دعا الأمير تركي الفيصل إلى التركيز على مسببات "الإرهاب" ومعالجتها، بدلًا من الاكتفاء بعرض أعراضه، متوقعًا أن يشهد عام 2016 تعنتًا إيرانيًا بدرجة أكبر من السابق، لذلك طالب دول الإقليم بضرورة تنمية قدراتها النووية، جاء ذلك خلال المنتدى الاستراتيجي العربي.
محمد الحمامصي: تطرقت الجلسة الرابعة من جلسات المنتدى الاستراتيجي العربي إلى استشراف المستقبل السياسي للعالم العربي، واستضافت الجلسة الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والبروفسور غسان سلامة أستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية في باريس.
وفي مداخلته، ذكر الأمير تركي الفيصل بتعليق لوزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل، والذي تطرق فيه قبل وفاته إلى وضع العالم العربي، ووصفه بأنه يشبه حالته الصحية، يحتاج علاجًا، في إشارة منه إلى تداعي هذا الوضع.
وقال إن هذا الوضع سيستمر في العام المقبل، ولكن لا يدعو ذلك إلى التشاؤم، فالأمل كبير في شباب الأمة بأن ينهضوا بها، وأن يتجنبوا ما ارتكبته الأجيال السابقة من أخطاء، فإن لم تكن لهم يد في تغيير الأوضاع، فلمن تكون!، فهم أصحاب المصلحة من أبناء وبنات الوطن في تحقيق ما نصبو إليه جميعًا.
لا حلول سورية قريبة
وحول التغيّرات السياسية، قال إنها كبيرة، ولا شك، ومن أهمها التدخل الروسي، والذي توقع أن يستمر في العام المقبل. ولكن التساؤل هو هل التدخل في مصلحة سوريا؟. أضاف أنه رغم تأكيد المسؤولين في سوريا على ذلك، نرى أنه سيزيد تعقيد المشكلة، ولن يسهم في حلها، فالوضع سيستمر في تأزمه. وأبدى استغرابه من تقاعس العالم في وضع حد للإبادة التي يقوم بها بشار الأسد في سوريا، مؤكدًا أنه لا بد من معاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وقال إن الجميع مسؤول جزئيًا عن تعرّض الشعب السوري للبطش لعدم القدرة على مساعدة الشعب السوري، حيث ستبقى سوريا للأسف مسرح دماء خلال عام 2016.
وتابع الفيصل قائلًا إن "الإرهاب يشملنا جميعًا، ودول العالم كلها مسؤولة عن وضع حد لهذا الأمر، ولكن الطريقة المتبعة في الغرب، والآن في روسيا، تتمثل في علاج أعراض الإرهاب، وليس مسبباته، فمشكلة العراق وسوريا موجودة في العواصم نفسها، وهو ما أدى إلى نشوء داعش وغيرها، وتمركزها ونشرها لوبائها علينا كلنا. فالقصف الجوي لن ينهي الأزمة، وأتمنى أن نسعى في العام المقبل إلى إصلاح الوضع في الدول المتداعية.
أما في ما يرتبط باليمن، فقال الفيصل إن دول التحالف تقوم بواجبها تجاه إخوانها المظلومين في اليمن في وجه ما قامت به ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح من لصوصية في الاستيلاء على الدولة اليمنية وحقوق اليمنيين، وتوقع أن تعمل عاصفة الحزم على إعادة الوضع إلى ما يجب أن يكون عليه.
تبعات الغزو
وحول العراق، قال الفيصل: العراق لا يزال يعاني من تبعات تصرفات القيادات المتتالية بعد الغزو الأميركي، الذي تسبب بتدمير البنية الأساسية للدولة، وساهم في ما يشهده العراق من تفكك وتشرذم وحرب أهلية، وكذلك تصرفات حكومة المالكي، التي استبعدت السنة العرب، وقال إن حكومة العبادي أعلنت برنامجًا لتصحيح الوضع، ونرجو لها التوفيق، وعلى أرض الواقع، فإن الشيء الإيجابي هو الهبة الشعبية ضد الحكومة، وفي العام المقبل سيكون أثرها واضحًا، وستعيد مسار الحكومة العراقية كي تستوعب الجميع، ليس فقط في مكافحة الإرهاب، إنما في إنماء العراق، ونرجو أن نسترجع العراق العربي الحر المسلم، الذي يكون رصيدًا لنا بدلًا من أن يكون عبئًا.
وحول إيران والاتفاق النووي وتصرفات إيران، رأى تركي الفيصل أن عام 2016 سيشهد تعنتًا أكثر من قبل إيران، بدلًا من التوافق مع جيرانها ودول العالم. وأكد أنه يختلف مع القول إنه لا بديل من الاتفاق النووي سوى الحرب، فلو أن الدول الخمس زائدًا واحداً، التي فاوضت إيران، شملت دول المنطقة في المفاوضات، بهدف التوصل إلى اتفاق يتبنى حظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة بكاملها، لكانت البديل الأمثل واللبنة الأولى لاتفاقيات أكثر ثباتًا. وأكد على ضرورة أن يتناول أي اتفاق مسألة نزع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة.
وأوضح الفيصل أنه يجب على المنطقة بناء قدراتها في المجال النووي، كي تكون قادرة على مواجهة ما سيحصل عند انتهاء مدة الاتفاقية بعد عشر سنوات أو 15 سنة، وإيران بالتأكيد تجهز نفسها لذلك، وقال: "يجب ألا نخاطر بالتغاضي عن سؤال ماذا ستفعل إيران بعد انتهاء مدة الاتفاقية، ويجب أن نشرع في التدريب والتعليم وتهيئة البنية الأساسية، كانت الإمارات سباقة في ذلك، حيث شرعت في بناء المفاعلات النووية، وتأهيل أبناء وطنها، ويجب أن تكون لدينا القدرة البشرية للاعتماد على الذات، لنكون جاهزين للمستقبل".
وتطرق إلى تكوين تحالف إسلامي جديد قائلًا: "أحمد الله أنني عشت لأرى هذا اليوم، الذي سيكون فيه مستقبل شبابنا وبناتنا محميًا في الدول الإسلامية، وفي صدرها الأمة العربية، وفي قلبها دول مجلس التعاون".
مسحة تفاؤل
أما د.غسان سلامة فقال في مداخلته إنه لو توقفنا عما هو حاصل اليوم لشعرنا بمسحة من التفاؤل، ففي هذه اللحظة من المفروض أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في اليمن، وأن يتوجه وفدا الحكومة والمعارضة إلى التفاوض، ويفترض أن يكون كيري ولافروف يتحدثان عن إمكانية بدء التفاوض بين النظام والمعارضة في سوريا. ومن الممكن أن يتوجه الطرفان في ليبيا إلى توقيع على اتفاق، يتم العمل عليه منذ يوم الخميس. أما في العراق فاللحظة الراهنة تسمح بمسحة من التفاؤل، ذلك أن الطرف الكردي في سوريا تمكن من قطع الطريق بين الرقة والموصل والجيش العراقي، استعاد جزء من الرمادي، وتم تكوين تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب. وشدد سلامة على أن كلمة "مسحة" هي الكلمة الأساسية، فليس التفاؤل كبيرًا، ولكنه موجود.
وقال سلامة إن السنة المقبلة ستتميز بواحدٍ من أربعة عناصر، حيث سيكون 2016 عام الانتصارات الممنوعة وعام النزاعات المجمدة وعام التسويات المزعجة وعام النزاعات المستجدة.
انتصارات ممنوعة
وأوضح سلامة أن هناك صعوبة وإلى حد ما استحالة، بل ومنع للانتصارات العسكرية، فبالنظر إلى مناطق النزاعات نجد أن التفاؤل والتشاؤم بالانتصار لدى أطراف النزاع يختلف حتى من أسبوع إلى آخر. فمع تدخل روسيا تمكن النظام من السيطرة على عدد من المناطق، بينما قبل أشهر كان النظام يعاني في سهل الغاب وإدلب. وقال سلامة: "هناك نوع من الاتفاق الضمني لمنع أي انتصار عسكري واضح في أي من هذه الساحات، لذلك أختارُ عنوان عام الانتصارات الممنوعة".
وتابع سلامة أن 2016 قد يكون عام التسويات المزعجة، إذ ليست هناك أية تسوية مثالية، فكل الأطراف يجب أن تقدم تنازلات، ومقدمًا مثالًا على التسويات، قال سلامة "اليوم نتذكر 20 عامًا على اتفاق دايتون في البوسنة، والنتيجة أن البوسنة بعد عشرين عامًا، لا تزال ضعيفة، وتواجه العديد من المصاعب". وقال سلامة إن التسويات بطبيعتها ليست أفضل الحلول، قد تكون في ليبيا تسوية مزعجة للجميع، بحيث لن يتمكن أي طرف من تثبيت شرعيته والاستحواذ على الحكومة، والشيء نفسه قد يحدث في سوريا أو العراق أو اليمن.
وتساءل سلامة كيف يمكن التحضير لهذه التسويات، مجيبًا بأن ذلك يتم بالقبول بأن لا نصر عسكريًا متاحًا، فيكون الخيار بين التسوية المزعجة والنزاعات المجمدة، والتي هي النزاعات، التي توقف القتال، من دون الوصول إلى تسوية، فهل الأفضل في اليمن أو سوريا نزاع مجمد، مثل أوكرانيا، أم تسويات مزعجة مثل البوسنة؟.
&
نزاعات مستجدة
وتابع سلامة أن العام المقبل قد يكون عام النزاعات المستجدة غير القائمة اليوم، ولكن قد نراها، وبدأنا نرى نزاعًا منذ فترة بين تركيا وروسيا تمثل في إسقاط الطائرة الروسية والأحداث في بحر إيجه ومضيق البوسفور وغيرها. هذا النزاع يمكن أن يمتد إلى كردستان العراق وإلى الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، وقد يمتد إلى آسيا الوسطى. وقال سلامة إن هذا نزاع مستجد لا أرى له حلًا سريعًا، وقد يستفحل قبل أن ينطفئ، ولكن إمكانية حدوث حرب لا يريدها أحد نتيجة سلسلة من الأخطاء، غير مستبعد. وأخيرًا نرى أن هناك توترًا متزايدًا في وادي النيل حول سد النهضة، نتمنى أن يبقى اقتصاديًا فقط، وألا يتطور إلى أكثر من ذلك.
&
وتابع سلامة قائلاً إن العام المقبل قد يكون عام عجز متزايد للمنظمات الإقليمية في لعب دور مفيد، فهناك تعثر في تأثير جامعة الدول العربية على الأحداث، وهذا ينطبق على أوروبا، حيث هناك صعوبات في التفاهم الأوروبي حول الإرهاب والنازحين، وحتى في حلف شمال الأطلسي، حيث لم يتضامن مع تركيا، كما كان متوقعًا، مع دولة عضو فيه.
وأضاف قائلًا إن العجز في عمل المنظمات الإقليمية قد تقابله زيادة في قدرة المنظمات الدولية، حيث قد يكون للأمم المتحدة دور أكبر، موضحًا أنه سيتم اختيار أمين جديد للمنظمة الدولية خلال العام المقبل، وهو ما يشكل مؤشرًا إلى جدية الدول في العمل مع بعضها البعض لحل النزاعات، فإذا اختيرت شخصية عادية، لن تكون هناك رغبة قوية لدى الدول في أن يلعب مجلس الأمن والمنظمة الدولية دورًا مهمًا.
وحول مستقبل السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية بعد الانتخابات، قال سلامة إن أوباما شكل بسياساته الانكفائية وسعيه إلى عدم التورط في الحروب بدلًا من بدئها وعدم الاندفاع في التدخل، لأن النتيجة كارثية، كما حصل في العراق عند التدخل المباشر، وفي ليبيا عند التدخل غير المباشر وعند عدم التدخل. أضاف "هناك من يرى هذه العقيدة أنها مع رحيل أوباما ستتحول إلى توجه تدخلي جديد، وهناك رأي آخر يقول بتعمق هذا التيار الانكفائي في المجتمع الأميركي".
تشخيص الأسباب لا العوارض
وفي إجابة عن سؤال حول الإرهاب والتحالفات الدولية ضده، قال تركي الفيصل إنه يتمنى أن يكون لهذه التحالفات تنسيق في تحديد أسباب المرض، وليس عوارض المرض، فإن لم يكن هناك إصلاح في دمشق، ستبقى داعش وغيرها، وتجد مجالًا لاستقطاب المتطوعين من جميع أنحاء العالم، وإن لم يكن هناك علاج للوضع في طرابلس، ستستمر ليبيا في أزماتها.
وقال إن هناك توجهًا إلى إدارة الأزمات بدلًا من إنهائها أو حسمها، والمثال الأكبر فلسطين الأزمة القائمة منذ أكثر من 70 عامًا، ولا تزال قائمة، بينما الحلول واضحة، وهي حل الدولتين بالاتفاق على الحدود المشتركة، ولكن ليست هناك إرادة سياسية، فشخص مثل وزير خارجية أميركا يقضي نصف وقته من أول سنتين في عمله في العمل على هذه القضية، ويقوم بعشرات الرحلات إلى المنطقة، من دون نتيجة، لأن همّه إدارة الموضوع بما يحفظ مصالح الإدارة الأميركية، وليس حسمه.
حسم لا إدارة
ينطبق الوضع نفسه على سوريا، حيث نرى أنه "يفرض على الشعب السوري أن يتفاوض مع من يقتله، وكل الاجتماعات تسعى إلى إجلاس وفود من المعارضة مع ممثلي الأسد للتفاوض على مستقبل لا يحدد مصير الأسد أو غيره. وتابع قائلًا إنه ليست هناك إرادة سياسية لحسم الأزمات، فالأزمات يجب أن تحسم ولا أن تدار. فلا بد من وجود حسم يشمل الذهاب إلى الإرهابيين في معاقلهم، وتطهيرها، وإن إحتاج الأمر التضحية بالنفس، فنحن مستعدون لذلك، وهو ما نقوم به في اليمن".
وحول الموضوع عينه، قال غسان سلامة إن داعش ليست الخصم الأول لأي شخص يدعي أنه يحاربها، في معظم الأحيان هي الحجة التي تسمح للأطراف بالتدخل لمحاربة خصومها، فمنذ فتح قاعدة أنجرليك، فإن أقلية من الطلعات الجوية تستهدف داعش، والباقي يستهدف حزب العمال الكردستاني، وفي حالة روسيا كانت قلة ضئيلة من الضربات موجّهة ضد داعش، والباقي ضد المعارضة في سهل الغاب وإدلب ومناطق ليس لداعش وجود فيها. أما النظام السوري فأقل من 10% من ضرباته موجهة ضد داعش.
عدو ثانٍ
وتابع غسان سلامة قائلًا إن كل العالم ضد داعش على الورق، ولكن الكل يستخدمها للتدخل في سوريا والعراق لمحاربة خصومهم، فهي ليست العدو الأول لأحد، إنما العدو الثاني والثالث، ولو نظرنا إلى التحالفات فإن تحالف أميركا عمره سنة و3 أشهر، وتحالف روسيا عمره بضعة أشهر، والتحالف الإسلامي الجديد عمره يوم. وأكد أهمية التحالف الإسلامي وضرورته وضرورة إبراز جهود الدول الإسلامية. وأضاف أن المسألة ليست في تعدد التحالفات، إنما في وضع داعش في خانة العدو الأول.
وقال إن المعارك الحقيقية الأقوى مع داعش حصلت مع أكراد سوريا، وذلك لأن وضعهم متميز، حيث تدعمهم أميركا وروسيا معًا، وهو وضع استثنائي، لكنّ هناك حدوداً لقدرة انتشار العنصر الكردي في سوريا. وفي العراق كانت هناك مشكلة أخرى هي تفضيل حشد طائفي ضد داعش يقوّي داعش على الجيش العراقي الوطني، فطريقة المحاربة قد تزيد الخصم قوة.
وحول إمكانية مشاركة الدول العربية في عمليات برية، قال تركي الفيصل إن المشاركة العربية الأرضية يمكن أن تتم بالتنسيق مع الآخرين، مثل أميركا وأوروبا والدول العربية وتركيا وروسيا، إن إرادت، وهذا إن صدقت النوايا.
لإبادة فكرية
وأضاف الفيصل "لدينا الرغبة والإصرار على محاربة داعش، لأنها البذرة الفاسدة، التي خرجت من قمقمنا، فمسؤوليتنا محاربتها والقضاء عليها، ونحن صادقون في ذلك، وإن أتى الآخرون للعمل معنا في ما نحن مقتنعون به، فلا تكون محاربة داعش بالقصف بالقنابل والصواريخ، أيًا كان نوعها، بل يجب أن نعمل على الإبادة الفكرية".
وذكّر الفيصل بكلمة الملك عبدالله لشيوخ المملكة بضرورة محاربة فكر داعش، و"نرى هذه التوجهات في جهود السعودية وجهود الأزهر وجهود دولة الإمارات بمواجهة الفكر المتطرف، ولكن إن لم يتم إصلاح دمشق وبغداد، فكل العلاج ناقص، فأكبر محفز لداعش تصرفات بشار الأسد والحشد الشعبي الطائفي، وهي ما تنمو عليه داعش، وتستفيد منه، فلا علاج إلا في العواصم، وبدلًا من إعطاء مسكنات للجرح، يجب علاج الجرح".
واختتم غسان سلامة بالحديث عن استمرار الطابع الإقليمي للنزاعات في المنطقة، والتساؤل حول هل ستعود القوى العالمية للتدخل من جديد، فقال إن "هناك فرقًا بين الرغبة والقدرة، فقد تكون لدى البعض رغبة، ولكن القدرة محدودة، وقدم مثالًا عن الجيش البريطاني، الذي لا يتجاوز قوامه مئة ألف عسكري، أي ما يساوي ربع أحد جيوش المنطقة. فلا توجد لدى فرنسا أو بريطانيا قدرة على الدفع بجيوشها، خاصة أن قسمًا منها ينتشر في العمليات الدولية وعمليات الأمم المتحدة، وحتى للعمليات الداخلية، وليست لديها القدرة على إرسال القوات".
أضاف: "بالعكس في دول المنطقة الإقليمية هناك رغبة وقدرة، ففي إيران هناك رغبة من دون أي شك، وهناك عقيدة تقول إنها محاصرة بأطراف معادية، ولذلك يجب أن تكون في كل مكان، وبالنسبة إليها كلفة التدخل قليلة جدًا. لذلك ليست هناك علاقة بين الإفراج عن الأموال الإيرانية ومستوى التدخل، لأن الأمر لم يكن أساسًا مكلفًا لإيران، فما عليها سوى أن تؤهل، وتدرّب البعض الذين سيعملون إلى جانبها.
أما في حالة تركيا، فهناك أحزاب تريد الانسحاب من الساحة الشرق الأوسطية، ولكنها توغلت في سوريا والعراق، لدرجة إنها إن انسحبت سيكون ذلك انهزامًا، وفي اليمن، سيستمر التحالف الإقليمي في تأثيره، وسيستمر الاتجاه في أقلمة السياسة والأزمات.
&
التعليقات