدولي حتى الثامن من الشهر الحالي مبررة ذلك بأسباب تعود الى quot;وجود معلومات بشأن تهديد محدد للأمنquot; من دون توضيح ماهية هذه التهديدات .
واضافت السفارة في بيان صحافي الاحد إنها حظرت على العاملين لديها استخدام مطار بغداد الدولي حتى الثامن من شهر نيسان الحالي وشددت على المواطنين الأميركيين في جميع أنحاء العراق توخي الحذر من هذه التهديدات. ونصحت الرعايا الأميركيين بتجنب لفت الأنظار وتغيير أيام وتوقيتات ومسارات سفرهم، بالإضافة الى توخي الحذر أثناء القيادة وعند دخول سياراتهم أو الخروج منها .
ويأتي هذا التحذير بعد آخر مماثل للسفارة اصدرته في الثالث عشر من شباط (فبراير ) الماضي حذرت فيه الولايات المتحدة مواطنيها من السفر الى العراق . وحذرت وزارة الخارجية الاميركية المواطنين الاميركيين من السفر الى العراق إلا في حال الضرورة، وقالت ان التنقل داخل العراق يظل quot;يشكل خطرًا اذا اخذنا الوضع الامني في الاعتبارquot;، كما قالت السفارة الاميركية في العراق في بيان صحافي حصلت quot;ايلافquot; على نصه.
وجاء تحذير السفارة اليوم متزامناً مع تحذيرات من محاولات يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) فتح جبهة جديدة في مواجهة قوات الامن العراقية بهدف التقدم نحو بغداد لتخفيف الضغط الذي يواجهه في الفلوجة المحاصرة.
وتأتي هذه المحاولات والمواجهات الحالية التي ترافقها قبيل انتخابات تشريعية ستشهدها البلاد نهاية الشهر الحالي، ما يثير تساؤلات عن قدرات الجيش والشرطة على صد الهجمات التي يشنها مسلحون بسطوا سيطرتهم على مدينة الفلوجة التي لا تبعد سوى حوالى ستين كيلومترًا عن بغداد.
وتعكس محاولة التقدم التي قام بها عناصر (داعش) في قضاء ابو غريب والمواجهات التي تبعتها في منطقتي زوبع والزيدان، وفشلهم في السيطرة على معسكر في منطقة اليوسفية في اطراف بغداد طموح هذه الجماعة رغم الحصار الذي تواجهه في الفلوجة.
وتخوض قوات الجيش العراقي معارك في المحافظة سمحت باستعادة مناطق كثيرة في الرمادي، لكنها ما زالت تواجه صعوبات في الفلوجة التي تواصل حصارها وقصف اهداف في داخلها. وكانت الفصائل المسلحة التي تسيطر على مدينة الفلوجة منذ عدة اشهر توصلت الى اتفاق يقضي بتقاسم مناطق النفوذ وشطرها الى جزءين شمالي وجنوبي، بحسب ما افاد شهود من المدينة.
وادت الاحداث الاخيرة في الفلوجة والرمادي الى نزوح مئات الالاف من هاتين المدينتين نحو محافظات اخرى في البلاد. وتشكل سيطرة التنظيمات الاسلامية المتطرفة على مدينة الفلوجة خصوصًا حدثًا استثنائيًا نظرًا الى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في عام 2004 .