«إيلاف» من دبي: بات تقليداً سنوياً أن تفتتح "إيلاف" منتدى الإعلام العربي في دبي بحفل خاص، تستضيف فيه أبرز الإعلاميين المشاركين في المنتدى من العالم العربي وباقي أنحاء العالم. وهذه السنة أيضاً كانت "إيلاف" على الموعد، فنظمت حفلاً على هامش الدورة السادسة عشرة للمنتدى، الذي ينعقد في الأول والثاني من مايو.
تقرير مصور عن ليلة «إيلاف» في منتدى الإعلام العربي 2017
تلاقي "إيلاف" بهذا الحفل المنتدى، الذي تنعقد دورته الحالية 2017 تحت عنوان "الحوار الحضاري"، بدعوتها عدداً من الإعلاميين العرب لتفتح بينهم قنوات تواصل يحتاجها الوطن العربي راهناً، تأكيداً على الدعوة الدائمة التي يوجهها ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها عثمان العمير في كل لقاء يجريه، إذ يدعو تكراراً إلى فتح أبواب الحوار والتواصل.
تحسين وسائل الاتصال
في المناسبة، ألقى العمير كلمةً، قال فيها: "لا نأتي إلى الإمارات إلا لنزداد معرفةً، ونتحاور مع بعضنا البعض، ونلتقي مع بعضنا البعض في هذا البلد الذي نشأ لأجل أن ينهض، لأجل أن يستمر، ولأجل أن يتطور. هذه الليلة، يصادف احتفال "إيلاف" بمرور 16 عاماً على تأسيسها، وهي سنوات تغيّر فيها الإعلام العربي، هذا الإعلام الذي تطور، الإعلام الذي أصبح غير الإعلام الذي نعرفه قبل 16 عاماً".
وأضاف: "إن العمل الذي أنجزه فريق "إيلاف" كان عملًا مضنيًا، مزعجًا، مثيرًا، وكلما وهن فينا الجسد، أو انتهكت قوانا، تذكرنا بطل همنغواي في قصة الشيخ والبحر، فنبدأ نصارع البحر ونصارع معه الأسماك الكبيرة، ونرى الناس يمرون من حولنا: دول تسقط وأمم تتغيّر وزعماء يذهبون، ونحن مثل قول أبو محسد: تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً... ووجهك وضاح وثغرك باسم".
أضاف: "الحقيقة، لا يشغلنا الآن أن نتكلم عن تطور العلم وتطور التكنولوجيا وتطور وسائل الاتصال، ما يشغلنا هو تحسين وسائل الاتصال، والكيفية التي تجعل من وسائل الاتصال فعلًا عملية إيجابية، وفي نفس الوقت عملية قادرة على النمو.
وأكد: " أمامنا الكثير من العمل في هذا المجال، خصوصًا في مأسسة وسائل الاتصال التي نحتاج إليها، فلا توجد حتى الآن مؤسسات حقيقية تحتوي وسائل الاتصال الجديدة، لكي نبني نهضةً قوية ومتحركة ومفيدة".
وختم العمير كلمته متوجهًا إلى ضيوفه: "نحن فخورون بكم، وشكرًا على حضوركم، ولا أريد أن أشغلكم فأمامكم غدًا وبعد غد، والغد لناظره قريب"
عرّاف الإعلام
المعروف أن العمير كان السباق إلى فتح أبرز منصة إخبارية عربية، هي "إيلاف"، أول صحيفة إلكترونية عربية، وقد أطلقها من لندن في 21 مايو 2001، وميّزها بميزات ثلاث، لا يتوقف عن التمسك بها وإبرازها: الصدقية والموضوعية والمهنية. وهذا ما ميزه من أبناء جيله الإعلاميين، وميّز "إيلاف" من نظيراتها المواقع الإلكترونية التي تلتها.
والعمير رجل "الزوابع". في كل مؤتمر أو مقابلة يطلق استشرافًا لمستقبل الإعلام العربي، ويصح استشرافه. فهو بدأ "إيلاف" الإلكترونية في عز الصحافة الورقية، متنبئًا بموتها، وهو من تنبأ فبل أيام بموت "الويب"، وبشّر بأن المستقبل للمحتوى، شريطة أن يكون صادقًا ومهنيًا.
لا يُنسى أن ارتباط العمير بمنتدى الإعلام العربي وطيد، وقد سمّاه مجلس جائزة الصحافة العربية في دورتها الثالثة في دبي "شخصية العام 2007 الإعلامية"، تكريمًا لدوره البارز والمؤثر عبر عقود في مسيرة الإعلام السعودي والعربي، واختزاله تجربة إعلامية نادرة، تنقل فيها من موقع إلى آخر، ومن عاصمة إلى أخرى.
إرث عريض
وتدخل "إيلاف" هذا الشهر عامها السادس عشر مستندة إلى إرث عريض من الإخبار على طريقتها، أو كما رسم لها العمير، بصدقية وموضوعية ومهنية.
و"إيلاف" ليست موجودة على خريطة متقدمة للإعلام العربي المتطور فحسب، لكنها حجزت أيضًا موقعًا متقدمًا لها في الفناء الإعلامي الأممي، إذ رفعت راية الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام، واحتفت بعامها الخامس عشر في فاعلية للأمم المتحدة بجنيف، التي أكد فيها المشاركون أن "إيلاف" من المفاعيل المهمة في تنفيذ العقد الدولي للتقارب بين الثقافات، لأنها أول جريدة إلكترونية عربية مستقلة لا ترتبط بأي مؤسسة اعلامية قائمة من مؤسسات الإعلام المطبوع أو المسموع أو المرئي.
كما أقامت "إيلاف" في المناسبة احتفالًا جامعًا في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، حضره مايكل مولر، مدير عام مكتب الامم المتحدة في جنيف، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية، وممثلو منظمات ووكالات وصناديق تابعة للأمم المتحدة.
وكان لآراء "إيلاف" وقعها في قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير، ووسائل حماية الصحافيين، والآثار المترتبة على التهديدات التي يتعرض لها الصحافيون حول العالم.
إلى ذلك، شهد إعلاميون وأكاديميون عرب وأجانب في الدور المؤثر، الذي تؤديه "إيلاف" في تعميق الشعور بالحرية والمسؤولية والليبرالية في العالم العربي، وفي تعزيز التواصل المعلوماتي من خلال تقديمها محتوى عربياً أنموذجياً في صدقيته ومهنيته.
التعليقات