نصر المجالي: في أول رد فعل روسي رسمي على مستوى، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تخريب علاقات» بلاده مع السعودية استناداً إلى «روايات لا يعلم أحد حقيقتها» عن ملابسات اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.&

واعتبر الرئيس الروسي، خلال كلمة ألقاها خلال الاجتماع السنوي لمجموعة «فالداي»، أنه توجد مسؤولية على عاتق الولايات المتحدة في قضية اختفاء خاشقجي، لأنه عاش في الولايات المتحدة، مؤكداً «لقد عاش في الولايات المتحدة. لم يعش في روسيا، إنما في الولايات المتحدة. وبهذا المعنى، بالطبع، تتحمل الولايات المتحدة بعض المسؤولية عما حدث لها».

أضاف بوتين «لا يمكننا إفساد العلاقة مع السعودية ما لم تكن لدينا حقائق ملموسة»، مشيرا إلى أن «اختفاء خاشقجي أمر مؤسف، قطعا، لكننا بحاجة لفهم ما حدث». أضاف «ماذا حدث بالفعل هناك؟ نحن لا نعرف. فما الحاجة إلى اتخاذ خطوات نحو تدهور علاقاتنا إذا لم نفهم ما يحدث؟».

أنقرة تطالب بتجاهل التسريبات

وفي وقت تواصلت التحقيقات السعودية - التركية المشتركة في اختفاء خاشقجي في إسطنبول مطلع الشهر، دعت أنقرة إلى تجاهل التسريبات التي تتناقلها وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي عن الحادث.

ودعا وزير العدل التركي، عبد الحميد غُل، إلى عدم الالتفات إلى ما يتم ترويجه عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من تسريبات حول حادث اختفاء خاشقجي، أو أخذ هذه الروايات في&الاعتبار. وتوقع أن تتوصل التحقيقات إلى نتيجة «في أقرب وقت ممكن».

ونقلت وكالة «رويترز» عن سبعة مسؤولين أمنيين أميركيين وأوروبيين، أن تركيا لم تسلم الحكومة الأميركية أو حلفاء أوروبيين أياً من التسجيلات الصوتية أو المصورة المزعومة التي تتحدث عنها التسريبات في بعض وسائل الإعلام.

في واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، تمسك بلاده بـ«العلاقات الاستراتيجية التاريخية» مع المملكة، وقال بومبيو في كلمة مقتضبة للصحافيين بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، لإطلاعه على نتائج زيارته للسعودية وتركيا، إن بلاده تفضل انتظار نتائج التحقيقات في حادثة اختفاء خاشقجي «حتى يتسنى للجنة التحقيق المشتركة من الجانبين السعودي والتركي الوصول إلى الحقائق كاملة». وأكد أنه أبلغ ترمب بضرورة منح مزيد من الوقت لعمل لجنة التحقيق للوصول إلى النتائج والحقائق بدلاً من الاعتماد على الإشاعات، منوهاً بالجهود السعودية والتركية في هذا الشأن.

وأضاف، أن «هناك الكثير من القصص تنتشر حول ما حدث لخاشقجي، وأبلغت الرئيس ترمب بأن نسمح فقط لعملية التحقيق الرسمية بالمضي قدماً، والسماح للوقائع بأن تتكشف حتى يمكننا الرد، ويجب الأخذ في الحسبان العلاقات القوية التي تربطنا بالمملكة العربية السعودية».&

وأضاف، أن الرياض «تعهدت إجراء تحقيقات عادلة وشفافة، وهي حليفة قوية لأميركا استراتيجياً منذ زمن طويل في محاربة الإرهاب وغيرها من المجالات وحاضنة للحرمين. ويجب علينا أن نكون مدركين لذلك».