عاد الحراك المدني إلى الرقة السورية وبقوة غير مسبوقة، حيث خرجت تظاهرات نسائية في وسط المدينة، تنادي بالإفراج عن المعتقلين لدى quot;داعشquot; أسوة بالصحافيين الفرنسيين المفرج عنهما أخيرًا، وتجاوز عدد المتظاهرات أكثر من 50 امرأة وفتاة يطالبن برحيل التنظيم عن الرقة.


بهية مارديني: يشهد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام quot;داعشquot; حالة من التخبط والفوضى، بعد تقارير أثبتت سفر قادة التنظيم إلى العراق. وأكد ناشطون في الرقة لـquot;إيلافquot; أن التنظيم، وللمرة الأولى، لم يتعرّض لتلك التظاهرات النسائية.

وكان عناصر التنظيم لاحقوا في وقت سابق فتاة، ودخلوا إلى منزلها، في محاولة لضربها، بحجة أنها لا ترتدي النقاب الشرعي، إشارة إلى أن الفتاة من عشيرة كبيرة، وإلى أن معظم أفراد العشيرة هم من عناصر التنظيم.

انشقاقات إثر اعتقالات
يرى ناشطون من مدينة الرقة أنه كان لهذه الحادثة أثر كبير في انشقاقات وانقسامات في صفوف التنظيم، إضافة إلى الاقتتال بين أقارب الفتاة وعناصر التنظيم. وكان التنظيم اعتقل نشطاء بارزين في الثورة ومعارضين، مثل المحامي الحقوقي عبد الله الخليل، والناشط فراس الحاج صالح، والدكتور إسماعيل الحامض، كما اعتقل رسل سلام، مثل الأب باولو وغيرهم كثر، ولا يزال مصير المعتقلين مجهولًا إلى اليوم، حيث لا يدلي عناصر التنظيم أو قياداته بأية معلومة عن المعتقل لذويه.

للأسف كذلك لا يعرف مصير معتقلين عدة، مثل الناشطة الحقوقية رزان زيتونة، والناشطة سميرة خليل، وناشطين معروفين عديدين، كانوا اعتقلوا في ريف دمشق، ثم سرت شائعات مجهولة المصدر بأنه جرى تسليمهم إلى داعش.

تعتبر داعش وأخواتها انتكاسة للثورة السورية، ويبدو الأمل في تحرك الشارع المدني كبيرًا، وسط تشتت التنظيم الأخير، وكذلك تقدم ثوار الرقة في منطقة عين عيسى، وأسر عدد من عناصر التنظيم، حيث لوحظ تراجعًا عسكريًا لداعش في القرى والبلدات المحيطة بتل أبيض وعين عيسى.

سرايا الموت
وقد ساند التنظيم الطيران الحربي للنظام السوري بقصفه موقع لثوار الرقة في ريف ناحية عين عيسى، كما انسحبت عناصر التنظيم إلى قرية مركدة على طريق الحسكة دير الزور. وتدور اشتباكات عنيفة هناك بين التنظيم وفصائل المعارضة الأخرى.

هذا وتمكنت الفصائل من قتل أبي أنس الليبي في المعارك الدائرة هناك، وهو أحد أهم قادة التنظيم، إضافة إلى ذلك، تشكلت سرايا جديدة في الرقة، تحت مسمى quot;سرايا الموتquot;، واستطاعت هذه السرايا خطف قادة عدة من التنظيم، كما اغتالت بعض عناصر داعش بمسدسات كاتمة للصوت، ومن بين الأسرى أبو الهمام التونسي ومرافقه، وتعتزم سرايا الموت قريبًا بث مقطع صوتي لاعترافات أبي الهمام التونسي، وارتباطات التنظيم ومعلومات أخرى.

هدم التماثيل
في وقت سابق، قام التنظيم بهدم تماثيل، عبارة عن أسدين، يعود تاريخها إلى العصر الآشوري، وكان الأسدان يزيّنان المدخل الخلفي لحديقة الرشيد، الواقعة في وسط المدينة. وقامت داعش سابقًا كذلك بهدم تمثال هارون الرشيد، وسط الحديقة، وحرق وإغلاق مراسم الفن التشكيلي والنحت في الرقة.

من جهة أخرى أجبر التنظيم أصحاب المحال التجارية بطلاء واجهات متاجرهم بشعار التنظيم، وكذلك منع سفر طالبات المرحلة الإعدادية لتقديم الامتحانات من دون محرم.

ويؤكد ناشطون لـquot;إيلافquot; أن داعش تشهد تشتتًا وتبعثرًا في صفوفها واضطرابات كبيرة، وأن الفرصة مؤاتية لدخول الجيش الحر، وتبدو شوارع الرقة شبه خالية من عناصر التنظيم، الذين تمركزوا في مقارهم، وانسحب معظمهم إلى المقار الرئيسة في مدينة الطبقة في غرب الرقة 45 في سد تشرين، وخاصة بعد إعدام التنظيم العشرات من المهاجرين، الذي حاولوا الانشقاق، ووصفهم البغدادي بالخوارج والمرتدين.

كما تعرّض رتل التنظيم المتجه إلى العراق للقصف من قبل القوات العراقية، ما أدى إلى حرق بعض عربات التنظيم، وقتل كل من فيها, وقد توجّهت أرتال من التنظيم إلى العراق في وقت سابق، تقلّ قادة ومهاجرين من داعش، وعلى رأسهم البغدادي.

وقال ناشطون في الرقة إن عناصر الفرقة 17 احتلوا مراكز قريبة من الرقة، وأن سيارات من تنظيم quot;الدولةquot; دخلت إلى مقر الفرقة 17 ولم تخرج، ويتوجّس أهل المحافظة من احتمال عودة الذمام إلى النظام، وأن يسلم التنظيم المحافظة إلى قوات الأسد، مما يجعل الأهالي يعيشون حالة من القلق والتوتر، كما ذكرت quot;إيلافquot; في تقرير سابق.