تتصاعد في العراق حاليا اصوات محذرة من تفجر فتنة طائفية أثر قرار لقيادة الحشد الشعبي بافتتاح مكتب للتبليغ الديني لنشر التشيع في محافظة الانبار الغربية السنية.&

وتشير وثيقة صادرة عن هيئة الحشد الشعبي التي تقودها شخصيات شيعية موالية لإيران، وحصلت "إيلاف" على نسخة منها،& إلى صدور قرار بافتتاح ما أطلق عليها "وحدة تبليغ ديني" في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار (110 كم شمال غرب بغداد) التي تقطنها اغلبية سنية ساحقة، حيث سيتولى المركز مهمة نشر المذهب الشيعي هناك.

وتنص الوثيقة على قرار صادر في 19 من الشهر الحالي من قبل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس بأن يتولى ادارة هذه الوحدة الدينية شخص من سكان حديثة هو شاكر محمود الحديثي.

وتوضح الوثيقة الصادرة عن رئيس وحدة التبليغ الديني عبدالقادر بهجت الآلوسي المعروف بموالاته لإيران إن الهيئة كلفت شاكر حمود جاسم الجغيفي بادارة المكتب .

خطأ جسيم يقود لفتنة طائفية

&ووصفت فعاليات وقوى عراقية معظمها سنية في تصريحات وبيانات صحافية تابعتها "إيلاف" قرار افتتاح مكتب التبليغ بأنه خطأ جسيم سيقود لفتنة طائفية ودعت إلى إلغاء القرار .&

واليوم الخميس، وصف تحالف المحور الوطني الذي يضم قوى سنية معظمها تنتمي الى محافظة الانبار ومتحالفة مع ائتلاف البناء بزعامة رجلي ايران في العراق نوري المالكي وهادي العامري قرار افتتاح مكتب التبليغ بالبغيض هدفه اثارة الفتنة بين العراقيين .

&واشار القيادي في التحالف النائب عادل المحلاوي الى أنه بعد أن تم دحر عصابات داعش الارهابية من خلال جهد جماعي اشترك فيه جميع العراقيين بمختلف مسمياتهم والوانهم وبعد أن بدأ البلد يتعافى تدريجيا من الطائفية والفتن نرى هناك محاولات بغيضة قد تكون مدعومة خارجيا من جهات لا تريد للعراق خيرًا تحاول إعادته الى المربع الاول واثارة الفتن والعداوات بين العراقيين، وهو أمر لن نسمح به".

وطالب القوى السياسية والاجتماعية والدينية الى التصدي لهذه&الفتنة من خلال "رفض كل ما يثير الحساسيات والخلافات بين العراقيين ومثال على ذلك افتتاح الحشد الشعبي لما يسمى بوحدة التبليغ الديني في قضاء حديثة منعاً لنشر الفتنة الطائفية من جديد".. مشيرا الى ان هذا الاجراء هو محاولة ممنهجة لفرض احادية مذهبية على ابناء الشعب العراقي الذي يمتاز بتنوعه الذي هو مصدر قوة له".

كما رفضت الحكومة المحلية لمحافظة الأنبار افتتاح وحدة التبليغ في المحافظة منعاً لنشر الفتنة الطائفية من جديد.

وقال عضو مجلس الحكومة فرحان الدليمي إن رفض افتتاح المكتب هدفه منع نشر الفتنة الطائفية .. منوها الى ان هناك من يحاول إحياء هذه الفتنة حاليا بالتعاون مع من قال انهم "بعض العملاء لدول خارجية" .. مشددا على أنه "لا يمكن القبول بنشر الفكر الشيعي في المناطق السنية وكذلك بالنسبة للفكر السني في المناطق الشيعية".
&
الحشد في حديثة يطمئن &&

وردا على هذه المخاوف، فقد اكد الحشد الشعبي انه ليست لديه أية رغبة في نشر المذهب الشيعي في مدن محافظة الأنبار.

وقال القائد في قوات الحشد الشعبي أوس الخفاجي في تصريح نقلته وكالة "روداوو" العراقية الكردية الخميس إن &الحشد لديه العديد من المديريات المرتبطة بقواته ومنها الطبابة والتوعية والإرشاد الديني وذلك لا يعني سعيه لنشر المذهب الشيعي في المحافظات السنية.

ومن جهته، قال امر لواء الحشد الشعبي في حديثة فيصل حسين إن "مكتب التبليغ الديني تم افتتاحه بأمر من قيادة هيئة الحشد الشعبي في بغداد وتم نقل منتسبين له من لواء حديثة ونحن لا نعرف ما هو عمل المكتب وطبيعته فهو ارتباطه بهيئة الحشد الشعبي وليس بلواء حشد حديثة".

وعن اتهام المكتب بنشر فكر التشييع وبث الطائفية، قال امر لواء الحشد في حديثة إن "افتتاح المكتب غير مقلق على الاطلاق ومن قاتلوا في حديثة لا يتأثرون بتوجهات او فتح مكاتب وكذلك اهالي الانبار".

يشار الى ان فصائل من الحشد الشعبي تتمركز حاليا في عدد من مناطق محافظة الانبار بعد ان شاركت مع القوات الامنية العراقية وفصائل سنية عشائرية في المحافظة في المعارك ضد تنظيم داعش الذي احتلها في &مايو عام 2015 الى ان تمكنت تلك القوات من تحريرها من سيطرته في اواخر عام 2017.