تشير التقارير إلى هدر ملموس في لبنان يفوق الـ 79 مليار ليرة لبنانية، واللافت أن الدولة اللبنانية لا تحرك ساكنًا سوى بالشعارات الرنانة وبالدعوة دائمًا إلى محاربة الفساد من دون أي خطوات عملية.

إيلاف من بيروت: تتحدث التقارير عن هدر ملموس يفوق الـ79 مليار ليرة والدولة لا تحرك ساكنًا، في مختلف القطاعات، لا سيما قطاع الإتصالات في لبنان، فكيف يمكن مواجهة هذا الهدر والفساد المستشري في لبنان؟.

يقول الخبير الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إنه مع قيام الحملات ضد الفساد، فإن الإدارات اللبنانية ليست مهيأة حتى الآن للقضاء على الفساد نهائيًا في لبنان، وكذلك فإن السياسيين غير مهيئين أيضًا، لأن السياسيين هم من يحمون الفساد في الإدارات، ولكن ما يجري اليوم من محاولات للقضاء على الفساد إنما نشجعه كثيرًا، رغم أنه لن يتأتى بأي نتيجة جدية، غير أن مجرد الحديث عن الموضوع إنما يخيف المرتشين والفاسدين قليلًا، ويضع حدودًا غير مباشرة للموضوع.

يلفت حبيقة إلى أن المشكلة الأساس في الفساد اللبناني هي أنه لا يمكن التضحية بالموظفين الصغار الذين يتم توقيفهم، فهؤلاء انما ارتشوا لأنهم كانوا محميين من السياسيين أنفسهم.

محاربة الفساد
وردًا على سؤال ما الذي يحتاجه لبنان اليوم لمحاربة الفساد جديًا في مختلف إداراته؟. يجيب حبيقة: "لا يمكن أن يحل الموضوع إلا إذا اقتنع الشعب اللبناني بضرورة محاربة الفساد. فالشعب اللبناني ظاهريًا يتحدث عن ضرورة محاربة الفساد، لكنه عمليًا يشجع الأمر، وليس منزعجًا منه".

الآدمي والحرامي
ويضيف حبيقة: "الجميع يتحدث في المجتمع عن أن "الآدمي" غشيم، و"الحرامي" شاطر، فلا تزال تلك العقلية الفاسدة سائدة، لأننا مجتمع لا توجد فيه مؤسسات حقيقية، لذلك فالمواطن يجب أن تكون لديه معارف في الإدارة ومع السياسيين كي يصل إلى حقوقه".

ويؤكد حبيقة أننا ضمن حلقة مفرغة من الفساد بين السياسيين والموظفين الفاسدين.

مستشر في لبنان
ولدى سؤاله هل أصبح الفساد مستشريًا في لبنان لدرجة لا يمكن فيها معالجته؟، يجيب حبيقة المعالجة "يجب أن تبدأ من الشعب اللبناني، من خلال انتخابات نيابية شفافة في المستقبل، لأن الطقم السياسي الموجود هو بمثابة "فالج لا تعالج".

ويجب على الشعب اللبناني أن ينتخب طاقمًا سياسيًا لا علاقة له بالفساد، لذلك محاربة الفساد صعبة في لبنان.

دور الحملات
أي دور لكل تلك الحملات السياسية في محاربة ولو جزءا بسيطا من الفساد في لبنان؟، يجيب حبيقة دورها هامشي، ولا يمكن أن نصدق اليوم أن الفساد ستتم محاربته جديًا، ولكن هذا قد يجعل الناس تخاف وتفكر مرتين قبل القيام بعمليات احتيالية جديدة.

ويلفت حبيقة إلى أن التوعية ضد الفساد ضرورية، من خلال المدارس والجامعات. وبرأيه فـ"المجتمع لدينا يسوّق للفساد، ولن نشهد في المستقبل القريب وطنًا خاليًا من الفساد".
&