لندن: أعلنت منظمتان يهوديتان الثلاثاء ان الاجتماع الذي عقدتاه مع زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن حول طريقة ادارته لأزمة معاداة السامية داخل حزبه "كان فرصة ضائعة مخيبة".

وجاء موقف "مجلس النواب اليهود البريطانيين" و"مجلس القيادة اليهودية" بعد محادثات استمرت لساعتين مع كوربن الذي تطاوله منذ اسابيع اتهامات بان حزب العمال يشهد في ظل قيادته ازمة تنامي معاداة السامية.

وأعلنت المنظمتان في بيان مشترك "رحبنا بمشاركة السيد كوربن شخصيا في المحادثات وبتصريحاته الجديدة التي يقر فيها ويعتذر عن معاداة السامية في حزب العمال، الا انه لم يوافق على اي من الاجراءات الملموسة التي طالبنا بها".

وكانت المنظمتان وجهتا كتابا الى زعيم حزب العمال الشهر الماضي طرحتا فيه ستة ميادين من "الاجراءات الملموسة" من اجل التصدي لما تعتبرانه عدائية لليهود داخل الحزب ولامبالاة تجاه المسألة من جانب القيادة الحزبية.

ونظم المجلسان اليهوديان الشهر الماضي تظاهرة امام مقر البرلمان البريطاني شارك فيها العديد من النواب بينهم نواب بارزون في الحزب.

واعلن كوربن "التزامه المطلق" باستئصال معاداة السامية من الحزب وانه اعطى توجيهاته للامين العام الجديد جيني فورمبي لتعديل الاجراءات التاديبية من اجل ضمان التعامل مع الشكاوى "بشكل سريع وعادل".

وتابع كورين "سوف نحدد الاجراءات الاضافية التي سنتخذها في الاسابيع المقبلة"، متعهدا "متابعة التواصل والعمل مع المنظمات اليهودية".

وقال كوربن "حزبنا لن يخذل اخوتنا اليهود".

الا ان المنظمتين اعلنتا ان ما سمعتاه من كوربن لم يرضهما.

واضاف بيان المنظمتين "نشعر بالخيبة لكون اقتراحات كوربن جاءت ادنى من اجراءات بالحد الادنى طالبنا بها في كتابنا".

واضاف البيان ان كوربن لم يوافق على اقتراح وضع "جدول زمني محدد" للتعامل مع الاتهامات للحزب بمعاداة السامية وتسريع البت في قضايا مزمنة بينها قضية الرئيس السابق لبلدية لندن كين ليفينغستون الذي تم تعليق عضويته في حزب العمال بسبب اتهامات له بمعاداة السامية.

واضافت المنظمتان ان زعيم حزب العمال لم يوافق على تبني تعريف "التحالف الدولي لاحياء ذكرى محرقة اليهود" لمصطلح معاداة السامية، كما لم يوافق على اجراء مراجعة شفافة للاجراءات التأديبية في الحزب.

وقالت المنظمتان "الكلمات في رسائل وصحف لن تكفي على الاطلاق"، واضافتا "ان المجتمع اليهودي سيحكم عليه (كوربن) وعلى حزب العمال بحسب افعاله".

وقالت المنظمتان ان الثقة لا يمكن ان يعاد بناؤها مع كوربن "ما لم يحول وحزبه عباراته الحادة ضد معاداة السامية الى افعال على نفس القدر من الحدة".