قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
تتناول الصحف العربية موضوعات عدة من أبرزها زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ للمنطقة وأهميتها الاقتصادية والسياسية، ودور روسيا في الحوار السوري المقرر عقده في جنيف الاثنين المقبل.
ففي صحيفة الوطن السعودية، يقول إبراهيم الغيطاني "دول الشرق الأوسط بدأت في التوجه نحو الشرق، راغبة في تطوير علاقات الشراكة التجارية والاقتصادية مع الصين، وبالتالي لم يعد الشرق الأوسط تحت سيطرة الشركات الأوروبية والأمريكية".
ويوافقه الرأي خالد السليمان في جريدة عكاظ السعودية إذ يقول إن "الميزان مختل والالتزام كان دائماً باتجاه واحد هو المصالح الأمريكية، فلم تعد الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه، بل على العكس كانت السياسة الأمريكية في المنطقة تسير باتجاه يضر بمصالح السعودية ويتجاهل المبادئ التقليدية لتوازن القوى وحفظ الاستقرار الإقليمي".
وأضاف السليمان أن "الصين كانت دائما دولة متوازنة في علاقاتها الدبلوماسية، رزينة في مواقفها السياسية، وتمتلك حساً أخلاقياً يفتقده الأمريكيون".
وإلى صحيفة الأهرام المصرية التي وصف فيها منصور أبو العزم الزيارة بأنها "فرصة تاريخية" تعطي الصين "مفاتيح" العالم العربي والمنطقة.
ويقول أبو العزم "زيارة الرئيس شى جينبينغ اليوم ما هى إلا ترجمة حقيقية لرغبة الصين القوية فى القدوم إلى منطقة الشرق الأوسط وبقوة، وشغل الفراغ الذى تركه التراجع الأمريكى والانسحاب من المنطقة، وليس أهم من مصر والسعودية فى العالم العربي".
ويري محمود علام، سفير مصر السابق في الصين، في مقاله بالمصري اليوم، أنه يمكن لمصر والصين الوصول "لصيغ تضمن صياغة عصر العولمة الذي نعيشه الآن بصورة تحقق التوازن الفكري والحضاري الذي يضمن وصول الإنسانية والمجتمع الدولي لصيغة نرى أنها لم تتحقق حتى الآن".
وفي جريدة البيان الإماراتية، يكتب محمد فهد الحارثي عن أهمية هذه الزيارة للمنطقة بأكملها وليس للبلاد التي يزورها فقط.
ويقول الحارثي "من باب العقلانية السياسية يظل التقارب السعودي الصيني مهماً ليس فقط للبلدين، بل للمنطقة سياسياً واقتصادياً، ومن المهم لدول مجلس التعاون الخليجي توحيد سياساتها الخارجية مع الدول الكبرى حتى تكسب احتراماً وتأثيراً أكبر في العواصم المهمة في العالم فهناك مشروع الاتفاق الاقتصادي بين دول مجلس التعاون والصين لإنشاء منطقة تجارية حرة بينهما وهذا مشروع مهم يفتح مجالاً لتداخل اكبر في العلاقات وانفتاح فرص في الاستثمار".
وفي جريدة الشروق الجزائرية، انتقد سليم قلالة توجه بلاده نحو الاقتراض من الصين وتساءل "الاقتراض من الصين أم الاستفادة من تجربتها؟".
ويقول قلالة "هناك توجه حالياً، نتيجة الضائقة المالية التي بدأت تعرفها بلادنا، للاقتراض من الصين لأجل إتمام بعض المشاريع التنموية، وكأننا للمرة الثالثة نريد تكرار ذات الخطأ الذي ارتكبناه في سنة 1989 عندما قُمنا بخيارات سياسية غير صحيحة أدت بنا إلى العشرية السوداء، وفي سنة 1999 عندما قُمنا بخيارات غير صحيحة مرة أخرى أدت بنا بعد أكثر من 15 سنة من البحبوحة المالية إلى العودة إلى مد اليد لأُمَمٍ وشعوبٍ أخرى هي أفقر منا من حيث الموارد والقدرات".
مسؤولية روسيا
وإلى قضية أخرى، شغلت اهتمامات الصحف العربية عن الدور الروسي في الحوار المرتقب في جنيف بشأن سوريا، ونبدأ من النهار اللبنانية فقد كتبت روزانا بومنصف عن السيناريو المحتمل إذا لم تنطلق الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في جنيف يوم الاثنين المقبل.
وتقول بومنصف إن "مجموعة من الدول ستكون على استعداد لتحميل روسيا مسؤولية وضع العصي في دواليب هذه الانطلاقة، جنباً إلي جنب مع المواقف الأوروبية أو الغربية عموماً التي تحملها مسؤولية الاستمرار في استهداف المدنيين في سوريا، وليس استهداف عناصر تنظيم (الدولة الاسلامية) كما تدعي روسيا".
جريدة الأنوار اللبنانية أيضا تناولت الموضوع وكتب رفيق خوري قائلا "ما دامت اليد العليا في العملية العسكرية للروس، فإن اليد العليا في إدارة العملية السياسية هي لهم أيضاً... وخلاصة الرسالة الموجهة إلى أكثر من عنوان أن روسيا ليست محشورة ولا مستعجلة ولا مضطرة للموافقة على أية صيغة للتسوية، بل تريد أن ترسم على الأرض خارطة التسوية".
وفي جريدة الثورة السورية، يقول أحمد حمادة إن "استمرت الخلافات بين موسكو وواشنطن بشأن قائمة التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة التي يمكن أن تشكل وفدها أم لم تستمر، فإن مربط الفرس هنا هو توقف واشنطن وحلفائها عن دعم الإرهاب واعترافهم بضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ومعاقبة مموليه".
ويضيف: "من يرغب بالوصول إلى حل حقيقي في جنيف القادم فما عليه إلا تفعيل تحالفه الدولي ضد داعش الإرهابي".
وفي صحيفة الجزيرة السعودية، هاجم علي القرني موسكو قائلا إن "المواقف الروسية المتمثلة في عدم الموافقة علي تمثيل المعارضة السورية يظهر أن التلويح بالحل السياسي الذي كان يقوده بوتين ليس إلا مناورة روسية هدفها تدمير كل فرص الحلول الممكنة على الأرض".
وأضاف "نعم سيكتب التاريخ أن ما تقوم به روسيا ومنذ بداية الأزمة السورية هي محاولة لإيقاف عجلة التغيير في سوريا، ولكن العجلة قد تحركت ولن تستطيع روسيا أن تفرض نظام بشار على السوريين للأبد".
التعليقات