إيلاف من لندن: أعلن حزب المحافظين في بريطانيا ان خفض الهجرة من صلب سياساته. ويبدو ان وقف "الهجرة بلا قيود من الاتحاد الاوروبي"، كما قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في خطاب القته مؤخراً، هو الخط الأشد حمرة بين الخطوط الحمراء التي وضعتها في المفاوضات حول بريكسيت، على حد تعبير مجلة الايكونومست ناقلة عن ماي ان أي اتفاق يُبقي على حركة الأفراد بحرية لن يحترم نتيجة الاستفتاء على بريكسيت.
وترسم خطة تشيكرز التي اتفقت عليها ماي مع وزرائها في مقرها الصيفي، معالم العلاقة مع الاتحاد الاوروبي بعد بريكسيت بما في ذلك فرض قيود على الهجرة من بلدان الاتحاد الذي رفض الخطة بوصفها غير عملية، الأمر الذي يزيد احتمالات الفوضى إذا نُفذ بريكسيت في مارس المقبل دون اتفاق مع بروكسل.
تقول مجلة الايكونومست ان من سيأتي بعد ماي قد يعض اصابع الندم إذا أفلحت ماي في خفض الهجرة من الاتحاد الاوروبي بدرجة كبيرة لأن أحدث مراجعة اجرتها الحكومة تبين ان مساهمة المهاجرين في خزينة الدولة أكبر من مساهمة المولودين في بريطانيا.
والأكثر من ذلك ان الوافدين الجدد من اوروبا هم أكبر المساهمين. وتقدر اللجنة الاستشارية الحكومية بشأن الهجرة ان كل مهاجر اضافي من المنطقة الاقتصادية الاوروبية يسهم بنحو 78 الف جنيه استرليني (بأسعار 2017) خلال زمن حياته في بريطانيا.
وتلاحظ المجلة ان متوسط ما ساهم به المهاجر الاوروبي في الخزينة البريطانية العام الماضي زاد 2370 جنيهاً استرلينياً على مساهمة البريطاني المولود في بريطانيا. &ومع ذلك اوصت اللجنة بعدم معاملة مواطني الاتحاد الاوروبي معاملة خاصة.
وإزاء شيخوخة المجتمع البريطاني فان البلد بحاجة الى دفقة من الشباب ترفد قواه العاملة الهرمة.
وتقدر مجلة الايكونومست ان خفض الهجرة الى الهدف الذي حدده المحافظون بأقل من 100 الف شخص في السنة بحلول عام 2030 يعني ان على كل 1000 شخص في سن العمل (20 ـ 64 سنة) في بريطانيا ان يعيل 405 أشخاص تزيد اعمارهم على 65 سنة بالمقارنة مع 389 شخصاً بالمستوى الحالي من الهجرة.
وسيرتفع الفارق البالغ الآن 16 متقاعداً الى 44 متقاعداً بحلول عام 2050. والناخبون متوسطو العمر الذين يصوتون عادة للمحافظين هم أول من ستضرر معاشاتهم التقاعدية في حال تنفيذ سياسات المحافظين الرامية الى خفض الهجرة.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرّف عن "الايكونومست". الأصل منشور على الرابط:
https://www.economist.com/graphic-detail/2018/09/26/migrants-contribute-more-to-britain-than-they-take-and-will-carry-on-doing-so
التعليقات