استدعت الحكومة العراقية سفيرها لدى الأردن الدكتور جواد مهدي عباس، وذلك في خطوة احتجاجية على ما يبدو لاستضافة عمّان مؤتمرًا دعا إلى إطاحة حكومة نوري المالكي.


نصر المجالي: أعلنت وزارة الخارجية العراقية، في بيان مقتضب على موقعها على الانترنت، استدعاء سفيرها لدى الأردن بغرض "التشاور"، من دون أن تورد مزيدًا من التفاصيل.

وعلمت "إيلاف" أن الحكومة الأردنية أخذت علمًا باستدعاء السفير العراقي من دون إبداء أي رد فعل، واستبعد مراقبون أن تكون خطوة الاستدعاء خفضًا للعلاقات الدبلوماسية أو قطعها بين بغداد وعمّان.

وخلال المؤتمر، الذي اختتمت فعالياته الأربعاء، طالب نحو 250 معارضا عراقيا المجتمع الدولي&ب "وقف دعم" رئيس الوزراء نوري المالكي.

وشارك في المؤتمر، الذي أطلق عليه اسم "المؤتمر التمهيدي لثوار العراق"، ممثلون عن كيانات عراقية عدة، أبرزها "هيئة علماء المسلمين" السنّية، وحزب "البعث" المنحل، وفصائل مسلحة، وشيوخ عشائر.

ويتعرّض العراق منذ أكثر من شهر لهجوم يشنه مسلحون متطرفون، يقودهم تنظيم "الدولة الإسلامية"، تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة في شمال وشرق وغرب البلد.

رفض المالكي
وكان مؤتمر قادة العشائر العراقية اختتم اجتماعاته الأربعاء في عمّان بوجهات نظر مختلفة حول التحالف مع (داعش)، لكنهم اتفقوا على رفض حكومة نوري المالكي وتشكيل "الصحوات"، وحذروا من التدخلات الأميركية والإيرانية.

وكان أحد الأهداف الرئيسة للمؤتمر هو وضع رؤية واحدة للعشائر العراقية من أجل "إنهاء الإقصاء والتهميش جرّاء سياسة رئيس الحكومة نوري المالكي"، ودعم "الثورة المسلحة" في العراق والسعي إلى الحصول على دعم عربي ودولي.

وبلغ عديد المشاركين في المؤتمر نحو 250 من مختلف القوى العشائرية عن سبع محافظات وحزب البعث والفصائل المقاتلة المسلحة والضباط العراقيين السابقين وهيئة علماء المسلمين في العراق، وممثلين عن التيار السلفي والإخوان المسلمين والمجلس السياسي للمقاومة العراقية وجبهة الجهاد والتحرير.

وأقصى المؤتمر عن اجتماعاته كل من شارك في العملية السياسية في العراق، منذ الاحتلال الأميركي، فيما شطبت من البيان الختامي، عبارة "أبناء السنة" ليشمل مختلف مكونات الشعب العراقي.

مؤتمر موسع
واتفق المشاركون على ضرورة عقد مؤتمر موسع مقبل خلال أشهر قليلة مقبلة يضم جميع العراقيين من كل المكونات والأطياف، للبحث في مستقبل عراق جديد "يكون سلمًا لأهله وجيرانه"، وحكومة إنقاذ وطني.

وفي البيان الختامي أجمع المشاركون على أن المشكلة الاساس التي يعانيها العراق، هي التدخلات الأميركية والإيرانية، ومخاطر "المد الصفوي والتقسيم". ولوحظ أنه رغم الإعلان عن مواقف موحدة بشأن الحلول السياسية في العراق، إلا أن آراء جانبية عدة لقيادات بارزة أظهرت تأييدًا لبناء تحالفات مع "داعش" وأخرى تجنبت الخوض في ذلك.

كما أكد المؤتمر في البيان الختامي الذي تلاه المتحدث باسم الجيش الإسلامي في العراق، أحمد الدباش، على السعي إلى الحصول على التأييد والدعم العربي والدولي لتوصيات المؤتمر ومطالبته إيقاف الدعم للحكومة العراقية الحالية، وتحمل مسؤولية حماية المعتقلين في السجون العراقية وحماية المدنيين.
&