بهية مارديني: رجحت الخارجية الكازاخستانية انعقاد جولة جديدة من محادثات أستانة حول سوريا، بين أواخر نوفمبر المقبل وبداية ديسمبر وسط الحديث عن اجتماعات دون الكشف عن نتائجها وتضاؤل احتمالات نجاحها نظرا لتعقد المسار وتعدد اللاعبين.

نقلت وكالة نوفوستي الروسية، اليوم عن وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، قوله "إن الجولة المقبلة من محادثات أستانة حول سوريا قد تعقد في نهاية تشرين الثاني المقبل أو بداية كانون الأول الذي يليه".

ويتزامن ذلك مع زيارة دون نتائج للمبعوث الأممي، سيتفان دي ميستورا إلى دمشق لبحث سبل تشكيل اللجنة الدستورية، والتي تعتبر أساس العملية السياسة التي تستند عليها مباحثات أستانة حيث تمترس النظام في دمشق على ذات منحى تصريحاته السابقة في رفض "التدخل الخارجي" في اختيار اللجنة الدستورية.

اجتماع مفاجىء

وحول الاجتماع المفاجىء الذي انتهى الثلاثاء لمجموعة أستانة وسط ندرة المعلومات التي رشحت عنه، اعتبر فاتح حسون وهو أحد الذين شاركوا في اجتماعات أستانة السابقة كممثل عن الفصائل المعارضة المسلحة في تصريح لـ"إيلاف" أنه من الواضح أن هذا الاجتماع "يصب في بوتقة التنسيق ما بين الدول الضامنة في مؤتمر أستانة، وفي ضوء التصريحات الروسية فهو يمهد لإجتماع آخر مرتقب على مستوى رفيع للدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران، لتأكيد ثوابت مؤتمر أستانة ومقرراته خصوصا في ظل القمة الرباعية التي ستنعقد في السابع والعشرين من الشهر الحالي في تركيا والتي ستتغيب عنها ايران، والتي تشعر أن هناك قوى جديدة كروسيا تستبعدها عن الساحة السورية وليس فقط باقي الدول المعنية".

ورأى أنه "بالمحصلة فكل لقاء يتعلق بالثورة السورية تكون به تركيا موجودة فمن التأكيد ستكون مشاركتها لصالح الشعب السوري".

وكان مسؤول روسي قال خلال لقاء ممثلي "ثلاثي أستانة" في موسكو الثلاثاء الماضي "نحن على يقين بأن التفاعل بين الدول الضامنة الثلاث، روسيا وإيران وتركيا، سمح بتغيير الوضع إلى الأحسن في سوريا".

وتابع "من بين إنجازاتنا الكبيرة، تخفيض مستوى العنف في سوريا والانتصار على الإرهابيين وتشكيل الظروف لإطلاق وتسريع العملية السياسية في سوريا من أجل مصلحة جميع السوريين" ، واستطرد نائب وزير الخارجية الروسي: "نعتزم استغلال هذا الاجتماع لمناقشة عقد اجتماع جديد على مستوى رفيع ".

إيران تخرب الاتفاق

وحول القمة الرباعية المزمع عقدها توقع فاتح حسون أنها &"قد تساهم في زيادة الدعم السياسي لتركيا مقابل روسيا في اتفاق إدلب ، كذلك قد تساعد في دعم إعادة الإعمار للمناطق المحررة من خلال وجود ألمانيا وفرنسا في الاجتماع".

وقال "من الواضح أن هناك تحديات تقف في وجه تطبيق اتفاق قمة سوتشي بين الرئيسين التركي والروسي، والذي تم كمرحلة من مراحله تطبيق "المنطقة منزوعة السلاح" ، وبعدها حدثت انفراجات بين تركيا وأمريكا مما جعل النظام يصرح بأن هذا الاتفاق ليس دائم وشكك بداية بصحة تنفيذ المرحلة، وهذا وافق تصريحات روسية، تم التراجع عنها في النهاية، وبالتالي من حرك نظام بشار الأسد من أجل التصريح هم الإيرانيون ، لعدم وجودهم في إبرام الاتفاق وفي تنفيذه بشكل مباشر ، وبالتالي بدأت بتحريك أذرعها على الأرض السورية لتخريب الاتفاق".

وكون هناك اجتماع قمة رباعي في اسطنبول نهاية الشهر يضم كلا من تركيا وألمانيا وفرنسا وروسيا، فتوقع أيضا "أن إيران تحتاج لإعطائها تطمينات بعد القمة الغائبة عنها، ومن خلال هذه التطمينات يمكن لجنها عن تنفيذ خطوات تخريبية خارج اتفاق الأستانة".

كما جاء إعلان لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه سيعقد اجتماع ثلاثي لضامني الأستانة على مستوى الرؤساء "هو رسالة مبكرة بأن القمة الرباعية لن تلغي اتفاقات الأستانة وما صدر عنها" بحسب حسون.

وقال لافروف موسكو تجهز لعقد قمة رئاسية ثلاثية جديدة لقادة تركيا وروسيا وإيران حول سوريا على نمط قمة أستانة

ووفق ما نقلت وكالة تاس الروسية عن لافروف، فإن المحادثات الثلاثية ستنطلق من صيغة مباحثات أستانة، معتبرًا أنها الأساس الأكثر موضوعية للمضي قدمًا على جميع المسارات، بهدف تسوية الأزمة السورية.

كما تستضيف اسطنبول قمة رباعية بشأن سوريا، في 27 من تشرين الأول الحالي، تغيب عنها إيران، ويحضرها زعماء روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، لبحث تطورات التسوية السياسية في سوريا.