إيلاف من القدس: قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تحليل لها بقلم كبير المراسلين والمحللين في الشرق الأوسط سيث جيه فرانتزمان إن سقوط نظام الأسد وعودة تيارات الإسلام السياسي يشكل مصدر قلق لكثير من دول المنطقة وبالطبع من بينها مصر، ولكن مصر حسب التحليل تظل قوياً سكانياً وعسكرياً وثقافيا، أي أن مصر بها قوة ثقافية ناعمة مؤثرة وقوة عسكرية في نفس الوقت.
وجاء في التحليل :"على الرغم من وجود دوافع ومصادر وأسباب للقلق في المنطقة في مرحلة ما بعد حكم الأسد في سورياـ إلا أن مصر تظل الدولة الأكثر سكاناً في المنطقة، وتظل مركز تاريخي للقوة العسكرية والثقافة".
مصر قلقة بشأن نتائج سقوط النظام السوري. فقد سعى الأسد منذ فترة طويلة إلى إقامة شراكة مع مصر بعد أن أدى الربيع العربي إلى تغييرات في المنطقة. وسقطت حكومة الرئيس السابق حسني مبارك في مصر أثناء الربيع العربي، وحل محلها لفترة قصيرة حكومة الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي.
وفيما بعد أطاحت الاحتجاجات الشعبية والجيش بمرسي في عام 2013. ثم تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة. وسُجن مرسي ثم توفي، وقاد السيسي مصر إلى شرق أوسط جديد تتشكل ملامحه.
ملف ليبيا والتقارب مع اليونان
لكن مصر اضطرت إلى الموازنة بين عدة صراعات مختلفة. فقد دعمت المجموعة الليبية الشرقية بقيادة القائد خليفة حفتر، في حين دعمت أنقرة والدوحة مجموعات في غرب ليبيا.
لقد أصبحت القاهرة أقرب إلى اليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط. كما كان عليها أن تشاهد السودان وهو ينزلق إلى حرب أهلية. ويبدو أن غزة اختارت تجاهل تهديدات حماس التي كانت تتزايد ضد إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الاهتمام منصباً أكثر على دخول إسرائيل إلى رفح والسيطرة على منطقة الحدود في فيلادلفيا، بدلاً من إدانة المذبحة.
وهذا أمر مثير للقلق لأن الاستقرار والسلام يتطلبان من القاهرة أن تكون وسيطاً نزيهاً. وإذا ما تحولت مصر إلى الاتجاه الآخر عندما خططت حماس في مقابل تخفيف حدة خطاب الدوحة وأنقرة تجاه نظام مرسي السابق، فإن هذا أمر مثير للقلق.
ومن الواضح أن الدوحة وأنقرة دعمتا حماس، وكانت مصر تعارض في السابق جماعة الإخوان المسلمين التي ترتبط حماس بها.
مملوك يتواصل مع مصر
قبل سنوات، تواصل أحد مسؤولي نظام الأسد - علي مملوك - مع مصر لمعرفة ما إذا كانت القاهرة قد تكون حريصة على دعمه ضد المتمردين، وكانت مصر تشعر بالقلق من أن الربيع العربي قد يتسبب في انتشار الفوضى في المنطقة، واعتبرت نظام الأسد شريكاً محتملاً للاستقرار، إلى جانب الخليج.
ولكن مصر كانت حذرة. فقد سقط النظام الآن، والقاهرة أصبحت حذرة مرة أخرى فيما يتصل بالقيادات والوجوه الجديدة في دمشق، فمصر لا تريد أن تنتقل إليها تداعيات الأزمة السورية.
وهكذا، فإن مصر على تدخل عام 2025، وهي تسأل عما إذا كان هذا العام سيجلب السلام والاستقرار أو المزيد من التغييرات في المنطقة.
التعليقات