عوض بن عوف
BBC

تصدرت تطورات الأوضاع في السودان اهتمام صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بعد تنحي الفريق عوض بن عوف عن قيادة المجلس العسكري الانتقالي وسط موجة جديدة من الاحتجاجات.

وتولى الفريق عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس الذي تشكل في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 ابريل/نيسان بعد شهور من التظاهر احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

وتعهد المجلس بتشكيل "حكومة مدنية"، مؤكدا على أن أولويته الرئيسية هي "الحفاظ على الأمن العام" إلا أن المتظاهرين أعلنوا بقائهم في الميدان رفضاً لتولي المجلس السلطة لمدة سنتين.

" تحييد الجيش"

أبدت صحيفة السودان اليوم تقديرها لبن عوف واعتبرت استقالته استجابة لمطالب المتظاهرين. وقالت الصحيفة: "بإعلانه التنحي وإعفاء نائبه الفريق كمال عبد المعروف يستحق الشكر ولكن بلا شك الشكر والتقدير غيرالمحدود للشعب الثائر في الميدان الذي أصر على تطبيق ما طلبه وهتف به... شكراً الفريق بن عوف فقد استجبت لمطالب شعبك وهذا يحسب لك".

وأبدت الصحيفة تفاؤلاً بتولي البرهان رئاسة المجلس الانتقالي ووصفته بأنه "أحد الأسماء التي تجد قبولاً كبيراً وسط المحتجين وقد طالب به الكثيرون والبعض ناشده أن يتولى الأمر وينحاز لصف الجماهير وعليه فإن تعيينه يعتبر نقطة تحول كبرى في مسيرة الأحداث وستنتج تحولاً إيجابياً بإذن الله."

وفي صحيفة الأهرام المصرية كتب مرسي عطا الله :"مهما يكن من سرعة التطورات المتلاحقة خصوصا في السودان فإن الثقة كبيرة في قدرة الشعب السوداني على تجنب الذهاب إلى المجهول استنادا لوجود ظهير مصري في منزلة الأخ والشقيق يدعوا لهم بالتوفيق ويناشدهم بكل الصدق وبعمق التجربة التي أنجزها بنجاح قائلاً.. يا أهل السودان اتحدوا".

وبالمثل، دعا عبد الوهاب الأفندي في صحيفة العربي الجديد اللندنية إلى اجراء "حوار علني بين كل أطراف الصراع السياسي في السودان، بشأن ضرورة تحييد الجيش في الصراع السياسي، وضمان حياديته ومهنيته، ومساعدته على تطهير نفسه من العناصر ذات الأجندة".

واضاف الكاتب: "لا جدال في أن حراك الجيش أخيرا يمثل خطوة في هذا الاتجاه، لأنه لم يكن ممكناً التخلص من عمر البشير إلا بهذه الطريقة، ولكن الخطوة التالية يجب أن تكون تصحيح أوضاع الجيش نفسه، وهي تحتاج إلى إقامة حكومة مدنية مستقلة، تكون من أولى مهامها إخضاع الجيش لحكم القانون والسلطة المدنية المتوافق عليها".

"انفجار رهيب"

من جهة أخرى، دعا أبو حسام في صحيفة السودان اليوم إلى "اعتقال بن عوف هذا قبل كل شيء ويقدم إلى المحكمة لأنه من المشاركين في أفاعيل النظام السابق ومن ثم نبحث عن شرفاء الجيش الذين لم تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء استلام الأمور لفترة شهر واحد ومن ثم تقديمها لحكومة مدنية انتقالية الى حين الانتخابات التي تعين رئسياً منتخباً للبلاد يأتي عبر صناديق الاقتراع بمشاركة كافة ابناء الشعب الأبي".

وحذر حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ السعودية من أن الشعب السوداني لن يقبل "مرحلة انتقالية عسكرية لمدة عامين في ظل القرارات والإجراءات الأخرى التي أعلنها المجلس العسكري"

وتساءل الكاتب: "هل سيصطدم الجيش مع الشعب إذا لم يغادر ساحات الاعتصام؟ إنها كارثة لو حدث ذلك. نتمنى أن ينعم هذا البلد الجميل والشعب الرائع بحياة سياسية مدنية تليق به وبإنسانه وتاريخه العريق".

وتنبأ عبد الرحمن شلقم في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بأنه "وتيرة المد الشعبي الغاضب، سترتفع وسيتسع حجم التفاف الضباط من الرتب المتوسطة والصغيرة مع المد الشعبي الرافض للمسرحية الانقلابية مع استمرار معاناة الناس من الضائقة الاقتصادية".

وأضاف الكاتب: "السودان في حاجة عاجلة إلى دعم مالي خارجي لتوفير الغذاء والدواء والوقود، لكن رد الفعل العالمي الرافض لما سمي الانقلاب لا تبشر بيد عون قريبة، سيتحول الرفض الشعبي إلى انفجار رهيب يحرق الستار الذي يختفي وراءه البشير وزمرته، ويكسر الكرسي الذي انقلب فوقه المشير البشير".

"تبديل وجوه؟"

في سياق متصل، كتب علي جواد الأمين و مي علي في صحيفة الأخبار اللبنانية: "بدّل المجلس العسكري وجهه، أمس، في ظلّ رفض الشارع الذي لا يزال يصرّ على تسليم السلطة إلى حكومة مدنية، لكن حرص المنقلبين على تهدئة الغضب الشعبي بتعيين عبد الفتاح البرهان المقرب من الإمارات، من دون تلبية مطالب المحتجين، يبدو أنه يأتي بضغوط خارجية أكثر مما هي داخلية".

واستطرد الكاتبان: "رأى البعض أن خطوة أمس قد تكون أتت بضغوط خارجية، على الأرجح من الإمارات، خشية من انفلات الأمور، وللحفاظ على الحكم الجديد الذي سيطر عليه مجلس عسكري مكون من المقربين منها".