تقدم لندن في وسائل نقلها العام إلى اللندنيين آلات يمكنهم الحصول منها على قصص قصيرة، يقرأونها بينما ينتقلون من منازلهم إلى أعمالهم أو بالعكس. إنها الثقافة المتاحة للعامة بأكثر أشكالها فائدة.

إيلاف: كيف يمكنك أن "تقتل" الوقت، كما يقول الأوروبيون، بينما تنتقل من محطة إلى أخرى في وسائط النقل العام، في الحافلات والقطارات السريعة أو المترو وما شابه؟، تقرأ الجريدة؟، تحمل معك كتاب جيب؟، أو تنكب على هاتفك الذكي تلعب أو تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي؟، لندن تقدم اليوم إلى مواطنيها والساعين فيها إلى أرزاقهم أو إلى قضاء مصالحهم حلًا جميلًا.

بما يفيد
فسوف تتاح للموظفين والعمال المنهكين في لندن طريقة جديدة لقضاء الوقت خلال توجّههم إلى مكان العمل أو العودة إلى البيت، عندما تبدأ أول آلة بيع (vending machine) يمكنهم أن يحصلوا منها على قصص قصيرة، كتبت خصيصًا لهذه المهمة... قتل الوقت بما يفيد.

ذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن هذه الآلات التي توزّع قصصًا تستغرق قراءتها دقيقة أو ثلاث دقائق أو خمس دقائق مجانًا بلمسة. وهي من صنع شركة "شورت إديشن" الفرنسية. هذه الآلات منتشرة في أنحاء فرنسا وهونغ كونغ والولايات المتحدة، وكان مخرج "العراب" فرانسيس فورد كوبولا من أشد المعجبين بها، حتى إنه استثمر في الشركة الفرنسية، وطلب نصب آلة في المطعم الذي يملكه في سان فرانسيسكو.&

أجناس أدبية مختلفة
ستُوضع ثلاث آلات لتوزيع القصص القصيرة في منطقة كناري وورف لتكون الأولى في بريطانيا. وستكون القصص التي تغطي أجناسًا أدبية مختلفة من الخيال العلمي إلى روايات الأطفال لكتاب معروفين، بينهم فرجينيا وولف ولويس كارول وتشارلس ديكنز. وستبدأ المبادرة بقصة طولها دقيقة من الروائي أنتوني هورويتز.&

ونقلت صحيفة غارديان عن هورويتز، الذي له روايات تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، قوله إن ضغط القصة إلى مثل هذا الشكل القصير كان تحديًا صعبًا. واعترف بأنه احتاج ثلاثة أو أربعة أيام لكتابة قصته.&

أشارت الصحيفة إلى أن فكرة بيع الكتب من آلة ليست جديدة، وأن آلان لين مؤسس دار بنغوين للنشر نصب آلة كهذه في عام 1937 في منطقة تشارنغ كروس. وأعلن كاتب السير جريمي لويس أن زملاءه المحافظين صُدموا بوجود آلة ترمي فيها قطعًا نقدية لشراء كتاب منها.&

تطبيقات وألعاب
أوضح هورويتز أنه يستخدم قطارات الأنفاق في كل يوم، ويلاحظ أن الجميع مستغرقون في تطبيقات وألعاب على هواتفهم الذكية، أو يتابعون تغريدات قديمة، ولها السبب استهوته فكرة استثمار هذا الجزء من ساعات اليوم في شيء ممتع هو الأدب. &

قالت مجموعة كناري وورف إنها تشجعت على نصب آلات توزيع القصص القصيرة بعدما توصلت دراسة جديدة إلى أن البريطانيين لا يجدون الوقت لإنهاء كتاب. وأظهرت الدراسة التي استطلعت آراء ألفي بريطاني بالغ أن 36 في المئة منهم توقفوا عن إنهاء قراءة كتاب على الأقل في السنة الماضية بسبب عدم توافر الوقت، وأن 30 في المئة لم ينهوا قراءة كتاب في أكثر من ستة أشهر.

وقالت لوس مور، مديرة قسم الفنون والفعاليات في مجموعة كناري وورف: "بحوثنا وجدت أن 70 في المئة يفضلون الانغمار في كتاب جيد على أن يتيهوا في متهات الإعلام الاجتماعي".&


أعدت "إيلاف" ها التقرير عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط:
https://www.theguardian.com/books/2019/apr/02/short-story-vending-machines-london-commuters-canary-wharf-anthony-horowitz
&
&