اتهمت جماعات حقوق الإنسان الجيس النيجيري بالفشل في التعامل مع تحذير من هجمات محتملة على المدارس، قبيل ساعات من هجوم بوكو حرام واختطاف الطالبات.


ساره الشمالي من دبي: قالت منظمة العفو الدولية إنها علمت من مصادر موثوقة متعددة إن المؤسسة العسكرية تلقت تحذيرًا قبل الهجوم على المدرسة بأربع ساعات. ولم يصدر رد من السلطات النيجيرية حتى الآن على بيان منظمة العفو الدولية.

بحسب المنظمة الدولية، فإنه على الرغم من التحذير، لم يتم إرسال أي تعزيزات لحماية المدرسة التي تقع في منطقة تشيبوك النائية. وقالت المنظمة إن أحد الأسباب كان الخوف من الدخول في قتال مع الجماعات المسلحة، التي تكون عادة أفضل تسليحًا من الجيش النيجيري.
&
أميركيون وبريطانيون
ويصل سبعة مسؤولين عسكريين أميركيين إلى نيجيريا الجمعة للانضمام إلى فريق متواجد هناك، مهمته مساعدة الحكومة النيجيرية على البحث عن 276 تلميذة، خطفتهن جماعة بوكو حرام المتطرفة.

وقال الأدميرال جون كيري، السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية، إن العسكريين سيعملون مع الحكومة النيجيرية لاستعادة الفتيات، نافيًا إمكانية إرسال قوات أميركية مقاتلة إلى نيجيريا.

كما يتوقع وصول فريق بريطاني إلى مدينة أبوجا، للمشاركة في البحث. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن فريقًا مشكلًا من وزارتي الدفاع والخارجية ووزارة التنمية الدولية، سينضم إلى الطواقم الأميركية لوضع استراتيجية لتخليص المختطفات وهزيمة جماعة بوكو حرام.

وتزداد مهمة استرداد المختطفات صعوبة، مع ورود تقارير استخبارية أميركية ترجّح تقسيمهن إلى مجموعات، ونقلهن إلى خارج نيجيريا. ويتوقع أن تتسع رقعة البحث، التي ستستخدم فيها بريطانيا الأقمار الصناعية، لتشمل النيجر والكاميرون وتشاد.
&
بان كي مون قلق
من جانبه أعرب بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء مصير الفتيات، اللاتي تم اختطافهن في بورنو في نيجيريا، معتبرًا استهداف الأطفال والمدارس عملًا ضد القانون الدولي، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف من الظروف.

وقال بان إنه يتابع الوضع عن كثب، متعهدًا باستمرار التزام الأمم المتحدة في دعم جهود نيجيريا لمواجهة التحديات الداخلية، ومطالبًا جميع الأطراف المعنية بضرورة احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي احترامًا كاملًا. وأطلع الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان بان كي مون في اتصال هاتفي على جهود بلاده في عملية البحث عن الفتيات المختطفات، كما قبل عرض الأمين العام بإرسال ممثل رفيع المستوى لنيجيريا، لمناقشة تقديم دعم أفضل لجهود الحكومة في معالجة التحديات الداخلية.
&
بلغت ذروتها
وأكدت منظمة التعاون الإسلامي استنفار أجهزتها وإداراتها للتصدي لظاهرة الجماعات المتطرفة، التي ترتكب جرائم باسم الدين، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة بلغت ذروتها في هذه الأيام إثر أزمة الطالبات المختطفات في نيجيريا. وأوضحت المنظمة أنها بدأت التحرك، بالتنسيق مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي والهيئة المستقلة الدائمة لحقوق الإنسان التابعين للمنظمة.

وقال السفير طارق علي بخيت، المدير في الإدارة السياسية لمنظمة التعاون الإسلامي، إن تنامي خطورة الجماعات المتطرفة سيتصدر جدول أعمال مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء المقرر عقده في حزيران (يونيو) المقبل في جدة، مشددًا على تضامن منظمة التعاون الإسلامي الكامل مع نيجيريا في أزمة المختطفات من قبل جماعة بوكوحرام الإرهابية، "والمنظمة تدعم أي جهود تقوم بها نيجيريا في الإطار الداخلي والإقليمي والدولي لإنهاء هذه الأزمة".
&
تصادم أحكام القرآن
وطالب مجمع الفقه الإسلامي بالإفراج عن الطالبات البريئات فورًا، وإطلاق سراحهن من دون إلحاق أي أذى أو مكروه بهن. وأكد أن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تقدم عليها أمثال هذه التنظيمات المتطرفة تتنافى مع جميع المبادئ الإنسانية والقيمِ الأخلاقية، وتصادم الأحكام الصريحة للقرآن الكريمة والسنة النبوية الشريفة.

أضاف بخيت: "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي عبّرت عن حزنها الشديد لإعلان جماعة بوكو حرام أنها ستبيع الطالبات كالعبيد، مدّعية أن ذلك يتم وفق الشريعة الإسلامية".

ورأت الهيئة أن التعليم حق من الحقوق الأساسية للإنسان، ويتفق مع المبادئ الأساسية للإسلام، مؤكدة أن اختطاف الطالبات وحرمانهن من التمتع الكامل بحقهن في التعليم ليس فقط انتهاكًا للقانون الدولي وقانون حقوق الإنسان، لكنه يعتبر كذلك تحريفًا لتعاليم الإسلام، الذي يأمر أتباعه بالسعي وراء المعرفة والعلم.
&