رأت المعارضة السورية أنه يجب تتويج الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية بحل سياسي ينهي الحرب في سوريا بشكل جذري.

إيلاف: أكد منذر آقبيق الناطق الإعلامي باسم تيار الغد السوري المعارض وعضو المكتب السياسي لـ"إيلاف" أن "نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية مرات عدة في مختلف أنحاء سوريا، كان آخرها في دوما، وهذه الجرائم البشعة جرت ضد مدنيين عزل، الكثير منهم نساء وأطفال، وكان المجتمع الدولي قد حذّر النظام مرات عديدة من عواقب وخيمة لتلك الأفعال. وكانت أميركا على وشك ضرب سوريا عام 2013، وضربتها فعلًا بعد هجوم خان شيخون في العام الماضي".

نعمل للتغيير
وحمّل آقبيق كامل المسؤولية لنظام الأسد بسبب قيامه باستخدام أسلحة محرّمة دوليًا ضد المدنيين وارتكاب العديد من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب خلال السنوات الماضية، بحسب تقارير موثقة للجنة التحقيق المستقلة التابعة لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة.

وأوضح أن "سوريا أصبحت ساحة لصراع دولي كبير تزداد حدته يومًا بعد يوم، والتدخل الغربي العسكري هو أحدث تدخل، لكنه ليس الأول، حيث توجد في سوريا جيوش أجنبية عدة حاليًا".

حول موقف تيار الغد، قال "نحن تيار سياسي سوري يدعو ويعمل من أجل تحقيق التغيير السياسي الديمقراطي وإنهاء حقبة الاستبداد البعثية والأسدية".

قد تكون لها تتمات
وعن نظرته إلى الحل اعتبر أن "الأمر يتطلب نوعين من الاتفاقيات، الأولى هي اتفاقية سلام بين الدول المتدخلة، وتحديدًا بين تحالف الترويكا الروسية الإيرانية التركية، ومن جهة أخرى التحالف الغربي، من أجل ترتيبات سياسية وأمنية في سوريا تمنع المزيد من المجازر والقتل بالكيميائي أو غيره، والاتفاقية الثانية هي بين أطياف المعارضة السورية ومؤيدي النظام من أجل التوصل إلى تحقيق قرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار 2254 الذي ينص على صياغة دستور جديد للبلاد وتحقيق انتقال ديمقراطي فيها عن طريق إنتاج حكم ذي مصداقية وغير طائفي ويشمل الجميع".

من جانبه قال فاتح حسون القيادي في مفاوضات أستانة لـ"إيلاف" إن الضربات "التي حدثت وفق تصريحات البنتاغون هي موجة، وبالتالي قد تكون هناك موجات تالية مستقبلًا في حال عدم الاستفادة الفعلية من هذه الضربات، بما يتعلق بالسلاح الكيميائي، وبالتقدم بجدية نحو العملية السياسية وفق بيان جنيف 1".

واعتبر أنه "من المبكر التحدث عن تأثير هذه الموجة من الضربات على الصعد كافة، لكن العمل العسكري يجب أن يتوّجه عمل سياسي". وقال إن هذه الضربات "شكلت آلية ضغط مستمر "عسكري وسياسي واقتصادي" على النظام وداعميه للتوقف عن استهداف المدنيين وارتكاب المجازر وتدمير ما تبقى من سوريا".

ضربة لهيبة روسيا
‏ولفت إلى أن "آلية الضغط هذه ستساعد على الضغط لتقدم العملية السياسية التي تفضي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي لا مكان فيها للمجرم بشار وأركان نظامه وفق بيان جنيف1".

‏رأى في هذا الصدد أن "هذه الموجة من الضربات مثلما أثرت في النظام وإيران، فهي أثرت كذلك معنويًا في الروس وهيبتهم، وخاصة الرئاسة، وهو ما ورد على لسان المندوب الروسي، في حين تغافل عن إهانة النظام المجرم للإنسانية بمجازره المتكررة بالسلاح الكيميائي وغيره، وإهانة الروس أنفسهم للعالم الحر بالفيتو 12 مرة".

‏لكنه انتهى إلى القول إن "الضربات ليست كافية عسكريًا، وهناك مساعي نجحت في تطويقها ظهرت من خلال معرفة الروس بها قبل وقوعها بساعات، وهذا التطويق فاتورته على النظام وداعميه ستكون كبيرة، ولن تمر بلا تتويج سياسي ينهي النظام، وهنا دور مؤسسات الثورة السورية المعنية للاستفادة الفاعلة من هذه الموجة من الضربات".

وكانت المواقع التي استهدفت، إضافة إلى مواقع أخرى، مضمون دراسة مفصلة سلمت من قبل فصائل عسكرية إلى الأمم المتحدة في مباحثات جنيف وغيرها وإلى جهات دولية عدة، وتم الحديث عن خطورتها مرارًا بشكل موثق.