فيما أبلغ مصدر عراقي عليم quot;إيلافquot; أن الرئيس العراقي جلال طالباني لم يستعد صحته بعد، وأنه بالكاد يتعرف إلى زائريه القليلين، فإن نجله قوباد أشار اليوم إلى أن صحة والده الآن أفضل منها في العام الماضي، لكنه لم يحدد موعدًا لعودته إلى العراق.


أسامة مهدي: أشار المصدر إلى أن طالباني لم يستعد صحته بشكل كامل بعد، وأنه بالكاد يتعرف إلى زائريه في المستشفى الألماني الذي يعالج فيه منذ أواخر عام 2012. وأكد أن عائلة طالباني مازالت ترفض زيارة شخصيات عراقية له، موضحًا أن آخر زيارة له كانت من قبل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في مطلع شباط (فبراير) الماضي، لكنه لم يتعرف إليه، الأمر الذي فاجأ بارزاني، مكتفيًا بإصدار بيان يقول إنه quot;إطلع على الوضع الصحي للرئيس العراقي جلال طالبانيquot; من دون توضيح طبيعة هذا الوضع، الأمر الذي أثار شكوكًا بعدم وجود تحسن ملموس في صحة الرئيس، حيث يعاني شبه شلل في جانبه الأيسر من جسده.

أضاف البيان أن بارزاني قد اطلع في برلين على حالة طالباني quot;عن قربquot;، لكن لم يتم نشر أي صور عن اللقاء أو الإشارة إلى وضعه الصحي. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقابل فيها مسؤول عراقي كبير طالباني منذ رحيله إلى ألمانيا في كانون الأول (ديسمبر) عام 2012 إثر إصابته بجلطة دماغية خطيرة، ليعالج في أحد مستشفياتها منذ ذلك الوقت.

لا عودة محددة
واليوم أعلن قوباد طالباني نجل الرئيس العراقي أن صحة والده quot;جيدة جدًاquot;، وأن من حقه أخذ الوقت الكافي وعدم الاستعجال في عودته إلى أرض الوطن إلى أن يتعافى بصورة تامة.

وأكد قوباد طالباني، خلال كلمة لدى مشاركته في حفل بدء الحملة الدعائية للاتحاد الوطني الكدرستاني، أن هناك تحسنًا ملحوظًا لحالة الرئيس الصحية مقارنة بالعام الماضي.. موضحًا quot;أن الرئيس طالباني ضحّى بسني حياته من أجل وصول كردستان إلى هذا اليوم، لذا من حقه علينا أن نعطيه الوقت اللازم لعودته إلينا سالمًا معافىquot;. وأشار إلى أن قرار عودة الرئيس إلى العراق هو بيد الأطباء المشرفين على علاجه الذين سيقررون ذلكquot;.

وكان آخر ظهور علني لطالباني عندما عرضت قناة quot;كرد سات الفضائيةquot; مساء العاشر من كانون الأول (ديسمبر) 2013 صورًا جديدة للرئيس طالباني جالسًا مع عقيلته هيروا إبراهيم أحمد، حيث أكدت القناة أن quot;الصور التقطت في الثامن من الشهر نفسهquot;.. وquot;أن طالباني يبعث التحية إلى مؤيدي حزبه والشعب الكردستاني والشعب العراقيquot;.

تأتي تصريحات نجل طالباني عن صحة والده قبل شهر من انتهاء ولايته رئيسًا للجمهورية العراقية، والتي ستكون بإجراء الانتخابات العامة، التي سيشهدها العراق في 30 من الشهر الحالي، وكذلك عشية انتخابات مجالس المحافظات في إقليم كردستان، التي ستجري في اليوم نفسه، والتي يتطلع فيها حزب طالباني إلى مكاسب عقب النكسة التي ألمّت به خلال الانتخابات البرلمانية في الإقليم، التي جرت في نيسان (أبريل) عام 2013، والتي لم يحصل فيها إلا على 18 مقعدًا، واحتل بذلك المركز الثالث بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، الذي حاز 38 مقعدًا، وحركة التغيير المعارضة بقيادة نوشيروان مصطفى، التي حصدت 24 مقعدًا، ثم جاء الاتحاد الإسلامي في المركز الرابع بحصوله على 10 مقاعد، ثم الجماعة الإسلامية، التي حصلت على 6 مقاعد من بين مقاعد البرلمان، البالغة 111 مقعدًا.

استياء في صفوف الوطني الكردستاني
ويقول مراقبون إن الاتحاد الوطني الكردستاني، ثاني أكبر الأحزاب القومية الحاكمة في كردستان العراق، يعاني منذ مدة ليست بالقصيرة استياء واعتراضا داخل صفوف تنظيماته. وسبق للزعيم الشيعي مقتدى الصدر أن اقترح في أيار (مايو) من العام الماضي ترتيب زيارة لمسؤولين عراقيين لطالباني للإطلاع عن قرب على وضعه الصحي، لكن عائلته رفضت الاستجابة للطلب.

ومنذ إصابته بجلطة دماغية، ونقله إلى ألمانيا، والتقارير الرسمية عن صحة طالباني تتناقض في معلوماتها بين تحسن صحته وقرب عودته إلى بلده وبين تدهورها وموته سريريًا.

من جهتهم رفض قياديون في الاتحاد الوطني الكردستاني الحديث عن وضع طالباني الصحي، وأشاروا إلى أن الاتحاد خوّل محافظة rlm;كركوك نجم الدين كريم حصرًا التصريح بشأن حالة الرئيس، حيث أشار في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى أن صحة الرئيس طالباني rlm;مستقرة، وأن عودته إلى البلاد باتت قريبة.

معروف أن طالباني يعاني أزمات صحية منذ عام 2007، حيث نقل حينذاك إلى مستشفى rlm;الحسين الطبي في الأردن، وأمضى أسابيع عدة فيه، ثم نقل لتلقي العلاج في مستشفى مايو كلينك في الولايات المتحدة الأميركية. وفي أيار (مايو) من العام نفسه أجريت له عملية جراحية في أحد صمامات rlm;القلب في مستشفى مايو كلينيك في ولاية مينيسوتا الأميركية، وذلك بعد أيام من الإعلان عن إجراء جراحة rlm;له في الركبة في آب (أغسطس) عام 2008.rlm;

ثم تدهورت الحالة الصحية لطالباني مرة أخرى في السابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 2012 إثر إصابته rlm;بجلطة دماغية أدخل على أثرها مستشفى مدينة الطب في بغداد من دون أن يستقر وضعه الصحي، فنقل بعد rlm;أربعة أيام إلى مستشفى متخصص في ألمانيا. وقالت الرئاسة العراقية في 20 من الشهر نفسه إنه قد تم استقدام أطباء ألمان إلى العراق، فأوصوا بنقل طالباني إلى ألمانيا على عجل، حيث أدخل إلى أحد المستشفيات الكبيرة هناك، وما زال يتلقى العلاج فيه.

الدستور العراقي وخلو منصب الرئيس
وكانت رئاسة الإدعاء العام العراقية قد طالبت رئاسة مجلس النواب في منتصف العام الماضي بانتخاب رئيس للجمهورية بدلًا من طالباني، ودعت رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي إلى اتخاذ الإجراءات القانونية لانتخاب خليفة لطالباني.

وجاء في بيان مقتضب لرئاسة الإدعاء، إطلعت عليه quot;إيلافquot;، أن ذلك يأتي quot;نظرًا إلى مرور فترة طويلة على غياب فخامة رئيس الجمهورية عن منصبه تطبيقًا لأحكام المادة (72/ ثانيًا/ ج) من دستور جمهورية العراق الخاصة بالإجراءات القانونية الواجب اتخاذها في حال خلو منصب رئيس الجمهورية، واستنادًا إلى أحكام المادة (1) من قانون الإدعاء العام رقم (159) لسنة 1979المعدلquot;.

ويأتي هذا الإجراء استنادًا إلى أحكام المادة 72 من الدستور لكون رئيس الجمهورية غائبًا عن المنصب منذ فترة بسبب المرض وذلك تنفيذًا لأحكام المادة الدستورية هذه، حيث إنه لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية لإكمال المدة المتبقية لهذه الدورة الرئاسية، التي تنتهي بالانتخابات النيابية العامة في البلاد في آخر الشهر الحالي.

وتنص الفقرة ج من المادة الدستورية 72 تنص على أنه في حال خلو منصب رئيس الجمهورية لأي سبب من الأسباب يتم انتخاب رئيس جديد لإكمال المدة المتبقية لولاية رئاسة الجمهورية. وبحسب مواد الدستور العراقي المتعلقة بخلو منصب رئيس الجمهورية، فإن الفقرة الثالثة من المادة 75 منه تنص على أنه quot;يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لأي سبب كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد، خلال مدة لا تتجاوز 30 يومًا من تاريخ الخلوquot;.

كما تنص المادة 67 من الدستور على quot;أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه، وفقًا لأحكام الدستور، وينتخب مجلس النواب رئيس الجمهورية، بغالبية ثلثي عدد أعضائه، وتحدد ولاية رئيس الجمهورية بأربع سنوات، وتجوز إعادة انتخابه لولايةٍ ثانيةٍ فحسبquot;.

ويعاني طالباني (80 عامًا) منذ سنوات مشاكل صحية، وهو أول رئيس كردي في تاريخ rlm;العراق الحديث، وقد انتخب رئيسًا لمرحلة انتقالية في نيسان (إبريل) عام 2005، وأعيد انتخابه في نيسان عام 2010 rlm;لولاية ثانية لأربع سنوات أخرى.rlm;